رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كورونا يعصف بالمعتقدات.. كيف غيّر الفيروس فكرة الإيمان بتركيا وإيران؟

كورونا يعصف بالمعتقدات
كورونا يعصف بالمعتقدات

أعلن اليوم «أتيلجان بايار» مستشار أردوغان الاستراتيجي تخليه عن الدين الإسلامي واعتناق الربوبية في ظل انتشار وباء كورونا بالعالم، لكن هل يغير الفيروس نظرة الشعوب للإيمان وخاصة في تركيا.

وفي التقرير يرصد «الدستور» ما إذا كان سيؤثر على المعتقدات الدينية في دول معينة كانت تميل إلى الطابع المتشدد.


انقسامات دينية في تركيا

ظهرت الانقسامات الدينية بسبب فيروس كورونا المستجد، حيث أن الجائحة على الأرجح ستغير النظام الدولي بكامله والعالم الإسلامي ليس استثناء إذ سيعمل الوباء على تعزيز قوى مختلفة وإضعاف أخرى.

وحاليا فإن واقع الأمر في تركيا يشير إلى أنه هناك اتجاه بالفعل للابتعاد عن التدين، وهو ما أكده استطلاع للرأي لمؤسسة «كوندا» المتخصصة، فإن أولئك الذين يُعرفون أنفسهم في على أنهم حداثيون قد زادت نسبتهم من 29 ٪ إلى 45 ٪ وقد فسر بكير أجيردي، كبير المحللين في مؤسسة كوندا، المسألة على أنها مثال على "الحداثة المتأخرة".

التغييرات الدينية في إيران

وأشار استطلاع «كوندا» إلى أن نفس الأمر قد لوحظ في إيران أيضًا، فثمة أوجه شبه كثيرة للاحتجاجات على الحجاب الإجباري في إيران وما نلاحظه في تركيا. 

وسرعان ما أصبحت الاحتجاجات في إيران بقيادة الصحفية والناشطة «مسيح علي نجاد» محور الجذب لا سيما في صفوف الشباب والنساء، كما دعم آلاف الإيرانيين الحملات التي قادها نشطاء مثل علي رضا كياني.

وتم نشر مئات من مقاطع الفيديو في إيران تحت هاشتاج «فتيات الشارع الثوري» التي تظهر نساءً وهن يخلعن حجابهن.

وبحسب استطلاع رأي عام 2018 كان ما يقرب من نصف الإيرانيين ضد سياسة الحجاب الإجباري، وأشار الاستطلاع إلى أن هؤلاء الإيرانيين ينتقدون الآن الحكومة التي تنخرط في مثل هذه التفضيلات الدينية.

فيما لعبت العوامل الأخرى مثل ارتفاع معدل البطالة دورًا رئيسًا في تصاعد المشاعر المعادية للنظام وسط الشباب الإيراني.

وقال الصحفي الإيراني أحمد زيد عبادي الأمر إن «السخط هو في الوقت الحالي الشيء الوحيد الذي يوحد الناس في إيران».

تزايد العلمانية في تركيا وإيران

ومن المتوقع أن تؤثر الديناميات الجديدة التي ستطلقها جائحة فيروس كورونا المستجد على ديناميات العلمانية القائمة بين الشباب في دول مثل تركيا وإيران.

ولفت استطلاع «كوندا» إلى أن الجدل العام حول الدين والعلم الذي أثاره الوباء يثير الآن الاستياء المتزايد بالفعل ضد الإسلام التقليدي، وبالنسبة لكثير من الناس لا يمثل الأداء الضعيف لتركيا وإيران في مواجهة الوباء فشلًا سياسيًا فحسب بل يمثل فشلًا ذريعًا للشخصيات الإسلامية الفاعلة التي تهيمن على السياسة في البلدين.

كما أكد الاستطلاع أن كثير من الناس يقرأون عن التطورات التي أعقبت تفشي فيروس كورونا كحالات تثبت فقر الإسلام السياسي وكذلك السرد الإسلامي التقليدي في إيران وتركيا.

عدم الاقتناع بتصريحات علماء الدين الأخيرة عن الجائحة

وأكد الاستطلاع أن رد فعل علماء المسلمين التقليديين في دول مثل تركيا وغيران أيضًا على جائحة كورونا يثير سخطًا شديدًا لدى الناس، فعلى سبيل المثال، صعد العلم باعتباره المرجع الأول ليطغى على الدين للمرة الأولى في تاريخ تركيا وإيران الحديث.

ويعيش ممثلو الإسلام التقليدي، الذين ادعوا لسنوات أن الدين هو علاج لجميع مشاكل الإنسانية، في حالة يأس واضحة من كيفية رد الفعل على أزمة فيروس كورونا، ومع ذلك فإن رواياتهم التقليدية تؤدي إلى ردود فعل قاسية مناهضة للدين.

كورونا يصيب اقتصاد تركيا وإيران بالشلل
 
وقال الاستطلاع أن الحكومتين في إيران وتركيا غير مستعدتين اقتصاديًا لمواجهة أزمة كورونا ونظرًا لعدم امتلاكهما القدرة المالية لضمان رفاهية مواطنيهما، فإن أداتهما الوحيدة من أجل البقاء تتمثل في المطالبة بمزيد من الاستبداد، وقد أصابت الأزمة الاقتصادين التركي والإيراني فعليًا بالشلل.

تأثير كورونا على الأنظمة الدينية
 
أكد الاستطلاع أنه ستصبح الحركات أو الأنظمة القائمة على الدين أقل مصداقية ومن المرجح أن يتم تهميشها، وهناك بالفعل الكثير من البيانات التي تبين أن هذه الجماعات تفسر جائحة كورونا بنوع من التفسير الديني الذي يؤيد تنبؤات هذه الجماعات، ومن المرجح أن يستمر الاتجاه داخل هذه الجماعات في تحويل أتباعهم أكثر تشككًا إلى السببية الطبيعية، ومع ذلك فإن هذا التحول سيجعل من الصعب على الشباب المسلمين والمفكرين والمثقفين البقاء داخل هذه الجماعات.