رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حتى لا يتحور الفيروس».. كيف يسهم مد فترة العزل في محاصرة كورونا؟

كورونا
كورونا

منذ أسابيع انقلبت الحياة في مصر رأسًا على عقب بسبب فيروس كورونا، فبعدما سخر المصريون وتداولت مواقع التواصل الاجتماعي تعليقات حول فيروس "كورونا" الذي بدأ انتشاره من مدينة ووهان الصينية، وآنذاك تم الإعلان أن السبب كان تناول الصينيين للخفافيش، ولم تصل توقعات الساخرين إلى إمكانية وصوله إلى مصر.

وظهرت الحالة الأولى في ١٤ فبراير الماضي، لصيني الجنسية، ومن وقتها بدأت تتوالى الإصابات ومن ثمّ الوفيات، حتى وصل عدد الحالات اليوم إلى ٥٧٦ مصاب و٣٦ حالة وفاة، بحسب ما صدر عن بيان وزارة الصحة اليوم.

ورغم تزايد وتيرة الإصابات والوفيات إلا أن مصر لا تزال تحتفظ بمركز متأخر في اجتياح المرض لأراضيها، ولم تصل بعد إلى مرحلة الخطر، والتي تأتي بوصولنا إلى ١٠٠٠ مصاب، بحسب ما تحدثت الدكتورة هالة زايد، وزير الصحة، في إحدى المؤتمرات في وقت لاحق.

وللحد من وتيرة تفشي المرض، اتخذت الحكومة المصرية عدد من الإجراءات الاحترازية، للسيطرة على زيادة الحالات، والتي من ضمنها العزل المنزلي أو الحظر لساعات الذروة لدى الجمهور من السابعة مساء وحتى السادسة صباحًا، كذلك رفع درجة الاستعداد والجاهزية لدى العديد من المستشفيات في أنحاء الجمهورية، وزيادة مستشفيات العزل كلما تزايدت الحالات، لاستيعاب الأعداد المحتملة في مختلف المحافظات.

أيضًا ضمن تلك الإجراءات، قررت وزارة الصحة والسكان، مضاعفة فترة العزل المنزلي للعائدين من العمرة والخارج وأسرهم ومخالطيهم لمدة 28 يومًا بدلًا من 14 يومًا، ضمن خطة الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الوزارة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

لكن الإجراء الجديد دعا البعض للتساؤل هل ذلك قد يكون مؤشرًا لظهور تحور جديد للمرض، بالتالي تم اتخاذ قرار مد فترة العزل، وأجاب عنه عدد من الأطباء المتخصصين.


إيمان: فيروس "إيطاليا" أشد شراسة من الموجود بالصين

قالت الدكتورة إيمان صُبح، أستاذ مساعد الأمراض الصدرية جامعة الأزهر، إن قدرة الفيروسات على التحور عالية جدًا، وهذا هو السبب فى مشكلة فيروس مثل الأنفلونزا التي تتحور في كل لحظة، مشيرة إلى أن فيروس كورونا المستجد فيروس جديد لعائلة قديمة تسببت سابقًا في انتشار فيروس سارس ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية.

وأكدت "صُبح"، خلال حديثها مع "الدستور"، أنه تم إجراء عدة دراسات تبين مبدئيًا وجود أكثر من سلالة من فيروس كورونا، لكن هل هي سلالات مختلفة من الأساس أم أن الفيروس نفسه تحور هذا ما لم يُجزم به بعد، إلا أن علماء كثيرون يؤيدون أن الفيروس الموجود في إيطاليا مثلًا أشد شراسة وفتكًا من الموجود بالصين، وكذلك وجود كثير من الحالات التي تكون سلبية لفحص PCR مع إصابتها بالفيروس أثارت الشكوك هل السبب قلة عدد الفيروسات أم أنها سلالة متحورة وبالتالي الاختبار غير قادر على تحديدها.

وبكلمات مطمئنة، تابعت أنه يتم إجراء دراسات عديدة في معظم الدول كي يتم فك شفرة الفيروس في كل دولة ومقارنتها بأفراد عائلة فيروسات كورونا لمعرفة هل حدث تحور أم لا وكيف يتم عمل تحليل متخصص لكل فصيلة والمساعدة فى ابتكار علاج، لكن من الوارد تحور الفيروس، وهذا قد يؤدي لظهور أعراض جديدة أو تغير في سرعة انتشار الفيروس وأيضا في التشخيص والعلاج.

ولفتت إلى أن الإصابة بالفيروس لا تعطي مناعة دائمة أي أن المصاب قد يصاب إذا تعرض لحالة أخرى بعد شفائه، ولكن غالبًا الأعراض تكون أقل حدة لأن جهاز المناعة أصبح لديه معرفة بالفيروس ولديه أدوات تقاومه.

الفار: "كوفيد ١٩" أكثر من سلالة
واتفق معها الدكتورإبراهيم الفار، أخصائى الأمراض الصدرية والحساسية، في أن الفيروسات من طبيعتها التحور، ولكن "كوفيد ١٩" أو "كورونا" المستجد هو أشدهم وأكثرهم انتشارًا، وحتى هو نفسه هناك مزاعم بأنه عبارة عن أكثر من سلالة وليس نوعًا واحدًا.

وتعليقًا على مد فترة العزل، علل "الفار" هذا الإجراء، خلال حديثه مع "الدستور"، بأن هذا بسبب ظهور حالات جديدة خلال فترة ال١٤ يومًا، من خلال الاختلاط بمريض إيحابي، وذلك زيادة في الأمان، خاصة وأنه فيروس جديد، ولا توجد دراسات كثيرة عنه، من حيث فترة الحضانة وطرق الانتشار.

ووجه نصيحته للمواطنين، قائلًا: "خليك ف البيت"، لأن قلة المرضى المصابين يساعد على منع الفيروس من التحور وإن ظهرت سلالات جديدة.


صلاح: أفضل بروتكول علاجي "هيدروكسي كلوركين"

وتوجهنا في الحديث بعد ذلك إلى الدكتور أحمد صلاح، باحث ومدرس الفيزياء النظرية والرياضيات التطبيقية والنماذج الرياضية لانتشار الأوبئة والفيروسات بمركز البحوث النووية بهيئة الطاقة الذرية، الذي استهل حديثه بأنه من الضروري لفترة العزل أن تمتد من ١٤ يوم إلى ٢٨ يوم، يمكن من خلالها متابعة المريض، حيث طريقة انتشار العدوى غريبة إلى حد كبير وتختلف عن طريقة انتشار عدوى مثلًا الأنفلونزا.

وبنبرة تأكيد وأمل، تابع "صلاح"، حديثه لـ"الدستور"، بأنه من المؤكد خلال دراسة الأوبئة والفيروسات سينحسر الفيروس بداية من دخول الصيف حيث درجة الحرارة المرتفعة والطقس ونتيجة لعوامل أخرى، نتيجة للتحولات المدارية، مشيرًا إلى وجود علاجات كثيرة ستظهر وبروتوكولات للعلاج، معتقدًا أن أفضل بروتكول هو "هيدروكسي كلوركين" مقابل مواد أخرى، إضافة إلى مقويات المناعة الطبيعي كعامل مساعد.