رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ناصر عراق: من الصعب كتابة رواية عن كورونا والحرب معه قائمة

ناصر عراق
ناصر عراق

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بــ"الكورونا"، وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد الكورونا. وبعيدًا عن روايات أو عالم الــ"ديستوبيا"، استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد الكورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه علي الأدب، عليهم شخصيًا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه علي الكتابة فيما بعد، أو حتي تداعياته والتأثير الذي تركه علي العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها.. في محاولة لاستشراف عالم الغد.

وفي هذا السياق يقول الروائي "ناصر عراق"، مؤلف روايات: العاطل٬ الكومبارس٬ دار العشاق٬ الأزبكية وغيرها: في ظني أن العالم لن يتغير كثيرًا بعد أن تسترد البشرية عافيتها النفسية ويسحق الإنسان فيروس كورونا الوغد. صحيح أن العالم كله في صراع يومي الآن مع هذا العدو غير المرئي، بهدف اكتشاف علاج يمحقه ويقضي عليه، إلا أن التاريخ القريب يؤكد أن الإنسان عندما يتحرر من محنته وينجح في مسعاه، وسوف ينجح لا ريب، سيعود إلى سيرته الأولى القائمة على الطمع والرغبة في الاستحواذ.

هذه السيرة تتلخص في حب المال وحب السيطرة على الآخرين، وهو ما ستمارسه الدول الكبرى بامتياز على الدول الفقيرة، ويمارسه الحكام المستبدون على الشعوب الضعيفة. فالحرب الأولى التي اندلعت عام 1914 بسبب أطماع الدول القوية وراح فيها عشرات الملايين من الناس، لم تمنع اشتعال الحرب الثانية في 1939 للأسباب نفسها.

ومع ذلك يمكن القول إنه بعد القضاء على هذا الفيروس الخبيث سوف تضغط منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الإنسانية والأدباء والفنانون والمثقفون بشدة على حكوماتهم، خاصة في البلدان الغربية، لتخصص أموالًا أكثر للإنفاق على الصحة والبحث العلمي والمختبرات الطبية وبناء المستشفيات، وسوف ترضخ الحكومات قليلًا مع مرور الوقت.

كما أتخيل أن الكثير من الأدباء سيخوضون بحر الكتابة عن ذلك الفيروس الوقح، وهو أمر منطقي وطبيعي، وكلي أمل في أن يأتي إنجازهم عميقًا صادقًا يتكئ على خيال خصب وحبكة متينة تثير القارئ وتمتعه.

بالنسبة لي، لم أفكر بعد فيما سأكتبه عن كورونا وسنينه وتداعياته، إذ ما زالت الحرب دائرة بين الإنسان وعلمه وبين الفيروس وألاعيبه، وبالتالي من الصعب أن أبدأ رواية عن كورونا، وما زالت الجثث التي يقتات عليها هذا الفيروس المجرم ساخنة في المقابر!