رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لوحة «الكمامة» لسبهان آدم.. إحدى مكتسبات فيروس كورونا

الكمامة سبهان آدم
الكمامة سبهان آدم

أنجز الفنان التشكيلي السوري سبهان آدم وهو أحد أبرز فناني ما بعد الحداثة في العالم العربي، لوحة حديثة له تجسد أزمة الإنسان المعاصر مع فيروس كورونا، ويظهر في اللوحة كائن يحمل وجه إنسان ووجه حيوان في ذات الوقت، يرتدي كمامة للوقاية من الفيروس.

تأتي اللوحة نتاج فترة العزل الصحي التي يعيشها الفنان السوري بعد انتشار وباء كورونا لتنضم مع حصيلة من الأعمال التي أنجزها فنانين تشكيليين حول العالم حول موضوع موحد-الوباء العالمي- بالتوازي مع مرحلة العزل الصحي.

تشبه لوحة "الكمامة "طابع سبهان آدم في غالبية لوحاته والتي تتميز بالطابع الغرائبي، والوحشي أحيانا، في محاولة لرصد دواخل النفس الإنسانية وتخوفاتها، إلى جانب ما يسمى بوحدة الكائنات، أي أن المخاطر التي تواجه الإنسان على كوكب الأرض تواجه وتهدد كافة المخلوقات، وكأنها محاولة لرفع الوصم عن الحيوانات والطيور التي يتم الترويج بالخطأً بأنها الناقلة للفيروسات التي تهدد حياة الإنسان.

يتخطى آدم سبهان في لوحته تقنيات المدارس الانطباعية والتصويرية، لتبدو أعماله غامضة وملهمة ومتمردة ولا نبالغ إذا وصفناها بالانفجار التعبيري.

لا يصور الفنان وجه الإنسان فيما ساد عن مفهوم الجمالية الربانية، إنما وجوه الإنسان في لوحاته بدائية ووحشية ونقيضة لفكرة الجمالية السائدة والمكررة. فالوجوه بملامح إنسانية وغير إنسانية في نفس الوقت، تخرج الطبيعة عن سياقها وتمزج الكيان الإنساني بالحيواني بحثا عن هوية مشتركة قد تجمعهما معا في ذروة الهذيان والفوضى.

أقام الفنان سبهان آدم أكثر من 70 معرض فردي في كثير من بلدان العالم منهم كان بشكل تظاهرة في خمس مقاطعات في فرنسا في آن أحد، إلا أنه لا يخضع لأي معيار في تسويق أعماله بل يفرض ما لديه بانسيابية لطيفة كالماء؛ مما أدى إلى عدم هدوء حركة بيع لوحاته لدرجة أن أكثر من 90% من إنتاجه غير مصور لأنها تباع فور رسمها.