رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

سعاد سليمان: الشعر والمسرح سيكونان أسبق في التفاعل مع كورونا

سعاد سليمان
سعاد سليمان

من المؤكد أن العالم ما بعد وباء كورونا لن يعود كما كان قبله، وربما سيأتي اليوم الذي يؤرخ فيه بــ "الكورونا" وربما قيل الوقائع الفلانية حدثت قبل أو بعد الكورونا. وبعيدا عن روايات أو عالم الــ"ديستوبيا" استطلعت "الدستور" آراء العديد من الكتاب والمثقفين حول هذا الفيروس القاتل، وكيف يتخيل الكتاب شكل العالم ما بعد الكورونا؟ وما التأثير الذي سيتركه علي الأدب، عليهم شخصيا، وهل سيفرض هذا الوباء نفسه علي الكتابة فيما بعد، أو حتي تداعياته والتأثير الذي تركه علي العالم كما نعرفه؟ كل هذه الأسئلة وغيرها.. في محاولة لاستشراف عالم الغد.

وفي هذا الصدد تقول الكاتبة "سعاد سليمان": في كل المحن والكوراث التي مرت علي العالم منذ عرف الكتابة والتدوين ولم يدون الأدب الكثير عن هذه النكبات٬ وربما كانت كتب التاريخ خاصة التأريخ الإجتماعي هي الأقرب للاهتمام برصد وذكر هذه الكوراث فمثلا الشدة المستنصرية أحد أهم المصائب التي عاشها المصريون لمدة سبع سنوات لم تحتل من كتب الأدب سواء قديما وحديثا ما هو جدير بالذكر رغم فظاعتها وقسوة أحداثها.

شخصيا لا أستطيع التنبوء بحال الأدب بعد هذه الكارثة سواء محليا أو عالميا ؛ اعتقد أنها لن تخلد في كتابات كثيرة لأسباب نفسية أكثر منها أدبية إذ أن العالم اكتفي من وقائع ما يحدث وتشبعنا بأخبار الوباء سواء في نشرات الأخبار والسوشيال ميديا ووسائل الإعلام ؛ كما أن الذاكرة الإنسانية تهرب من تذكر الآلام ؛ ربما بعد عشر سنوات إذا تخلصنا من هذا الوباء كليا من الممكن أن نعيد استقراء هذه الفترة أما الآن اعتقد صعب جدا ؛ خاصة في عالم الرواية والقصص ؛ ربما كان أو سيكون الشعر أسبق ربما أيضا المسرح أقدر علي التفاعل السريع والأصدق مع هذه الحالة وأظن أن كل ما سوف يكتب عن هذه الفترة الآن سيمتاز بالإفتعال وسينقصه الصدق وربما تطغي عليه البكائيات.