رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فريد عبد العظيم: أغلب الأعمال عن كورونا ستنسى بسرعة

فريد عبد العظيم
فريد عبد العظيم

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بكورونا، وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد الكورونا، وبعيدا عن روايات أو عالم الــ"ديستوبيا" استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد الكورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه على الأدب، وعليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه على الكتابة فيما بعد، أو حتى تداعياته والتأثير الذي تركه على العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها في محاولة لاستشراف عالم الغد.

يقول الكاتب الشاب فريد عبد العظيم: "الكل يفكر فيما بعد كورونا، وفترات العزل المنزلي الطويلة تجبرنا على ذلك، نهرب من الحاضر الكئيب بالتفكير في المستقبل، قبل انتشار وباء كورونا كانت فكرة الوباء القاتل العابر للحدود أسيرة روايات الديستوبيا والأفلام الأمريكية، أما الآن فالوضع أصبح مختلفا، أعتقد بأن أحساس الإنسان بأنه المتحكم الرئيسي بالكون قد تلاشى بلا رجعة".

وتابع: "كنا باحتياج إلى فيروس غامض لنتواضع قليلا ونعرف حجمنا الطبيعي بالنسبة للكون، كلنا بالماضي قد شاهدنا الوثائقيات وقرأنا الكتب التي تحدثت عن الطاعون والكوليرا والأنفلونزا الأسبانية، ساعتها تأثرنا للغاية وربما ذرف بعضنا الدموع، رغم ذلك كنا موقنين بأننا بعيدين كل البعد عن تلك المأسي، كنا نقول بكل ثقة: عصرنا مختلف، تقدمنا العلمي والتكنولوجي يكفل لنا الانتصار بلا خسائر تذكر.

وعن تأثير كورونا على الأدب تابع صاحب "خوفا من العادي": "خسائر فادحة بالطبع، الناشرون تضرروا بشدة خلال الفترة الماضية، إغلاق معارض الكتاب العربية أثر على مبيعات الكتب الورقية، أعتقد أن كثير من دور النشر الصغيرة والمتوسطة قد تغلق أبوابها قريبا، ستقلل أغلب دور النشر عدد اصداراتها، سيكون بابها مفتوحا فقط أمام الكتاب الأكثر مبيعا، مقابل التراجع في طباعة ونشر الكتب الورقية سيزدهر النشر الإليكتروني، ربما تؤسس الكثير من دور النشر الإلكترونية، قد يلجأ الكثير من الكتاب إلى نشر أعمالهم عبر الإنترنت دون وسيط".

وأردف: "بالطبع هناك مئات الأعمال التي ستتناول جانحة كورونا، ربما شرع الكثير من المؤلفون بالفعل في كتابتها، ستتنوع بين الديستوبيا والكوميديا السوداء والدراما العائلية والإثارة، أغلبها سينسى بسرعة ولن يتبقى غير الأعمال الأدبية إنسانية النزعة التى تناولت الموضوع بصورة غير نمطية".

واختتم: "لا أعتقد بالرأي القائل بأن كورونا يمثل انتهاء حقبة وبداية حقبة، سننسى كل ما مررنا به بعد فترة من زوال الوباء ونعود كسابق عهدنا أعتقد أن الجلوس وحيدا لفترة طويلة دون التواصل الحميمي مع الأصدقاء مسببا رئيسيا للاكتئاب، فور مرور تلك الأيام السيئة لن أؤجل لقاء مهما كانت الأسباب، لن أرفض دعوة للحديث، سأسافر كلما سنحت لي الفرصة، ربما أهجر حينها مواقع التواصل الاجتماعي وأقضي أغلب وقتي بين أناس حقيقيين".