رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رغم الأزمة العالمية.. كيف وفرت الحكومة المصرية أجهزة التنفس الصناعي؟

أجهزة التنفس الصناعي
أجهزة التنفس الصناعي

في ظل تفاقم أزمة انتشار فيروس "كورونا" المستجد بدول العالم وزيادة أعداد المصابين به، وما تبعه من نقص لأجهزة التنفس الصناعي، تهافت الطلب على تلك الأجهزة باعتبارها أحد الوسائل الرئيسية لمحاولات الإنقاذ، وبينما يحدث ذلك تتخذ مصر جميع الإجراءات الاحترازية، لتوفيرها تحسبًا لحدوث أي أزمات متعلقة بنقصها.

وأوضح هاني يونس، المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، أن الدكتور مصطفى مدبولي أكد على ضرورة توفير أجهزة التنفس الصناعي لمواجهة فيروس كورونا، مضيفًا أن مدبولي ناقش مع رئيس اتحاد الصناعات البدء في دراسة تصنيع أجهزة تنفس صناعي داخل مصر خلال المرحلة المقبلة، في ظل تكليف الرئيس عبد الفتاح السيسي للاتجاه إلى تصنيع أجهزة التنفس الصناعي وضرورة دراسة هذا الأمر نظرا لأهميته، وأن الدولة ستزيل جميع العقبات والصعوبات أمام هذه الدراسة.

وأضاف يونس، أن رئيس الوزراء وعد بتوفير كل التيسيرات والموافقات على الفور من أجل توطين هذه الصناعات في مصر.

ومن جانبه، قال النائب أيمن أبو العلا وكيل لجنة الصحة بمجلس النواب، إن الحكومة المصرية أدركت أزمة نقص أجهزة التنفس الصناعي، وبالتالي سعت إلى مناقشة القضية مع اتحاد الصناعات، مضيفًا أنه سيكون هناك إنتاجي محلي قريبا لتجميعها وإنتاجها، لافتًا إلى أن مصر تنتج الأسّرة الطبية، وليس لدينا أزمة حاليا كبيرة فيها.

وكشف أبو العلا، أن مصر كانت تستورد الأجهزة من اليابان وماليزيا والهند وألمانيا، ولكن الآن هذه الدول إنتاجها محجوز لفترات طويلة، ولا تستطيع تغطية التغطية فى حالة زيادة الأزمة عالميًا، وبالتالي مصر بدأت بالتفكير خارج الصندوق بالسعي إلى الإنتاج المحلي من هذه الأجهزة في خطوة لاتخاذ كافة التدابير الاحترازية لمواجهة الأزمة.

من جهتها، أوضحت الدكتورة إيناس عبد الحليم، عضو مجلس النواب، أن المجتمع المدني بالمنصورة بمحافظة الدقهلية تبرع بشراء 35 جهاز تنفس صناعي وجهز غرفة كاملة للعناية المركزة بجامعة المنصورة، مؤكدة أنه إلى الآن ليس لدينا أزمة في أجهزة التنفس الصناعي، ولكن الأزمة تكمن في حالة زيادة الأعداد بفيروس كورونا المستجد.

وأكدت عبد الحليم في تصريحها، أننا نستطيع إنتاج أجهزة تنفس صناعي في مصر، ولكن الأمر يحتاج بعض الوقت، لافتة إلى أن بعض الدول لديها منظومات صحية قوية ولكن الأزمة في زيادة أعداد المصابين.

أما عن أزمة أجهزة التنفس في دول العالم، أعلنت غرفة العمليات المختصة بمواجهة تفشي فيروس"كورونا" في روسيا، أن حوالي 40 % من المرضى المصابين بفيروس "كورونا" في موسكو الذين يتم معالجتهم بأجهزة التنفس الصناعية للرئتين تقل أعمارهم عن 40 عاما.

كذلك أعلنت ذات الغرفة، أن حوالي 40 % من المرضى المصابين بفيروس "كورونا" في موسكو الذين يتم معالجتهم بأجهزة التنفس الصناعية للرئتين تقل أعمارهم عن 40 عامًا.

وفي فرنسا.. أعلن أطباء عن أوضاع قاسية في منطقة الألزاس الفرنسية الحدودية، حيث تم إبلاغ طاقم مستشفى جامعي في ستراسبورج بالعمل حتى إذا كانوا مصابين بفيروس كورونا المستجد، كما لم يعد بالإمكان وضع مصابين ممن تجاوزوا الثمانين على أجهزة التنفس الاصطناعي، نظرًا لنقص الأجهزة بها مع زيادة عدد المصابين بالفيروس.

أما ألمانيا.. فكتب موظفون بالمعهد الألماني لطب الطوارئ والكوارث في مدينة توبنجن في تقرير لحكومة ولاية بادن فورتنبرج التي تتاخم الألزاس، إنه بدلًا من وضع المسنين على أجهزة التنفس الصناعي يتم منحهم "رعاية نهاية العمر بأقراص مخدرة ومنومة"، ووفقًا للتقرير، يتم نقل مريض يحتاج إلى جهاز تنفس اصطناعي إلى مستشفى ستراسبورج كل ساعة.

أما أمريكا.. فتستورد نصف احتياجاتها من أجهزة التنفس من شركات أجنبية وبالمقابل توجد أقل من 10 شركات أمريكية تنتج تلك الأجهزة، وهي لا تستطيع توفير الكثير من الأجهزة بالوقت الحالي نظرا لأن بناء الجهاز معقد ويحتاج لمئات القطع المستوردة من الخارج وذلك غير متاح بسبب تصاعد الأزمة بدول الخارج.

وبغياب العدد الكافي من أجهزة التنفس الصناعي مع ازدياد أعداد مصابي الفيروس فمن المتوقع أن تلجأ المستشفيات الأمريكية لقرارات التخيير بين المصاب الأكثر حاجة للجهاز، والمصاب الذى يتم فك الأجهزة عنه ليلقي مصيره.

وعن الصين.. ومنذ أن زادت فيها أعداد الإصابات فأفرغت الكثير من محتويات سوق أجهزة التنفس العالمي، بينما قامت دول مصدرة لتلك الأجهزة كإيطاليا وكوريا الجنوبية بحصر إنتاجها للاستعمال المحلي لشدة حاجتها.

وإلى إيطاليا ذات الـ30 ألف إصابة و200 وفاة بكورونا، فالمستشفيات هناك تبحث إمكانية استخدام أجهزة التنفس الصناعى للحيوانات على البشر.

وبينما تلك الأزمة العالمية لتوفير أجهزة التنفس الصناعي اللازمة لمرضى فيروس "كورونا" أعلن الدكتور ماجد غنيمة، مدير مركز الابتكار وريادة الأعمال بجامعة عين شمس، عن مسابقة لاختيار تصميم لأجهزة التنفس الصناعي يتم تصنيعه بالمكونات الموجودة محليًا، على أن يوفر مركز ريادة الأعمال بجامعة عين شمس دعم فني وإداري لكل المصممين المشتركين على مدار فترة المسابقة التي تمتد لمدة شهر.

وأوضح غنيمة، في تصريح له، أنه سيتم اختيار أحسن ثلاثة تصميمات مطابقة للمواصفات وسيتم طرحها على جميع أماكن التصنيع بالجمهورية لتصنيعها وتوفيرها للمستشفيات المحيطة بهم وسيتم تقييم أحسن هذه التصميمات من حيث الأداء ويمنح الفريق صاحب أحسن تصميم جائزة قدرها 100 ألف جنيه مقدمة من إحدى شركات القطاع الخاص.