رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغم الإغلاق والحظر.. كورونا يعجز عن سرقة فرحة المصريين بالأعياد

كورونا
كورونا

أغلق فيروس كورونا المستجد الكنائس والمساجد والشواطئ والمتنزهات، لكنه عجز عن غلق القلوب والعقول، فالقلوب العامرة بالإيمان مصدر للخير والدافع للإنسان والحافز لتحرير فكره كى يدرك جيدا الحكمة من تلك الأزمة، والعقول المتفتحة تتقبل الإجراءات الاحترازية وتطبقها جيدا، حيث يشهد جموع الشعب المصرى مسلميه ومسيحيه خلال الأسبوع الحالى العديد من المناسبات المحببة إلى نفوسهم، بداية بالاحتفال بعيد القيامة المجيد وانتهاء بغرة شهر رمضان العظيم الذى يترقبه المسلمون فى كل عام، فيما يتوسط الأسبوع عيد الربيع ( شم النسيم ).

ووسط وابل من الأخبار المزعجة التى استحوذ عليها فيروس كورونا المستجد فى كافة وسائل الإعلام، وفى مواقع التواصل الاجتماعى، بشأن ما أحدثه من شلل فى حركة الحياة حول العالم بإنتشاره السريع واستمراره فى حصد الأرواح، وما ترتب على ذلك من انهيار أسواق المال وتوقف عجلة الإنتاج والاقتصاد وانهزام المدنية والتكنولوجيا، تأتى مناسبات هذا العام فى ظل الظرف الدقيق الذى يمر به العالم، وما تشهده مصر من إجراءات إحترازية وقرارات حاسمة اتخذتها الدولة فى إطار التعامل مع أزمة فيروس "كورونا" المستجد واضعة الصالح العام وصحة المواطن كأولوية أولى فى هذا الصدد.

ولم يفلح فيروس كورونا فى سرقة فرحة المصريين بالمناسبات الثلاث رغم التباعد الإجتماعى الذى فرضه على الجميع، فأقباط مصر ومسلميها على مر التاريخ على قدر المسئولية فى الوقوف إلى جانب الوطن، ويدركون جيدا أهمية هذه الاجراءات التى تتخذها الدولة للعبور بسلام من تلك المرحلة العصيبة، فلم تكن إجراءات الدولة لمواجهة الفيروس من باب الرفاهية أو رغبة فى اجبار المواطنين على التزام المنزل، بل أمر واقعى فرضته خطورة الظروف الراهنة، فإذا كانت البركة فى السعى والحركة فإن تلك الظروف شددت على إن الحماية والوقاية فى التزام البيت.

وأتت أولى تلك المناسبات الليلة الماضية، حيث ترأس البابا تواضروس بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، قداس عيد القيامة المجيد من كنيسة التجلى بدير الأنبا بيشوى بوادى النطرون بدون حضور شعبى وذلك لأول مرة، بعدما أغلق الفيروس الكنائس كإجراء احترازى لمنع انتشاره وتفشيه، حيث تسعى الدولة بكل جهد لتحجيم ومواجهة هذا الوباء الذى تفشى فى العالم كالنار فى الهشيم.

فيما يتوسط عيد الربيع "شم النسيم" الأسبوع الحالي ليكون المناسبة الثانية التى يحفل بها هذا الأسبوع، فخلال فصل الربيع يحتفل مسيحيو مصر "بعيد القيامة المجيد " فى أول يوم أحد بعد اكتمال القمر الربيعى، وفى اليوم التالى ليوم العيد يحتفل المصريون بكل طوائفهم مسلمين ومسيحيين بشم النسيم.

وينتهي الأسبوع بغرة شهر رمضان المعظم وهى المناسبة الثالثة، حيث تستطلع دار الإفتاء المصرية يوم الأربعاء المقبل هلال شهر رمضان للعام الهجرى الحالى 1441، وقد كشفت الحسابات الفلكية عن عدم ثبوت رؤية الهلال يوم الرؤية الشرعية، حيث سيولد هلال الشهر مباشرة بعد حدوث الاقتران فى تمام الساعة الرابعة والدقيقة 26 صباحا بتوقيت القاهرة يوم الخميس وهو اليوم التالى ليوم الرؤية.

و اتبعت الحكومة فى يوم شم النسيم إجراءات مشددة،حيث يطبق عليه نفس الاجراءات الخاصة بيومي الجمعة والسبت، من الغلق الكامل للمولات والمحال التجارية، وكذا الغلق الكامل لكل المتنزهات والحدائق العامة والشواطئ، لمنع التجمعات، بالإضافة إلى ايقاف كافة وسائل النقل العام، بما يشمل السكة الحديد، ومترو الأنفاق وأتوبيسات النقل العام، ووسائل النقل النهري، وايقاف كل اتوبيسات الرحلات التي تنتقل بين المحافظات أو بين المدن والشواطئ، للحد من الكثافات، وتطبيق نوع من الحسم والتحكم في الحركة على الشوارع الرئيسية، وحركة المرور، خاصة على الكورنيش وفى الشوارع المؤدية له في المدن الساحلية أو النهرية، لمنع التكدس والتزاحم من المواطنين.

وفرض تفشى جائحة "كورونا " فى العالم قيودا صارمة فحول ما اعتاد عليه المصريون من مسلمين ومسيحيين من أداء صلاة عيد القيامة فى الكنائس، وصلاة التراويح والاعتكاف في المساجد، وهى من أكثر الأنشطة الجماعية إقبالا في شهر رمضان، والخروج إلى الشواطئ والمتنزهات إلى أمنيات.