رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هيثم والي: تأثير كورونا سيكون مباشرًا على الأدب

هيثم نافل
هيثم نافل

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بــ"الكورونا" وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد الكورونا، وبعيدا عن روايات أو عالم الــ"ديستوبيا" استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد الكورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه علي الأدب، عليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه علي الكتابة فيما بعد، أو حتي تداعياته والتأثير الذي تركه علي العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها.. في محاولة لاستشراف عالم الغد.

يقول الكاتب الروائى العراقي "هيثم نافل والي": في نظري، بأن مهمة الكاتب هي أن يجعل العالم الفوضوي عالمًا منتظمًا، وذلك من خلال شحن الإنسان بعوامل أخلاقية متجددة وتعرّفه الكيفية التي يتوجب عليه التعامل مع من حوله كطبيعة وبشر بشكل سلمي حضاري نظيف؛ فلو غابت القيم يتساوى الجهل مع المعرفة، الجريمة مع الفضيلة، ويكون الشر كالخير فيتقدم القمع الروحي متسللًا ليدخل نخاع الجسد فيقتله عندها تسود الحياة الظلمة المتعجرفة الخاوية والخالية من كل إحساس أو شعور آدمي فيعيش الإنسان كالميت في الحياة. هنا يتدخل قلم الكاتب كون الأدب مرآة المجتمع وأي حالة تسود الأخير لابد من تعكس من خلال مرآة الأدب، وهنا يكمن معنى وضرورة الأدب في الحياة.

تابع "والي" موضحا: تأثير مرض الكورونا مباشرًا على الأدب، كون الأخير يرصد حال وسير المجتمع ثم يقوم بالتعبير عنه وإيجاد الحلول التي تجعل الأفراد يعيشون دون خلل أو فاقة أو مرض ولا يأتي هذا إلا بنشر الوعي المعرفي من خلال أقلام الكتاب على مختلف مشاربهم دون التقيد بمذهب أو دين أو قومية أو جنس أو لون.. فشعور الأديب هو شعور الإنسان الفقير الكادح ووقتما يتحد هذا الشعور في بوتقة واحدة ينتج عنهما إنسان خالٍ من المعوقات الفكرية أو الروحية، عندها تكون المجتمعات نظيفة من الجهل والتخلف وفي حالة من الحركة الداعمة للتطور والتغير، وهذا ما يسعى الأدب الجاد له.