رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الـ500 جنيه للعمالة غير المنتظمة.. حكايات اليأس والأمل في «منحة ضحايا كورونا»

الـ500 جنيه للعمالة
الـ500 جنيه للعمالة غير المنتظمة

تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية ومن منطلق تشديد السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية باتخاذ جميع الإجراءات الاحترازية لمواجهة فيروس كورونا المستجد في الحفاظ على صحة المواطن المصري، وتحمل أية خسائر مادية ماعدا أرواح المصريين، قدمت وزارة القوى العاملة والهجرة يد المساعدة لفئة العمالة الغير منتظمة بإعلانها عن صرف منحة استثنائية لهم قدرها 500 جنيه شهريًا، عوضًا عما آلت إليه أوضاعهم من فقدان مصادر الدخل لهم ولأسرهم بعد أن توقفوا عن العمل بسبب إجراءات الدولة الاحترازية ضد الفيروس.

والمنحة هي الخامسة التي تقدم من قبل الوزارة لفئة العمالة غير المنتظمة، فهناك 4 أخرى تقدم على مدار العام لتلك الفئة وتصرف لهم بالأعياد والمناسبات العامة، وطبقًا لقرار محمد سعفان، وزير القوى العاملة بشأن صرفها، أرسلت المديرية إلى هيئة البريد قيمة المنحة الاستثنائية ليصرفها المسجلون على قاعدة البيانات ببطاقة الرقم القومي من أقرب مكتب خدمات بريدية لمنازلهم بمدن ومراكز المحافظة، وعددهم 120 ألف عامل مسجلين.

"الدستور" تواصلت مع بعض مستفيدي منحة الـ500 جنيه من العمالة غير المنتظمة والذين مثلت تلك المنحة طوقًا للنجاة لهم ولأسرهم في تلك الظروف الصعبة الراهنة التي تمر بها البلاد.

الكلاف: "الـ500 جنيه سندونا كعمال يومية لحد انفراج الأزمة

أحمد الكلاف، 31 عامًا، عامل يومية من محافظة البحيرة، يعمل في جمع العنب والمحاصيل الزراعية، وتقليم الأشجار والحدائق الخاصة، قال: "بشتغل من 5 الفجر لحد 8 بالليل، الأول في جمع العنب والمحاصيل مع المزراعين في معظم مناطق محافظة البحيرة، وبعد كدة عندي شغل خاص في تقليم الأشجار وقصها في حدائق البيوت والقصور الخاصة".

كان يأخذ الكلاف أجرته اليومية من عمله في جمع محاصيل العنب وشجر الفاكهة قبيل انتشار فيروس كورونا، إلا أنه عقب ذلك تعطل الحال في معظم القطاعات وكان أكثر المتضررين هما عمال اليومية بحسب تأكيده: "الشغل وقف والحركة فيه مبقتش مش موجودة".

أضاف: "في الأول كنا بنعرف نطلع ونروح أكتر من مكان أن وزمايلي، لكن انتشار الفيروس عطل كل المصالح والمزارعين استغنوا عننا، كذلك البيوت مفيش حد حاليًا بيفكر يقص شجر أو يقلم حديقة في بيته الكل بيفكر إزاي يحمي نفسه وأهله من الفيروس القاتل".

تابع: "الحظر حدد ساعات معينة للشغل، وأنا عامل يومية كل قرش بكون محتاجه وكل ساعة بالنسبالي شغل بطلع منها فلوس، مبقتش أقدر اتنقل بين مدن المحافظة عشان شغلي الخاص زي زمان، كنت بروح البيت بعد الساعة 10 أيام كتيرة، وكان مقابل ده فلوس بعرف أطلعها وأصرف منها على أهلي وزوجتي وأولادي".

لاح بريق أمل لدى الكلاف، حين أخبرته ابنته أن هناك برنامج دشنته وزارة القوى العاملة من أجل عمل مظلة اجتماعية تحمي عمال اليومية والعمالة غير المنتظمة، ولا يتطلب الأمر منه سوى تسجيل بياناته فقط، وانطباق الشروط التي اعتمدتها الوزارة عليه، وانتظار منحة الـ500 جنيهًا، والتي بالفعل بدأت تصرف لقطاع كبير من عمال اليومية.

استطرد: "سجلت في أول يوم أعلنت فيه وزارة التضامن عن البرنامج والمنحة، الـ500 جنيه بالنسبة لعمال اليومية مش مبلغ قليل بالعكس هيسدونا إسبوعين لحد ما الأزمة تعدي، وفعلًا كنت من أول الناس اللي انطبقت عليهم الشروط وكلموني وخدت المبلغ".

علي: نتمنى مبادرات آخرى من القوى العاملة تحمينا

محمد علي، 38 عامًا، عامل يومية زراعي في محافظة المنوفية، قال: "بشتغل في المزراع والحدائق من 12 سنة باليومية، وشركة توريد العمال اللي شغال فيها هي اللي بتوديني كل يوم مكان الشغل، مرة مزرعة مرة حديقة على حسب الطلب اللي موجود عندها، وفي نهاية اليوم بيحاسبني صاحب العمل باليوم يعني أنا مش موظف ليا دخل أو راتب ثابت كل شهر إحنا بنمشي اليوم بيومه".

أشار إلى أن الطلب على عمال الشركة "خف منذ انتشار فيروس كورونا وتطبيق حظر التجوال، فأصبح من الممكن أن يمر يوم واثنين وثلاثة دون أن تطلب أي حديقة أو مزرعة لعمال في أي مهمة يقومون بها، حتى وصل الأمر إلى مرور أسابيع دون أن يحدث ذلك".

مكث "علي" في منزله فلم تعد الشركة تحتاجه بعدما خف الطلب على العمالة: "إحنا هنا في الأرياف مش بنبص للفيروس غير إنه وقف حالنا، ومعندناش رفاهية إننا نقعد في البيت، لأن مفيش دخل لينا تاني، لازم يكون فيه شغل ونكافح عشان نعرف نصرف على عيالنا".

أضاف: "لما قعدت في البيت ملقتش منفذ تاني أصرف منه على عيالي، كل المصالح والشغلانات وقفت، وأنا عليا جمعية بسدد أقساطها عشان عندي بنت على وش جواز ومصاريف والتزمات كتير، ومكنتش عارف هصرف على البيت منين بعد ما الشغل وقف لحد ما سمعت عن منحة القوى العاملة".

تابع: "لاقيت زمايلي بيتكلموا عن المنحة اللي عملتها وزارة القوى العاملة للعمالة غير المنتظمة وعمال اليومية، وخليت بنتي تقدملي فيها، خصوصًا إن كل شروطها منطبقة عليا وعلى ظروفي وحالي وبيتي، واتصلوا فعلًا بيا، وبعتبر أن المنحة جت في وقتها هتفدنا نقعد في البيت من غير ما نشيل هم أن أهلنا مش هيلاقوا يأكلوا، وفعلًا كنت من أول الناس اللي اتصرفت ليهم المنحة، وقسمتها بحيث تقضي لحد ما الأزمة تتفك ونرجع تاني شغلنا وأكل عيشنا".


شركات لا تراعي والقوى العاملة تحاول

طارق أبوعجيلة، 40 عامًا، عامل باليومية في محافظة قنا، التحق بشركة توريد عمال في أعمال البناء والنجارة والسباكة، منذ 22 عامًا، يعمل فيها بالأجرة اليومية، أوضح أن الأزمة ليست في انتشار الفيروس قدر كونها في تعامل شركات توريد العمالة مع الأزمة.

وأشار إلى أن بعض الشركات قامت بتقليل كثافة العمال، والاستغناء عنهم، ومكوثهم في البيوت لعدم حاجتها إليهم في الوقت الحالي: "الأزمة عمت على كل القطاعات والجميع تأثر، والطلب على العمال مش زي الأول، بالتالي شركات العمالة استغنت عننا ومبقاش فيه طلب علينا".

أضاف: "الشركات خايفة على نفسها وأقل حاجة بتعملها هي تقليل كثافة العمال، بدل ما يكون عندها 100 عامل تخليهم 40 بس والباقي يقعد في البيت، وإحنا عندنا محافظتنا معتمدة على الزراعة، وعشان مفيش فلوس قعدنا في البيت".

كان أبوعجيلة، من ضمن العمال الذين تم الاستغناء عنهم من أجل تقليل كثافة العمال في الشركة، والتي لم يكن أمامها حل آخر، فالعمال يمكثون في أماكنهم دول عمل ولا تأتي إليهم أي توريدات، تجعلهم يتحصلون على أجورهم اليومية.

وأوضح أنه سجل في منحة القوى العاملة التي أعلنت عنها، وتم التواصل معه بأنه تم صرف المنحة لعدد من العمال وجاري حصر الباقيين من أجل صرف نفس المنحة لهم، مع مراعاة الأكثر احتياجًا والبعد المكاني أيضًا: "منتظر المنحة تنقذني أنا وأولادي".

إجراءات سهلة التنفيذ

أحمد السيد 40عامًا، عامل بناء بمحافظة الشرقية، يوضح أن طبيعة عمله موسمية في الأوقات الطبيعية من السنة، ويتسائل فما الحال إذن عندما تحل كارثة مثل انتشار فيروس "كورونا" بالبلاد، مجيبًا على نفسه: " بعد بداية انتشار المرض توقفت تقريبًا بشكل كامل جميع أعمال المقاولات كما توقف غيرها من الأعمال بالبلد"، ويوضح أنه لم يعد أحدًا من العمالة غير المنتظمة بهذا المجال يستطيع أن يوفر حتى ولو جزءًا بسيطًا من احتياجات أسرته، أما عن نفسه فيقول: "لدي أسرة مكونة من زوجه وخمس أطفال بمراحل تعليمية مختلفة"، موضحًا أنه بعد تأزم أوضاع العمل بسبب فيروس كورونا كان يفكر ليل نهار كيف سيوفر لأسرته هذه قوت يومهم في وقت أصبح من الضروري أيضًا أن يجلس معهم بالبيت أوقات أكبر حماية له ولهم من الإصابة بالفيروس.

ويتابع: "ما زاد الأمر علي سوءًا أنني لم أعرف العمل سوى بمجال البناء فقط، هذه مهنتي منذ سنوات طويلة، كما أن الآن جميع الأعمال الأخرى تقريبًا متوقفة، فلا سبيل آخر للعمل وتوفير دخل لي ولأسرتي".

بينما تغير الحال إلى الأفضل كثيرًا عندما سمع محمد عن مبادرة وزارة القوى العاملة بمنحة الـ500 التي وفرتها للعمالة غير المنتظمة، ويصف قائلًا: "وقت أن سمعت عن المبادرة من أحد زملائي شعرت بشيئ كبير من الأمل، وبتقدير الدولة لنا نحن العمالة ولدورنا ومدى معاناتنا وقت التوقف عن العمل لأي سبب كان أكتر من غيرنا".

يتابع: "فور سماعي بالمبادرة أسرعت للتقديم بها من خلال موقع الوزارة، وقمت بإدخال كافة بياناتي إلى أن تلقيت اتصال من مديرية العمل يفيد التوجه لمكتب البريد واستلام حوالة بالمبلغ"، مؤكدًا أن الإجراء بأكمله لم يستغرق 3 دقائق، فهناك تنظيم كل يدخل لاستلام حوالته عندما يحين دوره في سرعة وإنجاز، وهنا يوضح السيد أنه عندما صرف المبلغ شعر بأنه منحة من الله لتعينه بهذا الوقت العصيب على تيسير أموره هو وعائلته، موضحًا أنه يكفي أن المبلغ ليس سلفًا فيعد دينًا عليه ينبغي قضاؤه بل هو حق حلال له من دولة قدرت فئة ظلت مهمشة سنواتًا طوال.

الدولة نصير العمال أمام أصحاب العمل

"كنت باشتغل أنا وزمايلي في شركة أمن ومشينا كلنا بعد أزمة كورونا"، تقول حنان يوسف42 عامًا، ابنة محافظة البحيرة وإحدى العاملات المنتميات إلى فئة العمالة غير المنتظمة، أرملة ولديها ثلاثة من الأطفال، هي عائلهم الوحيد، تقول: "اتجهت الشركة التي كنت أعمل بها إلى تقليل العمالة بها نتيجة سوء الأوضاع الاقتصادية وخسارتها بهذه الأثناء، متابعة أن الشركة لم تنظر إلا لمصلحتها العليا فقط ولم تراع مصالح العمال الذين ليس لديهم مصدرًا للرزق سوى هذا العمل الذي قضوا به سنواتًا طوال، ليخرجوا منه دون الحصول على أي حقوق تذكر، ويجدون أنفسهم فجأة بالشارع لا عمل لهم ولا دخل لأسرهم".

تتابع حنان، أنها كانت تحصل على منح وزارة القوى العاملة 4 مرات سنويًا، لكنها كانت بالأعياد والمناسبات فقط، إلا أنها فوجئت حاليًا وبعد فصلها من العمل بسبب أزمة "كورونا" باتصال مديرية القوى العاملة بها للحضور إلى أقرب مكتب للبريد واستلام حوالة بريدية بقيمة 500 جنيه، كمعونة لها وأسرتها في ظل هذه الظروف العصيبة لتقول: "فرحتي كبيرة بالمبلغ ليس لقيمته ولكن لكونه جاء بوقته، وقت تخلى عنا فيه أصحاب الأعمال".

وتتابع قائلة أنها تقدر جهود الدولة العظيمة التي تقوم بها حاليًا في جميع المجالات موضحة أن الدولة تمر حاليًا بأصعب اختباراتها مع الشعب إلا أنها تنجح يومًا يلو الأخر بهذه الاختبارات، وذلك بإثباتها أن المواطن هو العنصر الأهم الوحيد قبل أي شئ آخر.

متابعة، أن فئة العمالة غير المنتظمة كانت مهضومة الحقوق لفترات طويلة، خاصة أن ليس لديهم تأمين بتلك الأعمال التي يمارسونها جميعًا، بينما الآن أصبح يُلتفت إلى حقوق هذه الفئة بكونها من أكثر الفئات تضررًا عن غيرها قائلة: "إحنا بنشتغل اليوم بيومه، وصاحب العمل ممكن يمشينا في أي وقت وفجأة مش بنلاقي أي مصد دخل" متابعة أنها تشكر كل من ساهم في هذه المبادرة الإيجابية التي جعلت الدولة تقف في دور النصيرة للعمالة الغير منتظمة أمام أصحاب الأعمال الظالمين".


الشعور بالمعانات

أما محمود حسن 45عامًا، عامل بناء بمحافظة قنا، يقول: "في هذه الفترة التي نعيشها لم يعد أحد يهتم بأعمال المقاولات أو غيرها فالكثير أوقف مهام عمل البناء إلى أن تنتهي فترات الحظر وتعود الحياة إلى طبيعها، وهو ذلك التوقيت الذي لم يعرفه أحد بعد"، مؤكدًا أن من دفع ضريبة هذا التوقف هو العامل البسيط الذي توقف دخله وغياب مصدره الوحيد، بينما لا يضار كبار أصحاب الأعمال من هذا التوقف بشكل مؤثر.

ويتابع أنه مهما سعى "العامل اليومي غير المنتظم" للعمل حاليًا بأي من الوظائف الأخرى لتعويض فقدان عمله الرئيسي لا يستطيع، فلا أحد يريد عمالة جديدة بهذه الفترة على الإطلاق، مؤكدًا أنه شعر لفترة أن جميع أبواب الرزق قد أغلقت أمامه بعد أن فقد عمله بسبب أزمة فيروس "كورونا"، فيقول: "اعتمدت أنا وأسرتي الصغيرة على بعض المساعدات التي قدمها لنا أهلي لعلمهم بحالنا المادي"، ويتابع أن هذا الأمر أثر بنفسيته تأثيرًا سلبيًا كبيرًا فهو لم يعتاد أن ينفق أحدًا على بيته وأسرته سواه، قائلًا "ولكن ما باليد حيلة".

ويضيف محمود، أنه ولكونه متابعًا جيدًا للأخبار المحلية والعالمية، خاصة بهذه الأيام، فقرأ عن مبادرة وزارة القوى العاملة للعمال غير المنتظمة بمبلغ 500 جنيه، وعلى الفور اتبع التعليمات للتقديم بها، وبالفعل تم الاتصال به من قبل الوزارة للإفادة باستحقاقه المبلغ والحضور لاستلامه.

يقول محمود، أنه يعتبر هذا المبلغ جاء لاستعادة بعضًا من ماء وجهه أمام أهله الذين قدموا الكثير من المساعدة لهم في تلك المحنة ووقف هو عاجزًا عن الإنفاق على بيته في تلك الأثناء، وذلك عكس ما كان يفعله بالسابق، مؤكدًا أنه قام بإعطاء هذا المبلغ لزوجته لتدبر به احتياجات الأسرة ولو لعدة أيام من أيام الشهر، فتكون بذلك مساهمة منه بمصروف البيت إلى أن تنتهي الغمة ويعود إلى عمله مرة ثانية، مؤكدًا أن منحة الوزارة تعد شعورًا نبيلًا منها بمعاناة العمالة غير المنتظمة.


ويذكر أنه قد تم تسجيل أكثر من 25 ألف استمارة طلبات التسجيل لهذه المنحة من قبل العمالة غير المنتظمة، حسبما أوضح محمد سعفان وزير القوى العاملة، مشيرًا إلى أن موقع الوزارة مستمر في استقبال طلبات التسجيل.

كذلك فقد أوضح أحمد عبدالوهاب، مدير إدارة العمالة غير المنتظمة بالقوى العاملة، إن المقصود بتلك الفئة والمقرر صرف منحة الـ 500 جنيه لها، هم العاملين المشتغلين في مجال التشييد والبناء التابعين لمقاولين أو شركات مقاولات، والمسجلين بقاعدة بيانات المديرية، ويحملون كارنيه من إدارة العمالة غير المنتظمة.

كما أعلن أحمد عبد الهادي، وكيل مديرية القوى العاملة، أن الوزارة قدمت مجموعة من الإجراءات لرعاية المتضررين من مواجهة الفيروس والتصدي له شملت تقديم مبلغ 3.782.500 جنيه كمنحه مقرره لعدد 7565 عامل بقطاعي المقاولات التشييد والبناء، والزراعة ضمن العمالة غير المنتظمة وذلك بواقع 500 جنيه، لكل عامل يتم صرفهم من أي مكتب بريد اعتبارا من الأحد 29 مارس 2020 ولمدة شهر حفاظًا علي استقرارهم الأسري والمجتمعي، مضيفًا أن العمالة غير المنتظمة والتي تم حصرها خلال حملة "حماية"، عام 2018 والبالغ عددهم 55075 عامل والمستوفين شروط وضوابط العمالة غير المنتظمة للأعمار السنية من 18-59 سنة، سيتم تحرير لهم شهادة أمان بواقع 500 جنيه لكل عامل خلال شهر أبريل القادم.

ويتابع، أنه بالنسبة للعمالة غير المنتظمة وغير المسجلين بالإدارة، فإن وزارة القوي العاملة خصصت موقعها الإلكتروني للتسجيل عليه "www.manpower.gov.eg"، فيمكن لكل عامل غير منتظم وغير مؤمن عليه تسجيل بياناته على الموقع الرسمي للوزارة.

وعن طريقة تواصل مديريات القوى العاملة بالعمالة اليومية غير المنتظمة، أوضح المستشار العمالي مدحت الغمراوي، أن مديريات القوى العاملة بالمحافظات تقوم بالاتصال بالعامل عبر رقمة الهاتف له في قاعدة البيانات المسجلة، وتحدد له ميعاد للحضور منعا للتكدس وتوفير شهادة تأمينات "برنت تأمين" بأنه غير مؤمن عليه، وصورة بطاقة وصورتين شخصيتان، والذي بإحضارهم يتم إخطاره بأقرب مكتب بريد ليتسلم منها المنحة المقررة خلال أسبوع من تاريخ حضوره.

كما أوضح علي سيد وكيل مديرية القوى العاملة بأسيوط،أنه بالنسبة لصرف المنح للعمالة غير المنتظمة فهناك نوعين، الأولى هم العمال المسجلين ضمن قواعد بيانات المديرية في إدارة العمالة بالمديرية ولها قاعدة بيانات، وهم عمال تم تسجيلهم ضمن شركات المقاولات والمقاولين، الذين يقومون بمد المديرية بالبيانات، ويتم صرف منح وبدلات لهم 4 مرات سنويا، على مدار السنة في المواسم والأعياد، بالإضافة إلى الرعاية والخدمات الصحية التي تقدم لهم من الوزارة، وكذا صرف تلك المنحة الاستثنائية لهم وقدرها500 جنيه لما تمر به البلاد،ويصل عدد هؤلاء نحو 4000 عامل.

أما الشق الثاني، حسبما أوضح، فهم غير المسجلين على قواعد بيانات المديرية، وغير عاملين مع شركات ومقاولين، والذين يوكل إليهم مهمة التسجيلهم على موقع الوزارة، حتى ترى الوزارة آلية لمساعدتهم، عبر الموقع الإلكتروني "www.manpower.gov.eg"، ليتم إعداد لائحة بأسمائهم، وستكون هناك آلية في أقرب وقت لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيالهم، مضيفًا أنه تم اعتماد مبلغ مليوني جنيه كمنحة استثنائية لتوزيعها على 4000 شخص من العاملة غير المنتظمة والمسجلة بقواعد بيانات مديرية القوى العاملة بأسيوط.