رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حشيش كورونا».. تجارة «الممنوع» تخرق «حظر التجوّل»

مخدرات
مخدرات

أغلقت المتاجر أبوابها وأبلغت المقاهي زبائنها بتعطيل النشاط حتى إشعار آخر، ومع دقات السابعة مساءً يلتزم الجميع منازلهم ولا يبقى في الشارع سوى قوات الشرطة التي تطبّق قرار حظر التجوّل، لكن فئة أخرى غير رجال الأمن لم تلتزم بالقرار وتدير عملياتها تحت جنح الليل، إنَّهم «تجَّار المخدرات».

هذا ما أكّدته «عصابة مخدرات» أمام نيابة شرق القاهرة، إذ لم يثنيها قرار حظر التجوّل (7 مساءً إلى 6 صباحاً) عن استئناف نشاطها وعقد صفقاتها في الشوارع الخلفيّة.

وبينما يئن العالم من التفشي الكبير لفيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19) الذي طال حتى الآن نحو 205 دول ومناطق ويقترب عدد مصابيه من المليون، أطلق تجّار الحشيش على الصنف الجديد «كورونا».

في هذا التحقيق، أبرمت «الدستور»- بأسماء غير حقيقية- اتفاقات مع تجّار مخدرات بعد الساعة السابعة مساءً، بداية وقت الحظر، كما تحدَّث إلى متعاطين أجبرهم «الكيف» على تعريض أنفسهم لخطر التوقيف من رجال الشرطة في «الوقت الممنوع».

الديلر «شعراوي»

«شعراوي»، تاجر مخدرات، أخبر محرر «الدستور» أنَّ الأمور تسير على ما يرام ولا داع للقلق من قرار حظر التجوّل قائلاً: «تعالى الدنيا أمان، ومعايا حاجة هتعجبك».

وبدا من حديث «شعراوي» أنَّه يمارس تجارته أثناء فترة حظر التجوّل بعيداً عن أعين الشرطة.

ديلر دمياط

اتفق «أحمد» مع «ديلر» في إحدى قرى مدينة دمياط على شراء «بانجو»، لكن سيارات الشرطة التي كانت تحوم حول المنطقة حالت دون إتمام عملية البيع، ما اضطره للبحث عن مصدر آخر «أقل خطراً».

لم يمر وقت طويل حتى اتصل «أحمد» بتاجر يدعى «الغضبان» ابتاع منه ما يريد بأحد الشوراع الجانبية، يحكي «أحمد» لـ«الدستور».

«جمعية مخدرات»

وأجرت «الدستور» اتصالاً بتاجر ثالث عرَّف نفسه باسم «الهواري»، ولم يمانع من إتمام عمليات بيع بعد الساعة السابعة لكن بشرط واحد: «بس متجيش علشان تاخد شغل قليل لِم من أصحابك وتعالى»، كما طلب سعراً أعلى.

«ديلر» تحت البيت

في بداية الأمر حاول الديلر «ضرغام» التهرُّب من البيع أثناء ساعات الحظر، لكنه عاود الاتصال بـ«الدستور»، ووافق على إتمام عملية البيع أسفل منزله لتأمين نفسه في حال مرور دورية شرطة.

وانتهى التواصل بين «الدستور» والتجّار الثلاثة فور انتهاء المكالمات الهاتفية.

خبراء

يقول اللواء مجدي البسيوني، مساعد وزير الداخلية الأسبق، إنَّ قوات الأمن ألقت القبض على عدد كبير من تجّار المخدرات منذ بداية تطبيق قرار حظر التجّول وبحوزتهم كميات كبيرة ومتنوعة من المخدرات.

ويضيف «البسيوني» لـ«الدستور»: «تجّار المخدرات استغلوا الأزمة أكثر من غيرهم لأن جميع وسائل الترفيه تمَّ إغلاقها، ما دفع ضعاف النفوس إلى الاتجاه إلى تعاطي المخدرات».

ويوضح «أنَّ المدمن عندما يقلل جرعته من المخدر يدخل في حالة عصبية تجعله يفعل المستحيل ليجد جرعته التي سيظل يبحث عنها كثيرًا حتى يجدها، وإن كان الوقت قد تأخّر وبدأت ساعات حظر التجوال، وهذا هو السبب الرئيسي لجشع التجار واستغلالهم للأزمة، بالإضافة إلى أنهم يعرفون جيدًا أن هناك من يبحث عنهم لشراء المخدر».

وطبقًا لإحصائيات أصدرها «صندوق مكافحة وعلاج الإدمان والتعاطي في مصر» عن تعاطي المخدرات، فإنَّ مخدر الحشيش يحتل المرتبة الأولى كأكثر المخدرات تعاطياً في البلاد.

في الوقت نفسه كانت الأجهزة الأمنية بالقليوبية، قد شنّت حملة أمنية لضبط تجار المخدرات والخارجين عن القانون، أسفرت عن ضبط 14 تاجر مخدرات وبحوزتهم كمية من المواد المخدرة، تم التحفظ على المضبوطات والمتهمين قبل توزيعها خلال ساعات الحظر.