رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

دواء قديم لكورونا المستجد


غدًا الإثنين، من المفترض أن تبدأ الإدارة الأمريكية فى توزيع ١.٥ مليون جرعة من عقار «ريمديسيفير»، Remdesivir، على المستشفيات، تنفيذًا لما تعهد به مايك بنس، نائب الرئيس الأمريكى، بعد حصول هذا العقار على تصريح طارئ من هيئة الغذاء والدواء الأمريكية.

ظهر ريمديسيفير سنة ٢٠١٥، وفشل نسبيًا فى علاج فيروس إيبولا، لكن بيانًا صدر عن «معاهد الصحة الأمريكية» أكد أنه حقق نتائج مذهلة خلال تجربة شملت ١٠٣٦ مصابًا بفيروس «كورونا المستجد» فى ٤٧ موقعًا فى الولايات المتحدة، و٢١ فى أوروبا وآسيا. كما ذكر «مركز كليفلاند» الطبى أن هذا العقار «نجح فى تقليل مدة شفاء المصابين ٤ أيام».

الرئيس الأمريكى دونالد ترمب أعلن، أمس الأول، الجمعة، عن حصول شركة «جيلياد ساينسز»، Gilead Sciences، على ترخيص طارئ لإنتاج دواء «ريمديسيفير» لعلاج مرضى فيروس كورونا المستجد «كوفيد- ١٩». وبالفعل أجازت هيئة الغذاء والدواء الأمريكية استخدام «ريمديسيفير». وخلال اجتماع مع ترامب فى البيت الأبيض، وصف دانيال أوداى، الرئيس التنفيذى للشركة، هذا الإجراء بأنه «خطوة أولى مهمة»، موضحًا أن «الشركة تبرعت بمليون ونصف المليون جرعة من الدواء لمساعدة المرضى».

غير هذا التبرع السخى، أكد «أوداى» أن الشركة تستهدف وصول العقار إلى جميع مصابى كورونا المستجد فى أسرع وقت ممكن وبتكلفة منخفضة. وقبل أن تبدى دهشتك، وتقول إنها شركة وليست جمعية خيرية، فقد أوضح «أوداى»: «نتفهم مسئولياتنا تجاه المرضى وتجاه مساهمى الشركة أيضًا، وهناك خطة بالفعل لدى مجلس الإدارة لتحقيق التوازن بينهما».
 وتوضيحًا لطريقة عمل تلك الشركة الأمريكية المتخصصة فى التكنولوجيا الحيوية نشير إلى أنها توصلت فى أغسطس ٢٠١٧ إلى اتفاق لشراء شركة منافستها «كيت فارما» مقابل ١١.٩ مليار دولار، لتتمكن من الاستحواذ على علاج أكثر تطورًا للسرطان.

عملت الشركة الأمريكية، منذ أوائل فبراير الماضى مع السلطات الصينية، على اختبار قدرة هذا العقار القديم على علاج أعراض الفيروس المستجد. وفى ٦ فبراير أعلنت وزارة العلوم والتكنولوجيا الصينية واللجنة الوطنية للصحة عن موافقتهما على بدء التجارب السريرية، وبدأت الدفعة الأولى من المرضى فى تناول الدواء. وفى ١٦ أبريل، وبعد نشر بيانات جزئية عن نجاح تلك التجارب، ارتفع سهم «جيلياد ساينسز» (GILD) بنسبة ١٦٪، ليقفز من ٧٦.٥٤ إلى ٨٩.١ دولار. لكن الجمعة، تراجعت قيمة السهم إلى ٧٩.٨ دولار، ربما بسبب إعلان الشركة عن تخصيصها ٥٠ مليار دولار لتجارب العقار.

فى الأسبوع الأول من أبريل، أشار تحليل نشرته «نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن»، إلى أن العقار مع ثلثى مجموعة صغيرة من المصابين بحالات حادة من «كوفيد- ١٩» شهدت تحسنًا بعد العلاج بعقار «ريمديسيفير». ومنتصف أبريل الماضى، ظهرت بيانات جزئية مشجعة.
 وأوضح موقع «ستات» أن مستشفى تابعًا لجامعة شيكاغو شارك فى دراسة خاصة بالدواء، ورصد تعافيًا سريعًا من أعراض الحمى والجهاز التنفسى، وأكد أن جميع المرضى تقريبًا غادروا المستشفى خلال أقل من أسبوع. وجامعة شيكاغو واحدة من ١٥٢ مشاركًا فى تجارب جيلياد على مرضى «كوفيد- ١٩» الذين يعانون من أعراض شديدة، حادة، أو خطيرة.

الدكتور أنتونى فوتشى، خبير الأوبئة ومستشار الرئيس الأمريكى، قال الأربعاء، إن عقار «ريمديسيفير» أظهر أثرًا «واضحًا»، مهمًا وإيجابيًا. ومن البيت الأبيض، قال «فوتشى»، الذى يرأس أيضًا المعهد الوطنى للحساسية والأمراض المعدية، إن العقار يمكن أن يصبح من الآن وصاعدًا العلاج القياسى لمكافحة الحالات الخطيرة. وفى اليوم نفسه، أعلنت الشركة، شركة «جيلياد ساينسز» عن أن عقارها أظهر نتائج «إيجابية» فى تجربة سريرية واسعة، تمت بمشاركة معاهد صحة أمريكية. ونشرت، نتائج تجارب سريرية، جرت فى الولايات المتحدة، آسيا وأوروبا، وأظهرت تحسنًا فى حالات المرضى بعد علاج لمدة خمسة أيام.

قبل الاعتماد الأمريكى، بثلاثة أيام، تحديدًا يوم الثلاثاء الماضى، أعلنت الحكومة اليابانية عن أنها اعتمدت «ريمديسيفير»، ليكون أول دواء لمرض «كوفيد- ١٩» تتم الموافقة عليه فى اليابان، قبل «فافيبيرافير» الذى طورته شركتا «فوجى فيلم» و«توياما» اليابانيتان. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» عن يوشيهايد سوجا، كبير أمناء مجلس الوزراء اليابانى، أن بلاده شاركت منذ مارس الماضى، فى تجارب سريرية متعددة الجنسيات للعقار.

.. أخيرًا، وإلى أن يظهر اللقاح، فإن هذا الدواء القديم قد ينجح فى علاج الفيروس المستجد، أو قد يكون دليلًا يقود إلى علاج أفضل. وما يعنينا، فى الحالتين هو أن مصر حجزت حصتها من «ريمديسيفير»، منذ خمسة أو ستة أسابيع، طبقًا لما ذكرته هالة زايد، وزيرة الصحة، وحسب علاء حشيش، مسئول الأمراض المعدية بمكتب منظمة الصحة العالمية، الذى أكد أن عددًا من عبوات الدواء ستصل مصر قريبًا، لبدء استخدامه فى التجارب الإكلينيكية.