رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لا تستسلم.. نحنُ معك».. شباب الأزهر يدعمون إيطاليا باللغة الأجنبية (فيديو)

كورونا في إيطاليا
كورونا في إيطاليا

ارتفع في الآونة الأخيرة عدد الإصابات بفيروس كورونا في إيطاليا إلى عشرات الآلاف من الحالات، بينما تشهد إيطاليا حالة من الإغلاق التام في جميع أنحاء البلاد بسبب الزيادة الصاروخية في أعداد الإصابات بفيروس كورونا، والتي ارتفعت نسبة الوفيات حتى السبت الماضي إلى 10 آلاف و23، إثر تسجيل 889 وفاة جديدة، خلال الساعات الـ24 الأخيرة من ذاك اليوم.

وقال المدير العام للدفاع المدني الإيطالي أنجيلو بوريللي، في مؤتمر صحفي بالعاصمة روما، إنَّ إصابات كورونا، وصلت 70 ألفا و65 بعد تسجيل 5 آلاف و974 إصابة جديدة، تعافى منهم 12 ألفا و472.

وأضاف، أنَّ دولة إيطاليا سجلت 889 وفاة خلال الساعات الـ24 الأخيرة، ليرتفع إجمالي الوفيات إلى 10 آلاف و23، موضحًا أنَّ هذا العدد من الوفيات يعد ثاني أعلى رقم يتم تسجيله على أساس يومي، بعد 969 وفاة جرى تسجيلها، الجمعة.

وتتصدر إيطاليا دول العالم في وفيات كورونا تليها إسبانيا، لكنها تحل ثانيا بعد الولايات المتحدة في إجمالي عدد الإصابات.

وفي الوقت الذي يقبع فيه ملايين المواطنين في منازلهم خوفًا من تفشي الوباء بشكل أسرع، وتعليق جميع الرحلات وفرض حظر تجوال كاملًا، لأن الدولة لم تعد قادرة على السيطرة لمنع هذا الفيروس، بدأ العديد من الشباب يتركون ملاحظات مرسومة بالقلوب الطيّبة، لدعم الإيطاليين ومساندتهم في مواجهة فيروس «كورونا» القاتل.

«عزيزتي إيطاليا.. نحنُ مجموعة من طلاب اللغة الإيطالية في مصر، نقدم لكم كل الدعم والحب، نحنُ معك يا إيطاليا»، عبارات موجية بأصوات رنّانة من شباب لم تتعدى أعمارهم الـ18 عامًا، بدأوا بهذه الكلمات من خلال فيديوهات تبث الأمل والطمأنينة في قلوب الإيطاليين، ودعمهم لمواجهة فيروس «كورونا» المستجدّ.

وجاء هذا الدعم من مجموعة من الشباب المصريين الذين يدرسون بجامعة الأزهر الشريف، والذين قاموا بتصوير بعض الفيديوهات التي تحمل المرادف الإيطالية التي تترجم إلى عدة كلمات منها «لا تستسلم» أو «تماسك» أو «نحنُ معك» وقد استخدمت بشكل متكرر في شوارع المحروسة منذ أسبوعٍ مضى.

وحظت تلك الفيديوهات بعدد كبير من المشاهدة وردود أفعال مبهجة، خاصة من الإيطاليين الذين تبادلوا كُل الحب والشكر لهؤلاء الشباب المصرين، بعدما نُشرت الفيديوهات على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» وانتشرت بشكل مروع.

وقال محمود سليمان حسين، طالب بالفرقة الأولى بكلية اللغات والترجمة قسم اللغة الإيطالية - جامعة الأزهر -، إنَّ فكرة الفيديوهات جاءت دعمًا لـ«الإيطاليين» بعدما أعلنت الدولة عدم سيطرتها على الوباء العالمي فيروس «كورونا»، مضيفًا أنَّهم قرروا دعم إيطاليا من خلال هذه المرثيات الحماسية ومساندة منهم لبقاء الأمل لدى الإيطاليين وتصديهم لهذا الوباء الذي تفشّى في أنحاء الدولة.

وأضاف حسين، الذي يعيش بمحافظة الإسماعيلية مع أسرته- أن هذه الفيديوهات لم تكُن مجرد مقاطع عادية، إنَّما جاءت دعمًا منَّا لأخوانا الإيطاليين ليعلموا أنَّ المصريين يقفوا بجانبهم في محنتهم؛ قائلًا: «قد نكون معزولين عنهم لكن رسالة الأمل تنتشر».

«صعب علينا بُكاء الإيطاليين».. مشاهد رآها حسام حمدي - طالب أخر بجامعة الأزهر، أثناء ترقبه مواقع السوشيال ميديا، وما يحدث في إيطاليا من كوارث بسبب فيروس «كورونا»، ليُكرر بعدها صاحب الـ18 عامًا، بعمل هذه الفيديوهات كنوع من الدعم لجموع الإيطاليين والمصابين منهم.

وقال الطالب بجامعة الأزهر، عندما أُشاهد حال الإيطاليين تبكي عيناي لِما تراهُ من مصائب قد حلّت على الشعب الإيطالي وهم لا يمتلكون غير الدعاء - الدعاء فقط هو سلاحُهم الوحيد - مضيفًا أنَّه اتفق مع أصدقائه على فكرة المقاطع الصغيرة وتسجيلها بشكل متعدد من الأشخاص، وتجميعها من خلال فيديوهات بجودة عالية من الصوت ومعها الموسيقى الحزينة.

وتابع حمدي، أنَّ العديد من الإيطاليين قدّموا لهم كل التحية والتقدير، إلى جانب تعزيز وقوف المصريين بجانبهم؛ ورغم أنَّ هؤلاء الطلاب جُدد بالفرقة الأولى قسم اللغة الإيطالية، ولم يدرسون غير بعض الحروف الإيطالية إلى جانب كلمات بسيطة جدَّا؛ إلّا أنهم تفوّقوا على أنفسهم حين تحدّثوا بكل ثقة باللغة الإيطالية.

ولم يتوقف هؤلاء الشباب بدعم الإيطاليين فقط؛ بل امتد الدعم إلى المصريين خاصة الأطباء والممرضين الذين يُطلق عليهم «الملائكة البيضاء»؛ فحرصوا جميعًا على تقديم عدد من الفيديوهات باللغة الإسبانية والإنجليزية والألمانية، جميعها يحمل عبارات تدعيمية مُرتّبة إلى الشعب المصري.

وقال أحدهم إنَّ الأطباء والممرضين في مصر، هم المحرك الرئيسي في مواجهة فيروس «كورونا» المستجدّ، حيثُ يقدمون داخل المستشفيات والعيادات قصاري جهودهم لمنع أنتشار الفيروس وحرصهم على سلامة المصابين.

وبلغ إجمالي العدد الذي تم تسجيله في مصر بفيروس كورونا المستجد حتى السبت الماضي، هو 576 حالة من ضمنهم 121 حالة تم شفاؤها وخرجت من مستشفى العزل، و36 حالة وفاة.

بينما تجاوز عدد مصابي كورونا حول العالم 650 ألفا، توفي منهم أكثر من 30 ألفا، في حين تعافى من المرض ما يزيد على 139 ألفا.