رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«اشتغل من البيت».. مبادرة لإنعاش الاقتصاد

اشتغل من البيت
اشتغل من البيت

مصنعون: نحتاج دعم الدول لخلق مجتمعات صناعية صغيرة
خبراء اقتصاد: خطوة مهمة مع تفعيل نظام التقسيط

وضع فيروس كورونا اقتصاديات دول العالم بأسره في تحدٍ جديد ليحاول الإنسان مواجهة هذا الوباء بكثير من الابتكارات وتطويع أكثر للإمكانيات المتاحة لإنقاذ الاقتصاد والتغلب على ما أصاب الحياة من شلل تام جراء الحظر وصعوبة الحركة بين المواطنين للسيطرة على الفيروس وانتشاره والحد من ظهور حالات جديدة.

ازدهرت الفرصة الآن أمام شركات التجارة الإلكترونية من خلال مبادرة "اشتغل من البيت" لشركة "إيجي جات" التابعة "لصندوق تحيا مصر" لتسويق المنتجات المصرية على منصة مصر الرقمية بالمجان لتحقق ما لم تتوقعه من أرباح بزيادة أعمالها، وما ترتب على ذلك من منحها فرصا متزايدة لتوظيف عمالة جديدة للعمل كوسطاء بين البائع والمشترى بعد توقف حركة التجارة المباشرة بين الزبائن والمتاجر.

في هذا الشأن أكدت الدكتورة ميناس إبراهيم، العضو المنتدب والرئيس التنفيذى لبوابة مصر الرقمية إيجى جيت، أن الواجب الوطنى يفرض على الجميع فى ظل الظروف الحالية الابتكار والمرونة اللازمة لإدارة الأزمة وتجاوزها والعمل على سرعة التعافى منها، من هنا جاءت فكرة مبادرة "اشتغل من البيت".

وأوضحت أن الاتجاه العام للعملاء الآن هو شراء احتياجاتهم إلكترونيا طالما كان ذلك ممكنا وهى ضرورة وفرصة يجب استثمارها، لذلك فعلنا ما يتوجب علينا عمله بإعداد موقع الشركة لاستيعاب الطلب المتزايد من العملاء وكذلك توفير وظائف لتشغيل العمالة، وقد وصل عدد الشركات والأفراد العارضة على منصة صر الرقمية نحو ٥٠٠ شركة حتى الآن وفي تزايد يومي في ظل تنامي حجم التجارة الإلكترونية بنسبة ٧٠٪؜ في العالم كله.

وأضافت: "جميع المعروضات مصرية خالصة تتميز بالجودة العالية وتعرض بالمجان؛ ويحصل الموقع على نسبة خصم تتراوح بين ٥ ٪؜ الى ٢٠٪؜ حسب نوع المنتج المعروض على المنصة، مشيرة إلى أنه تقرر أيضا فتح الباب لعقد دورات تدريبية للشباب عبر موقع الشركة لتدريبهم كوسيط في عملية البيع الإلكتروني؛ وبمجرد اكتمال الأعداد المطلوبة بعد تسجيل بياناتهم سنقوم بالاتصال بهم وإبلاغهم بالمواعيد المخصصة للتدريب أون لاين، حيث يتم تدريبهم على تسويق وعرض المنتجات المصرية وبيعها إلكترونيا وتحقيق دخل إضافى دون الحاجة إلى مغادرة المنزل.

ولفتت ميناس بأن الشركة مملوكة للدولة وتحاول من خلالها الحد من الخسائر التى لحقت بالاقتصاد الوطنى جراء انتشار الوباء عالميًا والعمل على تحقيق معدل أرباح مقبول للمصانع المصرية؛ مؤكدة أن المنصة حاليًا تستهدف السوق المحلية بعد أن كانت تهدف للتصدير.

وأعلنت ميناس أن في ظل الظروف الحالية وحاجة المجتمع لشراء جميع الاحتياجات أونلاين دون الحاجة للنزول من المنزل ستكون هناك اتفاقيات جديدة لعرض المنتجات الغذائية من سلع تموينية وخضر وفاكهة ولحوم ودواجن؛ وجميع المستلزمات الطبية والماسكات والمطهرات والكحول؛ ولتسهيل عملية الدفع الإلكتروني المرتبط بالتسوق الإلكتروني تم الاتفاق مع القطاع المصرفي وبعض شركات الشحن وفوري لتسهيل الدفع على المواطن رافعين شعار "مسكة الموبايل مع إيجي جات.. فرصة دخل لكل بيت".

وأضافت ميناس أن العمل مع المنصة أو التدريب يشمل ذوي الإعاقة دون تحديد نسبة لهم؛ كما أوضحت أنه في ظل الظروف الحالية أتاحت الشركة المادة التدريبية بالمجان لمدة ثلاثة أيام للاستفادة منها.

من جانبه أضاف مهندس شريف محمد، رئيس قطاع التجارة الإلكترونية بشركة "إيجي جيت" التابعة لصندوق تحيا مصر؛ أن المنصة في بداية نشأتها كانت تهتم بالمنتجات اليدوية التي يصعب على منتجيها تسويقها والوصول بها للخارج من مختلف محافظات مصر؛ مضيفًا أن الشركة تقوم بتصوير المنتج بشكل مميز على المنصة وكتابة المحتوى التحريري لوصف المنتج وشحنه للعميل دون مجهود من صاحب المنتج والذي يقوم بتحديد السعر بنفسه.

وعن بعض المعوقات التي قد تواجه عمل المنصة يقول شريف؛ قيام بعض الحرفيين ببيع المنتج دون إخطارنا قد يضعنا في مأزق مع عميل قام بحجز المنتج من المنصة خارج مصر؛ أيضًا لخصوصية المنتجات اليدوية قد يرفض العميل تسلم المنتج لاختلاف أحد ألوانه وليس جميعها معتبرًا إياها غير مطابقة للمواصفات.

وأكد أن من أكثر المعروضات التي عليها إقبال الفرعونية والتربية والسجاد اليدوي؛ وشرح شريف أن الفترة المقبلة تستهدف المنصة الرقمية تدريب المنتجين على طريقة التصوير المحترف للمنتج المعروض وكتابة المحتوى الجاذب للعميل توفيرًا للوقت والمجهود.

في هذا الشأن قال عبدالله عقيد أحد المنتجين والعارضين على منصة مصر الرقمية من أسوان؛ أنه نظرًا لكون محافظة أسوان حدودية بعيدة عن الحضر سوقها محدودة، لذا تم التعاون مع شركة "إيجي جات" لعرض الكثير من المنتجات النوبية للتصدير او لعرضها بمعارض القاهرة الكبرى.

وقال: بدأت العمل منذ ثلاث سنوات بعرض المعروضات على "فيس بوك"، حتى وصل عدد المتابعين الآن ١٥ ألف شخص؛ وبدأنا في تدريب الشباب على الحرف اليدوية وتسويق منتجاتها إلكترونيًا بالتعاون مع المنصة مجانًا.

وأوضح عبدالله أنه قام بعمل أبلكيشن "أرجوندي" خاص بالمجتمع النوبي يضم حتى الآن نحو ١٣٠٠ نوبي يهدف إلى تنبيه كل المجتمع بالمناسبات التي ستقام وتوفير كل الخدمات التي يحتاجها الأشخاص داخل أسوان أيضا يتيح تسجيل بيانات الشباب للتوظيف.

ودعا عبدالله الدولة تبني فكرة خلق مجتمعات صناعية صغيرة للحرف اليدوية لتوفير كل المنتجات بشكل دائم للتصدير لتفادي الوقوع في مشاكل البيع دون إخطار المنصة.

من جانبها شجعت دكتورة بسنت فهمي، أستاذ الاقتصاد فكرة المبادرة مؤكدة انها تساعد على إنعاش الأسواق وحركة البيع وبالتالي الاقتصاد المصري بشرط أن تكون آمنة حتى لا يستغلها البعض في السرقة وغيره؛ لاسيما في ظل الأوضاع المتردية الحالية.