رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كيف صار لونهم بنفسجيًا؟!


ظننا أن وجوههم عليها غبرة، ترهقها قترة. ولم نعرف سبب تغير لون عبيد، عملاء، وغلمان العائلة الضالة، التى تحكم قطر بالوكالة، حتى أعلن طبيبان صينيان عن تحوّل لون بشرتهما إلى الأسود، بعد إصابتهما بفيروس كورونا المستجد.
لا يزال العالم يكافح من أجل السيطرة على تفشى الوباء، بينما تواصل تلك العائلة الضالة لعبها القذر ضد عدة دول عربية، فى محاولة جديدة لتحقيق أهداف ومخططات، فشلت وستفشل فى تحقيقها. دون أدنى اكتراث بالأزمة الاقتصادية التى تعيشها الدويلة أو بأرواح الشعب القطرى وآلاف العمال الأجانب، الذين أصابهم الفيروس القاتل، أو بمئات الآلاف المعرضين لخطر الإصابة، نتيجة ضعف إجراءات حمايتهم وتدنى ظروفهم المعيشية.
وزارة الصحة القطرية أعلنت أمس الأربعاء، عن تسجيل ٦٠٨ إصابات جديدة، فى أعلى حصيلة يومية، ليصل إجمالى عدد المصابين إلى ٧١٤١، بينما كان إجمالى عدد المتعافين ٦٨٩ شخصًا، ولا يزال ٦٤٤٢ تحت العلاج. ونكرر أن تلك هى أرقام وزارة الصحة القطرية التى لم تعلن إلا عن ١٠ وفيات فقط، وكانت قد بررت تسجيل ٥١٨ أمس الأول بأن انتشار الفيروس دخل فى مرحلة الذروة، التى سيبدأ بعدها معدل الإصابات فى الانخفاض.
تقرير حديث نشره مركز «موارد الأعمال وحقوق الإنسان»، أكد أن العمال الأجانب فى قطر «يعيشون فى معسكرات عمل مزدحمة، وفى ظروف غير صحية، وبعضهم لا يحصلون على مياه جارية». ورأى التقرير أن هذه الأوضاع توفر الظروف المثالية لتفشى الوباء، مشيرًا إلى أن الحجر الصحى والقيود الأخرى المفروضة على الحركة تجعل الأوضاع أكثر خطورة.
عمال البناء محتجزون فى عنابرهم، بعيدًا عن ناطحات السحاب والملاعب التى كانوا يبنونها مع حرمانهم من رواتبهم. والشىء نفسه ينطبق على العمالة الأجنبية فى قطاعى التجزئة والطاقة. وقال ريزارد تشوليفينسكى، كبير أخصائيى الهجرة فى المكتب الإقليمى لمنظمة العمل الدولية، إن «المشكلة فى عنابر النوم، حيث يمكن تنظيم التباعد الاجتماعى فى أماكن تناول الطعام». موضحًا أنه «كانت هناك محاولات من قبل عدد من الشركات لإصلاح ترتيبات النوم، لكن حتى فى أحسن الأحوال، فإن بعض هذه المرافق، ينام فيها ٤ أشخاص فى الغرفة الواحدة».
هناك، أيضًا، تقارير حقوقية دولية، أكدت أن السلطات القطرية اعتقلت عشرات من العمال الأجانب بعد إبلاغهم بأنه سيجرى فحصهم. وأشارت إلى أن العمالة الوافدة فى قطر تواجه أوضاعًا مأساوية داخل الحجر الصحى، الذى فرضته السلطات القطرية على مخيمات العمال بسبب تفشى الوباء، ما أدى إلى إصابة مئات العمال بالفيروس التاجى. كما كانت وكالة «بلومبيرج» الأمريكية قد أرجعت تفشى الوباء بين العمال الوافدين إلى «تدنى مستوى معيشتهم، وافتقار مناطق سكنهم للخدمات الصحية والآدمية».
سبق أن قلنا، ونكرر، إن حقارة، ووضاعة، وخسّة العائلة الضالة التى تحكم قطر بالوكالة، ليست جديدة. لكن تغليبها للّعب القذر على أرواح الشعب القطرى، وأرواح رعايا الدول الأخرى المقيمين فى دويلتهم، كشف عن مستوى الانحطاط، غير المسبوق، الذى نزلت إليه تلك العائلة والأبواق التابعة لها، وعبيدها وعملاؤها وغلمانها، الذين قد يكون إصابتهم بالفيروس القاتل هى سبب تحول ألوان وجوههم القبيحة وجلودهم السميكة إلى الأسود أو البنفسجى.
الطبيبان الصينيان، يى فان وهو ويفينج، اللذان أشرنا إليهما فى البداية، يبلغان من العمر ٤٢ عامًا، وأصيبا بالفيروس أثناء علاجهما للمرضى فى مستشفى ووهان المركزى فى يناير الماضى. وقال الأطباء الذين يعالجونهما إن تغير بشرتهما للون الداكن قد يكون نتج عن اختلال هرمونى نتيجة تليف الكبد، بسبب نوع من الأدوية التى تلقياها فى بداية العلاج.
من سريره فى المستشفى، تحدث يى فان لتليفزيون الصين المركزى «سى سى تى فى»، وقال إنه يتحرك فى السرير بشكل طبيعى، لكنه لا يزال يكافح من أجل المشى. وأضاف: «عندما استيقظت لأول مرة وتعرفت على حالتى وشاهدت وجهى، شعرت بالخوف، وكنت أعانى من الكوابيس فى كثير من الأحيان». أما هو ويفينج فلم يتمكن من التحدث بسبب تدهور حالته الصحية. وقال الدكتور لى شوشينج، أحد معالجى الطبيبين، إنهما يخضعان للدعم النفسى نتيجة التجربة الصادمة، وتوقع عودة لون بشرتهما إلى حالته الطبيعية، بعد تحسن وظائف الكبد.
إصابة عبيد، عملاء، وغلمان العائلة القطرية الضالة، بفيروس كورونا المستجد، قد تكون سبب سواد وجوههم وتغير لون جلودهم فى الفترة الأخيرة. ولعلك، توقفت، كما توقفنا، أمام حالة ذلك العبد، العميل، أو الغلام، الذى فوجئت فتاة، حاول اصطيادها، بأن أشياءه، التى أرسل لها صورها على الـ«واتس آب»، لونها بنفسجى. وغالبًا كان امتناعه عن الظهور بسبب وصول اللون البنفسجى إلى وجهه الأغبر، لا بسبب التسريبات التى فضحته بالصوت والصورة.