رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

CORONA VIRUS EXPLAIEND.. وثائقي قصير عن كورونا


وقبل أن تغلق حدود العالم ومطاراته، قلل الكثيرون من زعماء العالم من خطورة الفيروس الجديد الذي يكتسح الأنحاء، صرح رئيس وزراء إيطاليا بأن كل شيء تحت السيطرة وليس هناك خطورة على حياة المواطنين، أما عن حسن روحاني رئيس إيران فقد علق على خبر تفشي الوباء بأنها واحدة من مؤامرات أعداء إيران لإجبار الدولة على الإغلاق، وتعليق دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بأنه "يجب علينا مواصلة أعمالنا كالمعتاد"، وأضاف الرئيس البرازيلي أن الكثير من الأخبار حول الفيروس التاجي المسمى بالكورونا هي محض خيال.

استهل الفيلم الوثائقي القصير CORONA VIRUS EXPLAIEND للمخرج والكاتب البريطاني من أصل صيني بلاك رايدر وإنتاج شبكة نتفلكس، في أول مشاهده في رصد تعليقات وتصريحات رؤساء بعض دول العالم عن وباء كورونا الذي تفشى في البلاد، حيث سلط الضوء على حالات المصابين في المستشفيات ولقاءات متنوعة مع الأطباء وأطقم التمريض ومع المصابين والمتعافين لشرح المعاناة التي يواجهون، تتجول كاميرا رايدر في أنحاء البلاد المبتلاة بالوباء لرصد تفاصيل وإجراءات عملية الوقاية المفروض اتباعها، كما يظهر في منتصف عمليات تعقيم الشوارع والمواصلات العامة والمؤسسات والتزام بعض الأسر بالعزل المنزلي "كورانتين" وتصويرهم في أثناء ممارساتهم الرياضة وتناول العشاء منعزلين، لقطات أرشيفية لرؤساء دول العالم في تصريحات مغايرة عن ذي قبل أو قل عكس ما قيل في حالة من التضاد تثبت الحقيقة التي أنكروها عن خطورة الوضع الراهن من قبل.

التقى المخرج مجموعة من الخبراء في مجالات الطب والاقتصاد والاجتماع ومسؤولين في الإعلام من مختلف الجنسيات لإبداء آرائهم عن وباء غير متوقع ومستحدث وغير معروف من قبل، إذ تم وصفه بأنه المرض الذي لا يعلم العالم شيئا عنه ويحتاج لدراسات وتجارب لأول مرة ومن أهم اللقاءات هذه التي دارت مع بيل جيتس في مايو 2019 بعد أول ظهور للحالة الأولى من الإصابات بفيروس كورونا، الذي يسبب مرض كوفيد-19، والتي تكتمت عليها الصين لفترة طويلة حتى اجتاح الفيروس أركانها حيث أدلى برأيه قائلا: في حالة ظهور مرض يمكنه قتل ملايين من البشر فسوف يعد الخطر الأكبر لنا من ناحية عدد الموتى. قد ينافس الوباء حروب الماضي الهائلة وسوف يتوقف الاقتصاد وتكون التكلفة هائلة على البشرية ولن تكون هناك دولة منيعة أمام المشكلة التي سوف يخلقها هذا الأمر.

حاول المخرج والكاتب بلاك رايدر تقديم صورة متكاملة عن الحدث الأعظم الذى يكتسح حياة سكان الأرض خلال 26 دقيقة هي مدة عرض الفيلم عن طريق مجموعة من اللقاءات والاستماع إلى آراء الخبراء في المجالات المختلفة مع تقديم إحصائيات بالأرقام والأماكن عن انتشار الفيروس وتأثيره وتاريخه، كما أفصح الأداء الصوتي المحترف عن معلومات مهمة لأسباب انتشار الفيروسات في العالم مستندًا إلى تاريخ طويل للأوبئة التي اجتاحت العالم وقضت على الملايين من البشر منذ الطاعون الأسود 1947 والإنفلوانزا الإسبانية مرورًا بأنفلوانزا الطيور والسارس الذي يشبه الكورونا في أعراضه وفصيلته.

وتناول المخرج نظرية مناعة القطيع بشرح واف يوضح من خلاله كم الأمراض التي اختفت من العالم منذ اتباع هذه النظرية وهى أن يعتمد المصاب على مناعته حتى النجاة وبعد موت المئات والآلاف من البشر فمن الممكن الاستعانة بعينات من دماء هؤلاء الذين نجوا واستخلاص المصل العلاجي منها، وهي ذات النظرية التي يتبعها زعيم دولة السويد.

كما أشار رايدر من خلال البحص العلمي الذي استند عليه لصنع فيلمه على جملة مهمة وهي أن الإنسان هو المتسبب الأول والوحيد لانتشار الفيروسات عن طريق تناوله للمأكولات النيئة كما في بعض دول أفريقيا وتناول غيرها من الحيوانات والطيور غير الصالحة للأكل مثل الخفافيش والزواحف كما في الصين وبعض دول شرق آسيا، وأضاف الإنسان لتدمير الطبيعة والبشرية إزاحة الأرض الخصراء وحرق الغابات الذي أدى لاختلاط الحيوانات في بيئة طبيعية غير صالحة للبعض والذي ساعد على خلق المزيد من الفيروسات والأمراض المتعارف عليها فيما قبل.

كما هو المتعارف عليه، أن المشاهد لا يحتمل الوسائط التوعوية التي تقوم بالإرشاد والتوعية، والتي تنتشر على القنوات المحلية في مختلف بلاد العالم ولكن في أثناء ما ينتقل سيناريو الفيلم الذي كتبه رايدر بين كل معلومة مثبتة ولقاء مع أحد الخبراء في رشاقة وسلاسة جيدة جدًا، كأنه يقوم بمحادثة دردشة مع المتلقي فلا يشعر بالملل بل بالإثارة وطلب المزيد.