رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"طوارئ كورونا" تشعل الخلافات بين وزارة الصحة والجيش في إسرائيل

كورونا
كورونا

حالة من التوتر سادت بين وزارة الصحة والجيش الإسرائيلي بشأن مسئولية ملف "كورونا"، حيث تعالت الأصوات التي تريد نقل الملف إلى المؤسسة العسكرية، بعد انتقادات وجهت لـ"سلطة الطوارئ الوطنية".

أصدر مراقب الدولة تقريرًا انتقد فيه أداء وزارة الصحة الإسرائيلية في الأزمة، فيما رد بنيامين نتنياهو، قائلا:"التقرير لا يمت بصلة لقضية فيروس كورونا. فالعالم لم يشهد مثيلا لهذا الحدث خلال المائة عام الأخيرة، بل لا توجد ولو دولة واحدة حول العالم كان بمقدورها التنبؤ أو الاستعداد لتفشي هذا الوباء".

فيما رأى البعض أن رئيس الوزراء نتنياهو قد أسهم في تحقيق قفزة نوعية في أداء جهاز الصحة الإسرائيلي ليتربع ضمن قائمة أجهزة الصحة العشرة الأفضل عالميًا، وقد حسنت مضاعفة ميزانيات الصحة خلال السنوات العشر الماضية إلى حد كبير وضع جهاز الصحة الإسرائيلي، ولكن جائحة كورونا أربكت العالم كله.

من جهة أخرى، دعا قائدان سابقان لـ"سلطة الطوارئ الوطنية" الإسرائيلية، بتسلئيل ترايفر وزئيف تسوك – رام، وكلاهما يحمل رتبة عميد، إلى عدم نقل المسئولية لمواجهة أزمة كورونا إلى هذه الهيئة التابعة لوزارة الأمن، بيد أن الملف مدني في الأساس.

فيما كشف تسوك – رام، وهو الرئيس السابق لـ"سلطة الطوارئ الوطنية"، عن أنه تم إجراء تدريب كبير حاكى سيناريو مشابها لانتشار كورونا، في العام 2018، وظهرت خلاله فجوات خطيرة من حيث الاستجابة المهنية التي يتعين على هذه السلطة توفيرها للمواطنين، والذي يظهر حاليا أيضا. وأضاف أن هذه الفجوات "لم تصحح، والنتيجة تتلاءم مع ذلك".

من ناحية أخرى، دعا العشرات من مدراء الأقسام والوحدات الطبية المسئولين، إلى استبدال مدير عام وزارة الصحة موشيه بار سيمان طوف بسبب إجراءات حماية الطواقم الطبية الذين رأوا أنه غير كاف.
من جانبه رأى رئيس معهد الأمن القومي ورئيس الاستخبارات العسكرية السابق، ضرورة إدخال الجيش الإسرائيلي تدريجيا إلى مواجهة الوباء، طالما أن هذه الخطوة تركز على المجالات التي يتفوق فيها.

قبل أسبوعين أعلن الجيش الإسرائيلي عن استعداده لتنفيذ عملية "شعاع الضوء" للمساعدة في مواجهة تفشي فيروس الكورونا، حيث يتعاون الجيش مع الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى في فرض منع التجول على جميع المناطق الإسرائيلية، كما يستعد الجيش في إطار هذه الخطة لاستنفار قواته الطبية في الخدمة النظامية والاحتياط لمساعدة المنظومة الطبية في مواجهة الفيروس، وفي إطار هذه الخطة بتدريب وتأهيل كتيبتين من قيادة الجبهة الداخلية على عمليات تطهير مناطق واسعة من الفيروس، اعتمادا على إمكانياته في تطهير المناطق من الأسلحة الكيماوية.

وفي الأسبوع الماضي، بدأ الجيش الاستعداد لمساعدة الشرطة في حالة تم الإعلان عن إغلاق تام لمحاربة وباء كورونا، حيث قام بتخصيص ثمانية كتائب- أكثر من ألفي جندي- لهذا الغرض، مع احتمال تخصيص المزيد.

وستأتي الكتائب الثماني- واحدة لكل منطقة مسئولة عنها الشرطة- من قواعد التدريب التابعة للجيش الإسرائيلي، التي توفر عادة قوات مساعدة في أوقات الحرب وحالات الطوارئ الوطنية. وقال قائد عسكري إن هناك استعدادا لمضاعفة عدد الكتائب المخصصة لمساعدة الشرطة إذا اقتضى الأمر، فيما خضع الجنود لتدريبات خاصة لإعدادهم للمهمة المحتملة مع الشرطة.
فيما يواصل الجيش الإسرائيلي أيضا العمل مع نجمة داوود الحمراء لإجراء اختبارات لأشخاص يشتبه أنهم حاملون للفيروس، حيث خصص 150 مركبة عسكرية لمساعدة الطواقم الطبية في نجمة داوود الحمراء لإجراء اختبارات منزلية في جميع أنحاء إسرائيل.

وقال القائد العسكري، إن الجيش يستعد لتخصيص ألف جندي من قيادة الجبهة الداخلية لمساعدة القطاعات السكانية المعرضة للخطر والعالقة في منازلها، وتزويد هؤلاء بالطعام أو الدواء، وقال إن تفاصيل هذه الخطة لا تزال قيد البحث مع السلطات المحلية، لكن هذه الإجراءات ستبدأ قريبًا.