رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حمزة قناوي: جريمة سرقة رامونا يحيى لقصائدي لن تسقط بالتقادم

حمزة قناوي
حمزة قناوي

تُعد السرقات الأدبية أمرًا يكاد يكون شائعًا كآفةٍ من آفاتِ الوسط الثقافي والأدبي، وكم من سرقاتٍ وتعدياتٍ وقعت عبر العصور وواجهت شعراءً وكُتّابًا فوجئوا بأعمالِهم وقد انتُحلت على يدِ لصوصٍ للأدب، وهو الأمر الذي أوجد آليات مواجهتِهِ من "أرقام الإيداع الدولية" و"أرقام الإيداع بدور الكتب والوثائق الوطنية" و"الترقيم الدولي"، عوضًا عن نشر نصوص الأدب نفسها في كُتبٍ صادرةٍ عن دور نشرٍ وجهاتٍ معروفةٍ، أو في مجلاتٍ ذائعةٍ وصحفٍ رائجة، وهو ما يُعدُّ في حدِ ذاتِهِ نوعًا من التوثيق والتسجيل بآلياتهِ النظامية المتبعة في هذه المنابر، وكان آخر حادث سرقة تعرض له الوسط الأدبي هو ما حدث مع الدكتور والشاعر والناقد حمزة قناوي من قبل رامونا يحيي.

يقول حمزة قناوي: ما حدث لقصائدي من قبل "رامونا يحيى" لم يخطر لي على بالٍ – وربما على بال أحدٍ من سارقي الأدب ولصوص الشعر!، ففي غفلةٍ من النزاهةِ والضمير الأدبي والوازع الأخلاقي، سطت السيدة رامونا يحيى، على أكثر من خمسٍ وعشرين قصيدةً لي، وراحت تنشرها شرقًا وغربًا في مجلاتٍ وصحفٍ لم أسمع بها من قبل "السياسي الدولي" "أمارجي السومرية"، "الأسبوعية"، وغيرها من مجلات وصحفٍ محلية.

ويضيف قناوي لـ"الدستور": "لم أكن سمعت برامونا من قبل، ولذا لم أكن أنا من اكتشف سرقاتها، إنما شاعرةٌ تونسيةٌ صديقة، اتصلت بي وأخبرتني أن أستاذًا للفلسفة والأدب في الجامعة اللبنانية طالع نصوص السيدة المذكورة على صفحتها في الفيسبوك وأعجب بمستوى القصائد كثيرًا ولكنه تنبّه إلى ثلاثة أمور: الأول شعوره بأنه قرأ إحدى هذه القصائد من قبل على موقعٍ للأدب على الإنترنت، ولم تكن منسوبةً لها، والثاني أنه انتبه إلى "خطأٍ عروضيٍ واضحٍ للغاية يطرأ على القصائد "التفعيلية الموزونة بالكامل" في حالتين متكررتين في كل قصائدها (التي هي قصائدي!): عند تغيير ضمائر المخاطب في القصائد من صيغة المخاطب المذكر إلى المنادى المؤنث.. "ليبدو أن من كتب القصائد امرأة لا رجلًا! هنا يُكسر الوزن فورًا، والأمر نفسه عند تغيير صيغ المؤنث في القصائد إلى مذكر وتحوُّل الثيمة الأنثوية في كل القصائد إلى ذكورية، هنا يُكسر وزن القصيدة ويختلف معجم ألفاظها وقد تغيرت حقوله الخاصة وانزياحاته الموحّدة التي بها "بصمة" و"أسلوبية" الشاعر. وكانت هذه هي المسألة الثانية التي لفتت نظر أستاذ الفلسفة فشكَّ في أن مؤلف هذه القصائد شاعرًا رجلًا وليس الأخت رامونا! (وأحييه على دقة ملاحظته وحسه النقدي المرهف، فمجرد ملاحظة نقدية دقيقة لظاهرة متكررة كشفت جريمة سرقة هائلة وتحدث منذ سنوات)".

وتابع قناوي: "أما النقطة الثالثة التي لفتت أستاذ الجامعة اللبنانية، فهي أن ردود السارقة على تعليقات القصائد لم تكن في مستوى كتابة القصائد نفسها!! لغة أقل ما توصف به أنها سطحيةٌ وتقليدية، على عكس العمق الذي جاءت به "قصائدها"! من هنا استقصى الرجل – بحسه الأكاديمي وضميره النقدي- عن أصل هذه القصائد، وكانت صدمته- كصدمتي اللاحقة- هائلة، فالنصوص التس سرقتها "رامونا يحيى" موجودة جميعها على كلٍ من "موقع أدب" منذ تسعينيات القرن الماضي! بل وكثيرٌ منها مُسجّل على موقع يوتيوب بصوت المبدع المصري "حمزة الأغا" وشاهدها عشرات الآلاف وقاموا بتحميلها، غير وجودها- أصلًا – في دواويني العشرة الصادرة من جهاتٍ معروفةٍ جميعًا، مثل "الهيئة المصرية العامة للكتاب"، و"دار ميريت" بالقاهرة"، و"دار المحروسة للنشر" و"دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة- الإمارات"، و"كتاب مجلة الرافد" وغيرها.

وأضاف أنه توصل لي الرجل، ووضع "الجريمة الكاملة" أمامي بهدوء العالِم، وذهب إلى متابعة أبحاثه وكشف زيف العالم. بينما ترك لي عالمًا كاملًا من الدهشة والصدمة معًا، فالقصائد التي سرقتها هذه المدعية رامونا يحيى، سرقتها على حالها، بأخطائها المطبعية، بالتشكيل، بكل شيء (عدا التغيير في الضمائر المشار إليها سابقًا كما ذكرت، ليبدو أن من ألّفها امرأة)!.

هذه بعض القصائد التي سرقتها رامونا يحيى، وأسماء دواويني التي سرقت القصائد منها وأرقام إيداعها:

- القصيدة التي تبدأ بـ "كنت وحيدة وكانت تدمع في قلبي كل الأشياء.. تتفح ذاكرة العشق وتمنح قلبي حزن العالم" هي قصيدتي "في تيه الفردوس الضائع"، المنشورة في ديواني "أكذوبة السعادة المغادرة" الذي أرفق لك غلافه، والمنشور في الهئة المصرية العامة للكتاب عام 2003 برقم إيداع دولي.
- القصيدة الثانية" لماذا تركتني بمفردي" هي قصيدتي "الليل والطريق" المنشورة في ديواني الرابع "بحار النبوءة الزرقاء" والصادر عن دار المحروسة للنشر والخدمات الصحفية عام 2007.
- القصيدة الثالثة: "بكرت طيور الحزن في القلب الذي مازال يرنو للأفق" هي قصيدتي الأولى في ديوان "الأسئلة العطشى" "الوقت ليس بوقتنا" الصادر عام 2001 عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برقم إيداع دولي ISBN 977-01-8193-5.(، والقصيدة منشورة في مجلة العربي الكويتي عام 1999 أيضًا.)

ومن القصائد الأخرى التي سرقتها "رامونا يحيى أيضًا": (نهرُ الذكرى، موعدٌ في الظلام،غدًا ربما تعلمين،الحلم على ساحل المتوسط، العيون، مرايا السنين، الحزن، أنشودة الفرح، وجهها والطريق، الصمت والعيون ). وغيرها الكثير.

الغريب في أمر سرقات السيدة المذكورة أمران:
الأول: أنها لا تسرق سوى قصائدي! وهذه بحد ذاتها ظاهرة غريبة في تاريخ السرقات الأدبية، فهي تتتبع قصائدي واحدةً واحدة وتسرقها، دون أن تحاول تنويع سرقاتها مثلًا لكيلا تُكشَف!! وهذا أمرٌ لا أفهمه في تحليل نفسيتها.. ولماذا لم تحاول السطو على قصائد شعراء آخرين مثلًا؟!.

الثاني: أنني لا أفهم كيف مرَّر رؤساء التحرير الذين نشروا لها قصائد مسروقة.. كيف مرروا هذه القصائد ونشروها باسمها دون توثيق أو تحقق من أنها غير مسروقة؟! لم يحاول أيٌ منهم على الأقل أن يضع قصيدة واحدة على محرك البحث "جوجل" ليجد القصائد منشورةً على مواقع مختلفة وفي مجلات معروفة؟.