رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء «ووهان» يكشفون خطة النجاة من «كورونا»

خبراء ووهان
خبراء ووهان

عقد فريق من أطباء جامعة بنها، لقاءً، عبر تقنية الفيديو كونفرانس، مع فريق من جامعة ووهان الصينية، معقل انتشار فيروس كورونا المستجد، وذلك فى إطار بروتوكول التعاون الموقع عام ٢٠١٧.
واستهدف اللقاء الاطلاع على خبرات الأطباء الصينيين وتجربتهم الناجحة فى وقف انتشار الفيروس، وذلك تحت رعاية الدكتور مصطفى القاضى، عميد كلية الطب بجامعة بنها ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، والدكتورة راندا مصطفى، نائب رئيس جامعة بنها.
«الدستور» تنشر تفاصيل اللقاء، وإجابات الأطباء الصينيين الستة، المشاركين فيه، عن أسئلة ١٠ أطباء مصريين من جامعة بنها.
١- كيف يجرى تصميم مستشفيات العزل؟
فى بداية اللقاء، عرض البروفيسور جنى جون ليانج، أستاذ القلب ومدير مكتب التعاون الدولى، تفاصيل الخبرة الصينية فى تصميم مستشفيات العزل، موضحًا أنها تجرى وفقًا لعدة شروط، أولها وجوب وجود مدخلين للمستشفى، أحدهما للمرضى والآخر للهيئة الطبية.
وأضاف أنه يجرى توزيع أماكن العزل على ٣ أقسام، الأول للحالات المخالطة، والثانى للحالات الإيجابية دون أعراض، أما الثالث فهو للحالات الإيجابية التى ظهرت عليها أعراض، مشيرًا إلى أنه يجرى توزيع المرضى داخل مناطق العزل، على ألا تقل المسافة بين كل سرير وآخر عن متر، مع استخدام المرضى الكمامات الواقية «الماسكات» بصورة مستمرة.
٢- كيف يحمى الأطباء أنفسهم من العدوى؟
شدد البروفيسور ليانج على أهمية تدريب الأطباء والتمريض على كيفية حماية أنفسهم من الإصابة بالعدوى، وكيفية الاستخدام الأمثل للمعدات والمستلزمات الوقائية، على أن يجرى توزيع العمل على الفرق الطبية، وألا تزيد فترة النوبتجية على ٤ ساعات يوميًا.
٣- كيف يجرى التشخيص بدقة عالية وما التحاليل المطلوبة؟
أجاب عن السؤال البروفيسور زوابى شنى، نائب مدير العناية المركزة والحالات الحرجة، وتحدث فى كلمته عن طرق التشخيص الإكلينيكية والاختبارات المعملية، وكشف عن أن اختبار «بى سى آر» يصحبه كثير من النتائج غير الدقيقة وتحديدًا فى الحالات السلبية.
وشدد على ضرورة الاعتماد على عدة تحاليل أخرى، منها استخدام عدد الخلايا الليمفاوية فى الدم وعامل الدى دامير، واستخدام الأجسام المضادة «إم» و«جى»، مؤكدًا أن إجراء هذه الاختبارات مجتمعة يُزيد من فرص التشخيص السليم.
وذكر أن بعض التحاليل يمكنها أن يعطى خلفية عن القدرة المناعية للشخص، منها عدد الخلايا الليمفاوية فى الدم، فإذا كان العدد أكثر من ١٠٠٠ لكل ميكروليتر فهذا يعنى أن المريض بحالة جيدة، وإذا كان ٥٠٠ فإنه يكون بحالة متوسطة، أما إذا كان أقل من ١٠٠، فهذا يعنى أنه فى حالة متردية.
وعن وسائل العلاج المتاحة، كشف عن أن منها عقار «الكلوروكنى»، Chloroquine، و«الزيثروماكس»، Zithromax، وأن هذين الدواءين معًا قد أثبتا فاعليتهما وسيطرا على الفيروس خلال ٥ أيام علاج.
كما أوضح أن بعض الأعشاب الطبية واستخدام الإبر الصينية كان لها بعض الفاعلية، مشيرًا إلى أنه تم استخدام العديد من مضادات الفيروسات لكنها لم تثبت كفاءة عالية.
٤- كيف نقلل نسب الوفيات؟
أجابت البروفيسورة إيفانج سونج عن هذا التساؤل وعن دور العناية المركزة فى علاج الحالات الشديدة وكيفية تقليل نسبة الوفيات، مشيرة إلى أنه تم تقسيم المرضى إلى قطاعين، مرضى فى حالة شديدة وآخرون فى حالة حرجة، مع وضع بروتوكول علاج لكل منهما.
وقالت إنه يفضل استخدام أجهزة التنفس الصناعى مبكرًا للحالات التى تحتاجها، طبًقا لبروتوكول معين «تم إمداد الجانب المصرى به»، مع الإشارة إلى أن ذلك يساعد على تقليل نسبة الوفيات بشكل كبير.
كما أوصت باستخدام وسيلة لتنقية الدم، «بلازما فريسس»، فى بعض الحالات للتخلص من التفاعل المناعى الذى يضر برئة المريض، وكذلك استخدام بعض الكورتوزونات.
٥- هل يحمى مصل الدرن من الإصابة بالفيروس؟
أجاب البروفيسور زوابى شنى عن هذا السؤال، وأوضح أن استخدام مصل «بى سى جى»، الخاص بالدرن، ليست له علاقة بزيادة فاعلية المناعة، مشيرًا إلى أن هذا المصل يستخدم فى الصين إجباريًا للأطفال، لكنه لم يستخدم ضد فيروس كورونا.
وأكد أنه لم تحدث أى انتكاسة للمتعافين من فيروس كورونا، مشيرًا إلى أن من تعود حالته إيجابية بعدما كانت سلبية فإن ذلك يرجع لخطأ فى التحليل.
وقال إن المريض كى يعود لمنزله فإنه يجب أن يسجل عينتين سلبيتين بينهما يومان، مع اختفاء الأعراض، وكذلك ظهور صورة الأشعة المقطعية على الرئة بشكل سليم، منوهًا بأن الحالة إذا عادت إيجابية فإن المريض يحتاج لتسجيل ٤ نتائج سلبية، على مدار ٤ أيام.
وتابع أن البقاء فى المنزل هو أهم وسائل السيطرة على الفيروس، منوهًا بأن الصينيين اضطروا للمكوث فى المنازل نحو شهرين، قبل أن يتمكنوا من السيطرة على الفيروس بعد نحو ٣ أشهر من بدء انتشاره، مع التنويه بأن العدوى تنتقل عن طريق الرذاذ والكحة والعطس والكلام وكذلك عن طريق الهواء، كما أن الفيروس يظهر، أيضًا، فى البول والبراز.
وانتهى اللقاء بين الفريقين الصينى والمصرى إلى مجموعة من التوصيات، منها تكليف إدارة مستشفيات جامعة بنها بتجهيز مستشفى العزل طبًقا للخبرة المشتركة المصرية والصينية، بأن يكون للمستشفى مدخلان وثلاثة مستويات للعزل، مع الالتزام بالمساحة والمسافات المعتمدة.
كما انتهى إلى تدريب الأطباء والتمريض على كيفية العناية بأنفسهم، ومنع انتشار المرض فيما بينهم، مع الاستخدام الأمثل لإجراءات الوقاية والمستلزمات اللازمة لمنع انتشار الفيروس.
وانتهى، كذلك، إلى تشكيل فرق عمل من الأطباء والتمريض، بشكل يسمح بعدم زيادة فترة «النوبتجية» عن ٤ ساعات، مع دعم أجهزة التنفس الصناعى داخل المستشفى بالأجهزة المصنعة محليًا، باستخدام الخبرات المصرية فى هندسة بنها وشبرا وغيرهما من تخصصات الهندسة الطبية.