رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هل شهد المجتمع مسيرات ضد الأوبئة مثل أحداث الإسكندرية؟.. مؤرخون يجيبون

جريدة الدستور


خرج العشرات من أهالي محافظة الإسكندرية في مسيرة، للابتهال بالدعاء إلى الله كي يرفع عنهم فيروس كورونا «كوفيد 19»، ضاربين بإجراءات الحكومة لمنع التجمعات وتعليمات وزارة الصحة للوقاية من العدوى، عرض الحائط؛ وهو ما يرجعنا إلى مواقف الشعب المصرى فى العصر الحديث والقديم عندما ضربت الأوبئة بالطاعون والملاريا؛ وغيرها المجتمع المصرى، هل خرج المصريون فى مسيرات للدعاء؟؛ مؤرخون يجيبون عن ذلك.

_ عاصم الدسوقى: يجب معرفة الهوية الفكرية لمن خرجوا فى المسيرات
قال الدكتور عاصم الدسوقى، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة حلوان، إن المجتمع المصرى لم يشهد من قبل عبر مراحله التاريخية مثل هذا النوع من المسيرات عندما انتشرت الأوبئة فى المجتمع المصرى.

وطالب"الدسوقى" خلال حديثه لـ"الدستور" بضرورة البحث عن من خرجوا بهذه المسيرات بالإسكندرية لمعرفة هويتهم وانتماءاتهم الفكرية.

وأكد أستاذ التاريخ الحديث، أن هؤلاء ممن خرجوا لا يقدروا حقيقة الموقف وما فعلوه نوعا من أنواع الاستهتار عندما اعتقدوا أن خروجهم سيواجه الوباء.

_ أيمن فؤاد: مسيرات الهدف منها التمييز الإيمانى
الدكتور أيمن فؤاد، أستاذ التاريخ الإسلامى، ورئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية، أكد أن من خرجوا فى مسيرات لمواجهة فيروس كورونا المستجد هدفوا لتقديم انطباع بالتمييز الإيمانى عن غيرهم.

وأوضح رئيس الجمعية المصرية للدراسات التاريخية فى تصريحاته لـ"الدستور"، أن القلة الذين خرجوا فى مسيرات الإسكندرية قرروا "الاتكال" والاعتماد على الجانب الدينى دون النظر للجانب العلمى من الفيروس.
_ أحمد عبد الدايم: تونس فى القرن ١٩ خرجت لمواجهة الفيروس مثل الإسكندرية
من ناحيته أكد الدكتور أحمد عبد الدايم، أستاذ التاريخ الحديث بكلية الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، أن مواقف رجالات الدين عبر التاريخ من الأوبئة وردود الفعل الاجتماعى كانت متباينة طوال الوقت، مثلها مثل ما يحدث الآن من قرارات الأزهر والإفتاء والكنيسة المصرية من إغلاق المساجد والصلاة فى المنازل والتزام الحجر المنزلى، إلا أننا ما زلنا نسمع بعض الأصوات الشاذة التى تنادى بعكس ذلك.

وأشار "عبدالدايم" لـ"الدستور" إلى أنه فى القرن الـ"١٩" شهدت تونس فى إطار مواجهتها الأوبئة بعض قرارات العزل الصحى إلا أن بعض المدن انقسمت حول هذه القرارات فبعض الناس امتثلوا لقرارات الحكومة والبعض رفض ذلك وهو ما دفع حمودة باشا ملك تونس فرض غرامات كبيرة على الغير ملتزمين بقرارات الحظر.