رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الدستور تحقق فى أزمة نقص أكياس الدم بالمستشفيات خوفًا من «كورونا»

أكياس الدم
أكياس الدم

متابعة: ميرفت فهمى - نادية عبدالبارى - هانى سميح - زينب صبحى - عبير جمال - هاجر رضا - أريج الجيار

فى ظل الظروف الراهنة التى تشهدها البلاد مع انتشار فيروس «كورونا المستجد»، ظهرت أزمة نقص كميات الدم فى مراكز التبرع به وتجميعه، بسبب تراجع الإقبال على التبرع بصورة ملحوظة، جراء خوف المتبرعين من خطر الإصابة بالفيروس، رغم تأكيدات المسئولين على التبرع باتخاذ كل الإجراءات الاحترازية والوقائية التى تمنع ذلك.
ودعت نقابة الأطباء المواطنين إلى ضرورة الإقبال على التبرع بالدم فى أقرب مراكز أو وحدات متنقلة، خاصة مع وجود فئات كثيرة من المرضى حياتهم مهددة بالخطر ومرهونة بكيس دم، على رأسهم مرضى الأورام وأنيميا البحر الأبيض المتوسط وغيرهم.
«الدستور» تواصلت مع عدد من الأطباء ومسئولى المستشفيات ووحدات التبرع بالدم للتعرف على تفاصيل الأزمة، وطبيعة الخطر الذى يهدد العديد من المرضى حال استمرارها، وعلاقة التبرع بخطر نقل عدوى «كورونا».


البنك الرئيسى: مهددون بخطر كبير قبل رمضان.. والأسبوع الجارى «حاسم»

طمأن الدكتور إيهاب سراج الدين، مدير بنك الدم المركزى بوزارة الصحة والسكان، المتبرعين بالدم، سواء داخل السيارات الثابتة فى العديد من الميادين الرئيسية أو فى مراكز التبرع، على اتخاذ كل الإجراءات الوقائية اللازمة للحفاظ على سلامتهم، وذلك فى ظل حالة القلق لدى كثيرين من التردد على المنشآت الطبية بشكل عام.
وأوضح «سراج الدين» أنه يتم اتباع كل إجراءات مكافحة العدوى والسلامة والصحة المهنية بكل أماكن التبرع بالدم، مرتين يوميًا، وتعقيم سيارات التبرع مرة قبل خروجها للحملة ومرة لدى عودتها، بجانب تعقيم أماكن الانتظار وكراسى التبرع، وتوفير الكحول بكل أدوار المركز القومى لنقل الدم، والفروع الإقليمية على مستوى الجمهورية.
وشدد على أن الأسبوع الجارى هو «الحاسم» فى أزمة التبرع بالدم، لأننا سندخل فى شهر رمضان المبارك، الذى سيصعب فيه التبرع بشكل كبير، لأنه فى النهار سيكون صومًا وفى الليل حظر تجوال، الأمر الذى قد يهدد بخطر كبير.
وأوضح أن العادة جرت فى الشهر الكريم على الوقوف أمام المساجد لجذب المتبرعين بعد انتهائهم من صلاة «التراويح»، وهو ما لن يحدث هذا العام بسبب غلق «بيوت الله»، خوفًا من «كورونا». وقال: «كمية الدم التى سيتم جمعها خلال هذا الأسبوع هى التى ستحل الأزمة بشكل مؤقت، خاصة أن كيس الدم له صلاحية لاستخدامه، مع وجود حالات مرضية تحتاج الدم بشكل دائم، مثل مرضى الأورام والأنيميا».
وكشف عن أنه يتم استقبال المتبرعين من خلال المركز الرئيسى لبنك الدم فى العجوزة، إلى جانب ٢٧ مركزًا إقليميًا لنقل الدم فى المحافظات، يبدأ العمل بها منذ ٩ صباحًا حتى ٣ مساءً، إلى جانب حملات التبرع فى الشوارع.
وتابع: «تمت زيادة عدد سيارات وحملات التبرع بالدم فى الشوارع بالمحافظات كافة، وإطلاق مبادرة على الصفحة الرسمية لبنك الدم بعنوان (علشان الدم ميقلش)»، مشيرًا إلى أن الوضع جيد وفى مرحلة الأمان حتى الآن، لكن يجب الحفاظ على مخزون استراتيجى من الدم.
ووفق الدكتور خالد مجاهد، المتحدث الرسمى باسم وزارة الصحة والسكان، فإن المخزون اليومى فى بنك الدم القومى نحو ٢٠ ألف كيس دم، و٤٠ ألف وحدة بلازما، بجانب مخزون الدم فى المستشفيات الجامعية، ومخزون الطوارئ بالوزارة.

قصر العينى: أطباؤنا تبرعوا بأنفسهم

قال الدكتور شريف زاهر، نائب مدير مستشفى قصر العينى أستاذ جراحة التجميل، إن نسبة إقبال المواطنين على التبرع بالدم للمستشفيات شهدت تراجعًا ملحوظًا، ما قد يتسبب فى نقص كبير بمخزون الدم، موجهًا نداء للمواطنين بأهمية التبرع فى الوقت الحالى، لتجنب التعرض لأى أزمات داخل هذه المستشفيات.
وأضاف: «ليس من المفترض أن ننتظر حدوث أزمة كبرى أو كارثة حتى نتجه للتبرع بالدم، وهو ما نخشاه جدًا فى الفترة المقبلة»، مشيرًا إلى أن أساتذة قصر العينى تبرعوا بأنفسهم لحل الأزمة، وتعبيرًا منهم على أهمية التبرع فى الوقت الحالى.
وجدد دعوته المواطنين للتوجه إلى بنوك الدم مرة أخرى، وتوفير ما يستطيعون من «بلازما الدم» للتغلب على أى مشاكل قد تواجه المستشفيات فى أى وقت.

بنك بنها: الكميات قلت للربع بسبب «رعب العدوى»

ذكر محمد زيدان، كيميائى فى البنك الإقليمى للدم بمدينة بنها فى القليوبية، أن هناك حالات مرضية كثيرة تستدعى نقل الدم فورًا، على رأسها الجراحات الحرجة والطارئة، وبعض الأمراض الوراثية، مثل «الثلاثيمية» و«أنيميا البحر المتوسط» و«أنيميا الفول» و«المنجلية»، مشيرًا إلى أن الدم فى هذه الأمراض هو العلاج الوحيد، ودونه تصبح حياة المرضى مهددة بالخطر. وقال «زيدان»: «الدم مادة لا يمكن تخليقها ومصدرها الوحيد هو المتبرعون، وبالتالى فإن عزوف المواطنين عن التبرع يعنى عدم وجود دم فى البنوك والمستشفيات، علمًا بأن كمية أكياس الدم المتوفرة حاليًا لا تساوى عدد المتبرعين، لأن هناك متبرعين كثرًا يجرى استبعادهم بسبب عدم تطابق شروط السلامة عليهم».
وأضاف أن المصابين بـ«الأنيميا»، أو الذين زاروا طبيب أسنان قبل أقل من ٦ أشهر، لا يمكن أن يتبرعوا بالدم، وحتى الدم الذى يجرى تجميعه يمر بمرحلة تحليل للتأكد من سلامته، لذلك فإن عدد الأكياس النهائى يقل عن حجم الأكياس التى تبرع بها المواطنون، وذلك فى الوضع الطبيعى.
وكشف عن أن مستشفى أطفال بنها استغاث بالمواطنين، عبر منشور على صفحته بموقع «فيسبوك»، لحثهم على التبرع بالدم وإنقاذ حياة الأطفال الذين تأثروا بشدة بسبب النقص الشديد فى مخزون بنوك الدم، خاصة الحالات المصابة بـ«أنيميا البحر المتوسط» و«أنيميا الفول».
وأشار إلى أن المبادرة حققت نتائج إيجابية، وحضر بعض المواطنين وحصل المستشفى على احتياجاته وأكثر، وطلبوا من بقية المتبرعين الحضور بعد ٥ أيام، لأنهم يحتاجون «دم فريش» فى جراحات الأطفال والحضانات والأورام و«الثلاثيمية» و«أنيميا الفول».
ورأى أن التوعية فعالة جدًا لحل أزمة نقص الدماء، خاصة أن الناس لديهم اعتقاد بأن التبرع بالدم يشكل خطرًا على حياتهم، وهذا غير صحيح، وللأسف أثر هذا الاعتقاد الخاطئ على مخزون الدماء فى البنوك الرئيسية، فانخفضت لأقل من الربع، رغم أن عربات التبرع الخاصة ببنوك الدم الإقليمية تعمل بشكل طبيعى، وتتنقل من أجل البحث عن متبرعين، لكن ليست هناك أى استجابة.

معهد ناصر: لا سحب دون إجراء فحوصات طبية 

حذر أحد المسئولين فى معهد ناصر من أن إقبال المواطنين على التبرع بالدم لم يعد كما فى الماضى، خاصة بعد ظهور أزمة «كورونا».
وقال المسئول: «الأزمة تسببت فى نقص رغبة المواطنين بالتبرع بالدم، فى ظل الظروف الحالية التى تشهدها البلاد، الأمر الذى أدى إلى وجود فارق كبير بين عدد المتبرعين حاليًا وفى الماضى». وشدد على أن الأزمة يمكن حلها فى أسرع وقت، من خلال عودة المواطنين للتبرع بالدم مرة أخرى، وبالتالى إنقاذ حياة العديد من المرضى فى المستشفيات، مشيرًا إلى أن هناك تحاليل وفحوصات طبية لازمة تجرى للمتبرعين قبل الحصول على تبرعهم، ولا يتم سحب الدم إلا من الأشخاص اللائقين صحيًا. وطالب بإطلاق دعوات للتبرع بالدم خلال الفترة الحالية، بسبب أزمة نقص المخزون داخل بنك الدم، ما أثر على المستشفيات بشكل كبير، خاصة فى الوقت الذى تحارب فيه الدولة «كورونا».