رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وفاة وحياة زعيم الكوكب!


الشائعات والتقارير المتداولة حول وفاة كيم جونج أون، زعيم كوريا الشمالية، نفاها أليخاندرو كاو دى بينوس، رئيس جمعية الصداقة الكورية، ووصفها بأنها «كاذبة وخبيثة». وصباح أمس، الأحد، ذكرت وكالة الأنباء الرسمية أن الزعيم أعرب عن شكره وتقديره لعمال يقومون ببناء محطة توليد كهرباء فى منطقة «سامجيون». فى إشارة من الوكالة، ثم من الراديو الرسمى لكوريا الشمالية، إلى نشاط كيم الاعتيادى بعد التقارير التى تحدثت عن مرضه وشائعات وفاته.
منتصف مايو ٢٠١٥، ظهر «هيون يونج تشول»، وزير دفاع كوريا الشمالية، على التليفزيون الرسمى للدولة، بعد أن تناقلت كل وسائل إعلام العالم تقريبًا، خبر إعدامه رميا بنيران مدفع مضاد للطائرات، بسبب نومه خلال كلمة للزعيم فى استعراض عسكرى. والنكتة، هى أن موقع «ويكيبيديا» اعتمد يوم ٣٠ أبريل ٢٠١٥ تاريخًا لوفاة الرجل، مع أن الرئيس الأمريكى استقبل المرحوم، فى البيت الأبيض، سنة ٢٠١٨، بصفته مبعوث كوريا الشمالية بشأن الملف النووى.
المرحوم، شارك أيضًا فى اللقاءات الثلاثة أو القمم الثلاث التى جمعت بين الرئيس الأمريكى والزعيم الكورى الشمالى: قمة يونيو ٢٠١٨ فى جزيرة سنتوسا بسنغافورة، قمة فبراير ٢٠١٩ فى العاصمة الفيتنامية هانوى، ولقاء يونيو ٢٠١٩ التاريخى على الخط الحدودى الفاصل بين الكوريتين، المنطقة المنزوعة السلاح، الذى شهد عبور ترامب الحدود إلى كوريا الشمالية فى خطوة رمزية. والطريف أن شائعات إعدام هذا الرجل تكررت قبل اللقاءات أو القمم الثلاث!.
المهم، هو أن التكهنات، الشائعات، حول صحة زعيم كوريا الشمالية، انطلقت بعد أن تغيب يوم ١٥ أبريل الجارى، عن مراسم إحياء ذكرى ميلاد جده، كيم إيل سونج، مؤسس كوريا الشمالية. وبدأت بخبر نشره موقع «ديلى إن. كيه» الكورى الجنوبى، مساء الإثنين الماضى، زعم فيه أن كيم دخل المستشفى يوم ١٢ أبريل، وخضع لإجراء طبى يتعلق بالقلب والأوعية الدموية. كما ذكر الموقع أن صحة كيم تدهورت منذ أغسطس بسبب التدخين الشره والبدانة والإفراط فى العمل، وأنه يتلقى العلاج، حاليًا، فى منتجع شمال العاصمة بيونج يانج.
على الخط، دخلت شبكة «سى إن إن» ونقلت عن مسئول أمريكى «مطلع» قوله إن واشنطن «تدرس معلومات» تفيد بأن كيم «فى خطر شديد بعد عملية جراحية»، ونقلت وكالة «بلومبرج» عن مسئول أمريكى رفيع أن البيت الأبيض علم أن حالة كيم ساءت بعد الجراحة. وظلت وكالة «رويترز» تنقل عن مصادرها، الرفيعة، المطلعة، والعليمة، أن الولايات المتحدة «تتابع معلومات تفيد بأن كيم فى خطر شديد بعد خضوعه لجراحة». لكن حين سُئل الرئيس الأمريكى، الثلاثاء والجمعة الماضيين، عما إذا كانت لدى إدارته معلومات عن صحة كيم، أكد أنه لا يعرف شيئًا حول هذا الأمر: «يمكننى فقط أن أقول أتمنى له كل الخير»، ثم شكك فى تقارير «سى إن إن» ووصفها بـ«شبكة الأخبار المزيفة». وشدّد على «العلاقة الجيّدة» التى تربطه بالزعيم الكورى الشمالى، وأشار إلى أنّه «قد» يتّصل به للاطمئنان على صحّته.
رسميًا، قللت كوريا الجنوبية من شأن التقارير التى تحدثت عن حالة كيم الخطيرة. وقال المتحدّث باسم الرئاسة الكورية الجنوبية فى بيان إنه «لم يتم رصد أى حركة خاصة فى كوريا الشمالية». ونقلت «رويترز» عن مصدر فى المخابرات الكورية الجنوبية أن كيم على قيد الحياة وقد يظهر على الملأ قريبًا. غير أن سقف الشائعات ظل يعلو ويعلو حتى نقلت جريدة «نيويورك بوست»، السبت، خبر الوفاة، عن مديرة فى تليفزيون فى هونج كونج، لم تذكر اسمها. اتضح لاحقًا أن اسمها «شيجيان شينجزو» وتعمل نائبة رئيس شبكة HKSTV التليفزيونية فى هونج كونج، وأنها كتبت الخبر فى حسابها على موقع «ويبو» زاعمة أنه نقلته عن مصادر «قوية».
وسط هذه الشائعات أو التقارير المتضاربة، قيل إن الصين أرسلت خبراء طبيين إلى كوريا الشمالية لتقديم المشورة بشأن صحة كيم. وظهرت، أيضًا، صور تم التقاطها بالأقمار الصناعية لقطار فى منتجع بشرق كوريا الشمالية، رجّح موقع «٣٨ نورث» الأمريكى أن يكون قطار الزعيم الكورى الشمالى. وبكل أمانة، أوضح الموقع أن وجود القطار فى تلك المنطقة «لا يثبت أى شىء بخصوص مكان كيم، ولا يؤكد شيئًا بخصوص حالته الصحية».
.. وأخيرًا، قد يظهر الزعيم الكورى الشمالى اليوم أو غدًا، كما ظهر فى ٢٠١٤ بعد غياب استمر ستة أسابيع، وبهذه المناسبة السعيدة، نؤكد أن ٩٩٪، أو يزيد، مما تتداوله وسائل الإعلام، الدولية والمحلية، عن كيم جونج أون وعن كوريا الشمالية، زائف، «مضروب»، أو مفبرك، ويخرج عادة من أجهزة المخابرات الكورية الجنوبية، الأمريكية، أو اليابانية. ولعلك تعرف أن الدول الثلاث تناصب كوريا الشمالية العداء وتنافسها على زعامة الكوكب!.