رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مطاردة كورونا».. متى ضرب العالم وكيف سيُهزم؟

مطاردة كورونا
مطاردة كورونا

لا أحد يعلم بالتحديد متى ضرب فيروس كورونا المستجد، العالم، فقط تحدثت تقارير عديدة عن أول دولة أبلغت عن حالات وهي الصين في ديسمبر الماضي، إلا أن قصة "كوفيد - 19" معقدة لا تخضع لاتجاه واحد، فالجميع يطارده بحذر ليعرف من أين آتى وكيف سيرحل، ربما كان واحدًا من رجال المطاردة الأشهر هو الدكتور الأمريكي إيان ليبكين، المعروف بصائد الفيروسات التاجية، والمستشار الطبي للفيلم الهوليوودي الأخطر حتى الآن "Contagion" والذي تنبأ بوباء مشابه، والذي يعود مرة آخرى لمطاردته.


◄ليبكين يطارد كورونا في 2009
في عام 2009، قرر كاتب السيناريو الأمريكي الشهير سكوت بورنس كتابة فكرة فيلم مثير يصور الانتشار السريع لفيروس ما منشأه الصين تحت عنوان " Contagion" ومن إخراج صديقه ستيفن سودربرج، في هذا الوقت هو استلهم فكرته من الأوبئة التي انطلقت سابقا مثل وباء سارس في عام 2003 ووباء إنفلونزا الطيور في عام 2009، لم يتوقف بورنس عند فكرته فقط بل قام بالتشاور مع ممثلين من منظمة الصحة العالمية وذلك لاستنباط تصور دقيق لهذا الحدث الوبائي، وتشاور أيضا مع خبراء وأطباء بارزين مثل دبليو إيان ليبكين والذي أصبح مستشارا طبيا للفيلم الذي عرض في 2011. 

"ليبكين" في هذا الوقت كان من الأطباء الأمريكيين المشهوريين والذي ترأس عدة مراكز بحثية متخصصة في الفيروسات، وساعد وشارك في الكثير من الدراسات حول الأوبئة التي تفشت قبل 2009 مثل سارس الذي انتشر في الفترة ما بين 2002 إلى 2004.

وخلال التحضير للفيلم في الفترة من 2009 وصولا لعرضه في 2011، كان ليبكين يطارد فيروسا يشبه كورونا من حيث المنشأ والتطور والأعراض وسرعة العدوى والإصابات التي اندلعت في جميع أنحاء العالم والوفيات المتلاحقة، ولم يعطي ليبكين تفسيرًا خلال أحداث الفيلم لمقاومة بعض الشخصيات لهذا الفيروس تاركا الأمر لقدرة الشخص أو مناعته ورغم انتهاء فيروس الفيلم من خلال انتاج لقاح إلا أن "ليبكين" لم يعطي نهاية للفيروس ولكن ترك مساحة لبقائه وعودته مرة أخرى كأي فيروس يمكنه تغيير نفسه.

وكان "ليبكين" من الدقة بمكان إذ جعل شراسة الفيروس تظهر عند دخوله لجسم البشر وليس قبله في حالة وجوده في الخفاش أو الخنزير، لاحقًا وهو أيضا ما يحدث مع كورونا والذي يستمد قوته وقدرته على القتل من خلال الجسم البشري الذ يتطور داخله، وحاز الفيلم على ردود فعل إيجابية وإشادة علمية كبيرة لدقته الطبية وذلك بفضل ليبكين.

-إيان ليبكين يقرر مطاردة كورونا بالصين في يناير
عند تفشي كورونا في الصين في منتصف ديسمبر الماضي، سافر ليبكين إلى بكين ليطارد كورونا وذلك في يناير خلال أيام فقط من انتشاره هناك، "ليبكين" هو المدير الفخري لمركز بكين للأمراض المعدية، ورئيس المجلس الاستشاري العلمي لمعهد باستور دي شنغهاي بالصين، وعندما عاد من رحلته إلى الولايات المتحدة خضع للحجر الصحي لمدة أسبوعين.

-إيان ليبكين يطارد كورونا في الولايات المتحدة 
في حوار لشبكة فوكس نيوز عبر "سكايب" فاجأ ليبكين الجميع الأسبوع الماضي، أنه أصيب بفيروس كورونا وأن الاختبارات أظهرت إيجابية العدوى، مؤكدًا أنه أصيب بها في الولايات المتحدة ورغم معرفته تحديدا أين حصل على العدوى إلا أنه لم يكشف عنها خلال اللقاء واكتفى بقوله إن الفيروس اخترق جميع الولايات الأمريكية بالفعل، وأكد أن الأعراض كانت قاسية وغير محتملة وباستطاعة الفيروس أن يضرب أي شخص مثلما ضربه أو اخترق جسده رغم أنه ملقب بصائد الفيروسات الطبيب العبقري الذي يعمل مديرا لمركز العدوى والحصانة بجامعة كولومبيا، والذي يعد لاعبا رئيسيا ومشتركا في الدراسات العلمية على أغلب الفيروسات المعدية التي ضربت الكرة الأرضية خلال القرن الواحد والعشرين.

◄إيان ليبكين يطارد كورونا داخل الجسد البشري ويكشف متى ضرب العالم
أكد ليبكين خلال الحوار مع "فوكس نيوز" أن كورونا المستجد لم يضرب العالم في ديسمبر الماضي، ولم يكن المكان الأول هو الصين وهو ما ينسف جميع الدراسات السابقة، بل كشف عن أن الفيروس اخترق أجساد البشر في الربع الأول من 2019، وربما قبل ذلك أيضا وخلال وجوده في الجسد البشري طور من نفسه وأصبح أكثر شراسة خلال شهور ما أدى إلى أعراض اكثر قسوة وضراوة في الشهر الأخير من 2019 عندما أبلغت به الصين.

◄ليبكين يكشف كيف نهزم كورونا
أكد ليبكين أن الطريقة الوحيدة هى التباعد الاجتماعي، والذي وصفه بأنه أفضل أداة لمكافحة انتشار الفيروس، على الرغم من أن حواره مع "فوكس نيوز" حاول مقدم البرنامج التطرق إلى العلاجات المحتملة للفيروس التاجي، مثل علاج بلازما الدم، او عقار هيدروكسي كلوروكين، إلا أن ليبكين أشار إلى أن التباعد الاجتماعي لا يزال هو الطريقة الأكثر فاعلية لوقف انتشار كورونا.

وقال ليبكين: "من المهم للغاية أن ننسق ونوحد القيود في جميع أنحاء البلاد والعزل المنزلي الأفضل لأن كورونا مثل الحصبة في توطنه الجسم وعملية العدوى".

لكن ليبكين كشف في نهاية المقابلة المتلفزة إنه يخضع لعلاج تجريبي للفيروس ويأمل أن يشعر بتحسن قريبًا، ولكنه لم يفصح عن كنه ذلك العقار.