رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمد عطية: نظرة الأديب ستتغير بدواع نفسية

محمد عطية محمود
محمد عطية محمود

قال الكاتب محمد عطية محمود: "بعيدًا عن كل التصنيفات الأدبية، سيتغير العالم شكلًا ومضمونًا، ومن ثم لا بد أن تتغير آليات التعامل مع الثقافة بشكل عام، وليس الأدب والفن تحديدًا، لتغير إحداثيات الكون ومفاهيمه نحو المجتمعات والقوى المركزية في العالم، تلك التي ستخرج منتصرة من هذه الحرب البيولوجية المفتعلة التي حتمًا ستغير من تفكير الإنسان بشكل عام وأيديولوجية تعامله مع الآخرين، أو خاسرة، خصوصًا وأن الخسارة هي الملمح الأكبر للخروج من تلك المعضلة، وفلسفة تقبله للعديد من الأشياء.

وتابع "عطية": تجربة الحياة في أجواء وباء كورونا تختلف عن الحياة شبه المستقرة التي قد يعيشها معظم الناس باختلاف طبقاتهم، فاليقينيات التي كانت موجودة ستختلف فيما بعد الفيروس الذي سيظل لفترة طويلة شبحًا لحرب منذرة بالاستمرار أو التجدد، حتى يستطيع العالم أن يستعيد عافيته في أجواء نفسية لا تقل بشاعة عن الأجواء التي عاصرنا فيها النتائج المحطمة للكيان الإنساني، ففي يقيني أن من أضرم النار مرة قادر على إيقاظها وإضرامها أخرى تنفيذًا لمصالحه، وإن كانت تكلفتها الدمار للعالم بأسره..

وعن مدي تأثر الأدب، قال: أعتقد أن نظرة الأديب ستتغير، لكن بدواع نفسية أكثر منها مادية، بمعنى أن التفكير في الإبداع لا بد أن تلقي عليه التجربة بظلالها، وأن الكثير من الترهات أو الأعمال الهابطة لن يقبلها المتلقي المهموم بنوعية أخرى من الإشكالية، وهي الوجود وجدواه، التي ستطرح نفسها بقوة في الملامح الأدبية والإبداعية، فحالة الهلع والرعب التي يعيشها العالم الآن- وسيظل يعيشها لفترة- ستتجسد بشكل ما أو بآخر، وستفرض ذاتها على ما يكتب، وهو ما سيطرح إشكالية مدى الإفادة والمتعة مما يطرح على الساحة الأدبية..

ويرى أن الأدب لا بد وأن يستقي مرجعية جديدة جادة غير ما نراه على الساحة التي تتعاطى التساهل ولا تقوم على الفرز الذي يعطي أديبًا فاعلًا ومنتجًا ومشاركًا عضويًا في مجتمعه الثقافي على أقل تقدير.. وليعلم أصحاب الانتفاعات والمصالح- الآنية- أن هناك وباء من الممكن أن يقضي على أحلامهم غير المشروعة، والمسروقة من الآخرين.

واختتم: نحن لا ندري تحديدًا ما الذي من الممكن أن يحدث من تداعيات ما نعيشه الآن من الرعب والخوف والنتائج المؤجلة، وسؤال الذات لدى كل حادثة تمر علينا على مدار الأربع وعشرين ساعة، ولكن أكيد النظرة ستختلف إلى عدد من الثوابت التي كانت قيد الفكر، بالتأكيد سأتخلى عن بعض أفكار معينة، وأضيف لذاكرتي بعدًا آخر يمنحني المزيد من التأمل، لكن لا أعتقد أن قناعاتي ستتأثر كثيرًا، ربما أضيف بعدًا جديدًا لكتاباتي.

أرى أن الوباء شأنه شأن أي مرحلة من المراحل الصعبة التي مر بها العالم بتأثيره على الأدب والكتابة، ولا أتمنى أن يكون استنساخًا لما تمت كتابته عن الحروب والكوارث والأوبئة، وإلا فلن يكون هناك تأثير. المهم أن يربح الأدب والكتابة بعدًا جديدًا مؤثرًا مبدعًا، ومقنعًا.