رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"رغم أزمة كورونا" ... لماذا عاد الحديث الآن عن "ضم مستوطنات الضفة" لإسرائيل؟

مستوطنات الضفة
مستوطنات الضفة

بعد أن اتفق كلا من رئيس الوزراء الإسرائيلي ورئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو ورئيس حزب "حصانة إسرائيل" الذي احتفظ باسم أزر أبيض رغم انشقاقه عن التحالف، بيني جانتس على تشكيل حكومة وحدة، بعد الصفعة التي وجهها جانتس لشركاؤه من معسكر الوسط واليسار، وفي ظل عملية توزيع الحقائب الوزارية بين الأحزاب ظهر مرة أخرى ملف "ضم مستوطنات الضفة الغربية" للسيادة الإسرائيلية على طاولة المفاوضات.

بحسب التقارير فإن الخلافات بين الطرفين غير جوهرية، وهناك تقديرات بأنه هناك حلولاً في القريب. الخلافات الرئيسية خلال الأيام الأخيرة بين الأحزاب تتعلق بمن سيتم تعيينه وزيراً للعدل، حيث يعارض الليكود تعيين عضو الكنيست آفي نسنكورن، كما أن عضو الكنيست جابي أشكنازي الذي تم وعده بحقيبة الخارجية لم يعد معنياً بها، ويبحث لنفسه عن حقيبة وزارية أخرى مثل الصحة.
في المقابل، يظهر حزب يمينا عدم الرضى عن المناصب الصغيرة التي خصصها الليكود له، مثل حقيبة التعليم وحقيبة أخرى صغيرة في تناوب لنصف المدة.

في الوقت نفسه، اتفق رئيس حزب العمل عمير بيرتس، وعضو الكنيست ايتسيك شمولي، مع جانتس على مناصب في الحكومة. وحسب الاتفاق، سيتم تعيين بيرتس وزيراً للاقتصاد وشمولي وزيراً للرفاه، وبحسب تصريحات بيرتس الأخيرة فهو لم يعارض دخول حكومة نتنياهو طالما أنها ستطبق أجندة اجتماعية جوهرية.

تبدو أن خلافات توزيع الحقائب سيتم تجاوزها، وستنتهي لكن بحسب التقديرات فإن الخلاف حول ضم الضفة مازال عالقاً بدون حل، فبينما يريد نتنياهو الدفع بهذه الخطوة إلا أن جانتس كما يبدو متحفظاً عليها.

نتنياهو يريد القيام بذلك عند الحصول على المصادقة الأمريكية، في حين أن موقف "أزرق أبيض" هو أن تنشغل الحكومة في النصف الأول من هذا العام فقط بمحاربة انتشار كورونا، والمواضيع الأخرى يجب تأجيلها إلى مرحلة متأخرة.

في المحادثات التي جرت حتى الآن بين الليكود وأزرق أبيض، طرح نتنياهو ورجاله خطوة تطبيق السيادة كمطلب مركزي، تجدر الإشارة إلى أن خطة ترامب، وتحديداً خطوة فرض السيادة التي اشتملت عليها، هي بالنسبة إلى نتنياهو العنوان السياسي الأول. وصرّح عشرات المرات بأنه ينوي الدفع قدماً بهذه الخطوة، وحذّر من أن الفرصة التاريخية لتحقيقها قد لا تتكرر.

بحسب مصادر في أزرق أبيض، فإن جانتس لم يعبّر عن معارضة للخطة، ومن جهتهم، الموضوع لا يشكل مشكلة. وأشاروا إلى أنه إذا طرح نتنياهو الخطة على الحكومة للموافقة عليها، فإنها بالتأكيد ستنال الأغلبية، لأن جزءاً من حزب أزرق أبيض سيؤيدونها. لكن في الأيام الأخيرة طرأ تحول في موقف رئيس الأركان السابق، ورغم ذلك، في الليكود يتساءلون ما إذا كان التشدد في الخطة هو موقف نهائي لحزب أزرق أبيض، أو أنه جزء من عملية تفاوض فيها؟

بحسب المقربين من جانتس فإنه كما يبدو يريد أن يقدم نفسه كصاحب مواقف مختلفة عن نتنياهو، لكن هذا لن يعرقل إقامة الحكومة.
نتنياهو من جانبه، يرى أن الفرصة سنحت لتنفيذ هذه الخطوة بيد أن الانتخابات الرئاسية الأمريكية ستجري نوفمبر المقبل، وثمة شك في أن يكون الرئيس ترامب لديه وقت، أو أن يكون مستعداً للاهتمام بالمشكلة الإسرائيلية - الفلسطينية، مع اقتراب موعد الانتخابات، ومع وجود أزمة كورونا، ولهذا يصف نتنياهو هذا الوقت بالفرصة التي لن تتكرر.