رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«يا فرحة ما تمت».. أصحاب الأفراح: «الحجوزات اتلغت وخسايرنا كبيرة»

جريدة الدستور

مع انتشار فيروس "كورونا" المستجد، في مصر، توقفت الكثير من مظاهر الحياة التي تبعث البهجة على نفوس المواطنين، كالتنزه أو مقابلة الأقارب والأصدقاء، كذلك توقفت قاعات الأفراح عن الصخب الذي تحدثه لإشهار زيجة جديدة، وهو الأمر الذي سبب حالة صدمة على كافة العاملين بمجال الأفراح، بداية من المكان الذي تم الحجز فيه، وصولًا إلى العروس ذاتها التي ضاعت فرحتها بعد التحضير لذلك اليوم منذ وقت طويل.

خلال السطور التالية تواصلنا مع عدد من العرائس، لإيضاح مدى التأثير السلبي الذي سببته أزمة "كورونا"، وتراوحت حلولهن ما بين التأجيل إلى حين تحسن الأوضاع وعودة الحياة الطبيعية إلى مسارها أو إقامة الزيجة ولكن مع اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أنفسهن من المرض.

نورهان سعيد، فتاة في منتصف العشرينيات من عمرها، قبل شهر ونصف من تاريخ لقائنا معها، بدأت في الإعداد ليومها المنتظر، فاستكملت شراء احتياجاتها، وكان خطيبها قد أوشك على الانتهاء من وضع اللمسات الأخيرة في شقتهما.

"نورهان" اتفقت على كل شيء، من حيث المصور و"الميكب ارتيست"، وأخذت جولتها بين صفحات حجز فساتين الأفراح، حتى استقرت على أن يكون موعد نزولها لحجزه من إحدى "الأتيليهات" قبل حفل الزفاف بـ3 أسابيع.

أوشكت المدة على الانتهاء، والعروسان في قمة السعادة، فبعد خطوبة دامت لثلاث سنوات، أخيرًا سيجمعهما بيتًا واحدًا يوم 4 أبريل الجاري، لكن الفرحة لم تكتمل فقبل الموعد بأسبوع تواصل معهما الفندق وأبلغهما بإلغاء الفرح بسبب قرار الحظر الأخير الذي ينتهي في 15 أبريل الجاري.

أحست "نورهان" بصدمة وشعرت أن كل ترتيباتها تبخرت في الهواء، وأصبحت بين اختيار التأجيل أو الاكتفاء بفرحة صغيرة مع الأسرتين فقط.

واختارت التأجيل، قائلة: "الفرح مش هيتعوض والوضع هيتحسن قريب والفرحة تبقى فرحتين".

"الدستور" تواصلت أيضا مع ياسمين عيسى، ميكب أرتست، والتي قالت إنها لن تلغي أي حجوزات لديها خلال فترة الحظر، وستتابع عملها لكن بحذر، حتى لا تضيع فرحة العروس.

وعن الاحتياطات التي ستأخذها، قالت إن كل عميلة سيكون لها أدواتها الخاصة والاحتياطات التي تجعلني وإياها في أمان، فمثلًا في المعتاد يتواجد مع العروس أكثر من شخص أثناء وضع "الميكب"، لكن في الظروف الحالية ستطلب أن تتواجد معها واحدة فقط لتقليل نسبة التجمع، وسترتدي كمامة و"جوانتي" أثناء التعامل مع أي عروس.

من الأطراف أيضًا محلات بيع فساتين الزفاف، الذين تكبدوا خسائر كبيرة جراء هذا القرار، فتواصلنا مع إحدى المحلات الكائنة في شارع عباس العقاد بمدينة نصر، فقال إن الأمر أثّر سلبيًا عليهم إلا أنهم غير معارضين له لأنه يعتبر مصلحة عامة للدولة.

وأوضح أن الخسارة تمثلت في توقف حركة البيع والتأجير، فأغلب المناسبات تم إلغائها، ولن نستطع في الوقت الحالي تعويض خسارتنا لأن الأزمة من الواضح أنها مستمرة لفترة لا نعرف مدتها.

أما قاعات الأفراح فكانت خسارتها كبيرة أيضًا، حيث اضطرت لإعادة أموال أغلب الحاجزين خلال الـ15 يومًا الأولى من شهر أبريل، وفئة قليلة قررت تأجيل موعدها لفترة العيد وما بعدها، آملين انتهاء تلك الفترة في وقت قريب لإقامة أعراسهم كما هو مخطط لها، وذلك بناء على كلمات أحد مسئولي العلاقات العامة في إحدى فنادق منطقة الدقي.

ليلى حمدي، شابة في بداية العشرينيات من عمرها، اتفقت وخطيبها أن يوم فرحهما يجب أن يكون مميزًا، وبعد تفكير وجولة في عدد من القاعات والفنادق، استقرا على إحدى فنادق منطقة العجوزة، وكان من المقرر أن يتم زفافهما اليوم الأربعاء، وقبل يومهما الموعود، نزلا سويًا لاستكمال ما تبقى من لمسات أخيرة في شقتهما التي ستجمعهما طوال العمر، وبالفعل انتهيا من كل شيء.

وبدأ الحجز لكل من المصورة، التي اتفقت معها أن تصور كل تفصيلة في اليوم، بداية من تواجدها في غرفتها المخصصة لها في الفندق للاستعداد وحتى آخر ضيف يغادر قاعة الفرح، أيضًا "الميكب أرتيست" وكذلك فستان الفرح، والذي كان جاهزًا لاستلامه قبل الزفاف بـ10 أيام.

قبل الموعد المنشود، بأسبوع تواصل معها الفندق وأبلغها بإلغاء الفرح بسبب حظر التجول الذي يبدأ من السابعة مساء، وهو موعد بداية الفرح، وانهارت باكية على ضياع كافة الترتيبات التي وضعتها مع خطيبها.

وتقول "ليلى"، خلال حديثها مع "الدستور"، إنهما وضعا أمام اختيار استعادة أموالهما أو التأجيل في قاعة الفرح، أما مبلغ تأجير الفستان لن يتم استرداده، كذلك "عربون الميكب أرتيست".

تشاورا قليلًا، وبعد تفكير لأيام عدة، قررا التأجيل خلال فترة العيد، آملين تحسن الأوضاع خلال الأيام القادمة وعودة الحياة لطبيعتها.

وتواصلنا مع دينا غالي، ميكب أرتيست، قالت: "الموضوع محزن جدًا إن فرحهم يتلغي، فاللي حبت تلغي الموضوع كان عادي بالنسبالي وكنت برجعلها العربون يعني كفاية صدمتها، وفي ناس خلت العربون معايا لحجز مرة تانية".

وتحدثت "غالي" مع "الدستور"، حول أن التعقيم مهم في مهنتها، خاصة الأدوات التي تستخدمها مع كل عروسة، يجب تعقيمها لأمان كل الأطراف، وزيادة في الأمان اضطرت لإلغاء كل مواعيد الفترة القادمة لحين فك الحظر.

وتواصلنا مع إحدى محلات تأجير وبيع فساتين الأفراح، في شارع بطرس غالي بمصر الجديدة، والذي قال إن خسارته تجاوزت الـ50 ألف جنيه خلال هذه الفترة، مشيرًا إلى أنه لا يأخذ مبلغ إيجار الفستان في الوقت الحالي، لكن يطلب من العروس الاحتفاظ به لحين تحديد موعد آخر لعرسها، مع وعدها بوضع كل التعديلات التي تراها آنذاك دون مقابل.

"قررت مأجلش"، هكذا قالت نسرين فتحي، شابة عشرينية، موضحة أن موعد فرحها كان في 25 مارس الماضي، وبسبب قرارات الحظر وإغلاق القاعات تم إلغائه، وهو ما سبب لها وخطيبها حزنًا، لكنهما قررا عدم التأجيل.

وسرحت بخيالها إلى يوم عرسها الذي كان مميزًا رغم كل ما يحدث، وتصفه قائلة: "عملت كتب الكتاب في البيت والحنة، وبعدها بكام يوم أخذت من العيلة الأقربون أوي ليا وللعريس وسهرنا في باخرة عشا وزفة وكله وروحت وفرحت أوي، والحمدلله لحقنا نفرح وبفلوس الفرح هنوزع جزء منه لله والجزء التاني هنحوشه عشان أول ما الوضع يتحسن هنسافر وننبسط".