رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل يصنع كورونا طرقا أدبية مستحدثة لتصوير المعاناة؟

بيتر ماهر
بيتر ماهر

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بكورونا وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد انتشار الفيروس.

وبعيدا عن روايات أو عالم الـ"ديستوبيا" استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد الكورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه على الأدب، عليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه على الكتابة فيما بعد، أو حتى تداعياته والتأثير الذي تركه على العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها.. في محاولة لاستشراف عالم الغد.

وفي هذا الصدد، قال الكاتب الشاب "بيتر ماهر الصغيران": «اعتقد أن تأثير فيروس كورونا على الأدب سيكون كبيرا؛ لأن الأدب مرآه الشعوب، لا يمكن أن يغفل الأدب عن تلك الحرب اللا مرئيّة مع فيروس لعين اخترق أعتى دول العالم وأقوى الجيوش؛ ليقف العالم كله أمامه مكتوف الأيدي، لا يعرف ماذا سيفعل؟!.. ويوجد روايات، انبثقت بالفعل من رحم المعاناة من أَوْبِئة، أن كان أشهرهم على الإطلاق رواية الطاعون للكاتب الفرنسي ألبير كامو، رواية العمى للكاتب البرتغالي جوزيه ساراماجو».

الأدب سيكتب عنه كما كتب عن الحرب العالمية الأولى والثانية، سيكتب عنه كما كتب الخيال العلمي عن غزو الكائنات الفضائية للأرض، فهى الأزمة العالمية الوحيدة التي جمعت العالم كله تحت هدف واحد، بغض النظر عن أى شىء آخر.

حتى على المستوى الشخصي شعرت أن الحياة عبثية، فالحياة والموت متلازمين أكثر من اللازم، فالموت ليس بهذا البعد الذي قد يتصوره الإنسان، بل هو قريب جدا٬ بحيث أن الاكسجين الداخل قد لا يخرج.

على مستوى الكتابة، فيروس كورونا سيؤدي لظهور طرق أدبية مستحدثة لتصوير تلك المعاناة، كما حدث
فيما بعد الحرب العالمية الثانية ظهرت في أوربا مدرسة مسرح اللامعقول ومسرحيات العبث، التي خرجت من رماد الحرب والدمار، ومحاولة الإنسان البحث عن ذاته، وإعادة تشكيلها٬ ومعرفة ماهيتها.

اختتم "الصغيران" صاحب "رجل بمزاج الفسفور": العالم ما بعد كورنا سيتغير، اعتقد أن الدول التي كانت تعتقد أنها محصنة ضد أى هزيمة بفضل تفوقها العسكري والعلمي ستتغير نظرتها للأمور، ستعرف إن كل شىء وكل السيناريوهات قد تحدث، أن الواقع قد يفوق الخيال، أن أسطورة الدولة التي لا تقهر أو فكرة السوبر مان الذي قد سينقذ العالم، حتى السينما الأمريكية سيتغير شكلها٬ فقد انهارت تماما تلك النظرة٬ بعدما وقعت الدول العظمى في هذا المأزق.

كأمنية شخصية، أتمنى أن توجه الكثير من الأموال في مجالات البحث العلمي أكثر من سباق التسلح بين الدول، وأن تنظر الدول العظمى بعين الرأفة إلى الدول النامية.