رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عمرو العادلي: كورونا قد تعيد الاشتراكية وتضعف سوق الكتاب

عمرو العادلي
عمرو العادلي

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وسيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بالوباء، وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبله أو بعده، استطلعت «الدستور» آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم بعده؟ وما التأثير الذي سيتركه على الأدب، وعليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه على الكتابة فيما بعد، أو حتى تداعياته والتأثير الذي تركه على العالم كما نعرفه؟، في محاولة لاستشراف عالم الغد.

وفي هذا السياق يقول الكاتب الروائي عمرو العادلي، أتخيل أن العالم بعد كورونا سيظل كما هو دون أي تغيير لو ظلت نسب الإصابة والوفاة بهذا المعدل، ولكن لو تطور أكثر من ذلك فستتغير الخريطة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية، فعلى المستوى السياسي ستصعد دول وتسقط أخري بسبب تغير الأولويات الرأسمالية في العالم الذي كنا نسمية متقدمًا، وعلى المستوى الاجتماعي ستصبح العلاقات مختلفة جدًا بين الناس ليس فقط على مستوى القرابة، ولكن على مستوى الجيرة والتعامل المباشر مع "السوبر ماركت" والحلاق والمطاعم، وربما تعود الخدمة المنزلية كما كانت في العهد الإقطاعي الأول.

وتابع: أما التغيرات الاقتصادية فستصبح الأولويات لشيء آخر غير السوق، وستتراجع فكرة العرض والطلب وسوق الأوراق المالية أيضًا سيتأثر بشكل مباشر، وربما عادت أصوات تطالب مرة أخرى بعودة الاشتراكية، وخاصة اشتراكية السوق، وربما أنتجت الضرورة أفكارًا أخرى غير هذا وذاك، المستقبل وحده هو الذي سيحكم في هذا الشأن، كما أن الحالة الثقافية ستتغير وربما يتأثر سوق الكتاب بشكل غير مسبوق لصالح وسائط أخرى، وهذا ما لا نتمناه في المرحلة القادمة.

واختتم صاحب روايات "الزيارة، اسمي فاطمة، ورجال غسان كنفاني"، وبالنسبة للتغيرات الثقافية لن تصبح دول العالم الأول هي طموح الهجرة كما كان في السابق، بالطبع ليس المقصود هنا أنها دول حاملة للوباء، ولكن لأن العالم لن يصبح آمنًا للسفر والترحال بسبب التفتيش وعناصر الأمان في الموانئ والمطارات.