رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عبدالشكور ناعيًا جورج سيدهم: حالة فنية فريدة لا يمكن مقارنتها

جورج سيدهم
جورج سيدهم

نعي الناقد الفني محمود عبدالشكور٬ الفنان جورج سيدهم الذي غادر عالمنا منذ ساعات٬ من خلال منشور له بالفيس بوك٬ قال فيه: "وداعا جورج سيدهم، أحد أظرف الكوميديانات البدناء فى السينما والمسرح، حضور وغناء ورقص وقدرة على أن يترك بصمة وعلامة فى مشهد واحد، وأحد أعمدة فرقة الثلاثى. جورج سيدهم حصل على بكالوريوس الزراعة مثل غيره من الموهوبين الذين لم يعملوا فى مجال تخصصهم مثل عادل إمام وصلاح السعدنى والمخرج محمد فاضل، كان الثلاثى فى بدايتهم مكونا من جورج وسمير وعادل نصيف، تركهم عادل فحلّ محله الضيف خريج الآداب، تبناهم المخرج الكبير محمد سالم.

تابع عبد الشكور:" تبدو موهبة جورج فى الاسكتشات الأولى فى قدرته على تقمص شخصية امرأة بدينة دلوعة وطروب، كان يفعل ذلك بدون ملابس نسائية أو ماكياج أو اكسسوار على المسرح كما فى اسكتش "دكتور.. الحقنى" الشهير، الشخصية لراقصة دلوعة، فى اسكتش آخر شهير كان يؤدى ببراعة دور الريفى الساذج: "أنا الطاااااالب عبمعطى عبحق جاد الحق شراب.. آلووووووووه"، الشاب الأرعن الذى يحلم بحلة محشى رغم أنه كسر قاعدة أرشميدس!.

كانت الكيمياء بين جورج وسمير والضيف مذهلة، يتفاهمون ينظرات العيون، ويضبطون موجات الأداء بسهولة ودون عناء، جورج أقرب ما يكون الى الصخرة الصلبة التى تتكسر فوقها موجات الصخب القادمة من سمير والضيف، حالة فنية فريدة، لا يمكن مقارنتها بأى تجربة أخرى.

وفاة الفنان جورج سيدهم


قدم جورج عروضا بارعة لاتنسى على المسرح فى "حواديت" و"طبيخ الملايكة"، وعزف مع سمير مشاهد أصبحت من أبرز لحظات الضحك فى المسرح المصرى فى "جوليو وروميت" و"موسيقى فى الحى الشرقى" و"المتزوجون" و"أهلا يادكتور"، كان يفرش الإفيهات لزميله بلا عقد أو أنانية رغم تماثل أدوارهما من حيث المساحة. قدم جورج بمفرده مسرحيات كانت أقل بكثير من تجربته مع سمير، ولكنى أبدا لم أجادل فى موهبة جورج وقدراته العظيمة، أنظر إلى مشهده فى فيلم "معبودة الجماهير" وهو يؤدى مشهدا للحب أمام شادية بطريقة توقعك من الضحك، إلقاء صاخب بلا أى إحساس، تذكّر دور عبد العظيم الفتك الذى ذهب ليخطب سيدة من زوجها (صلاح نظمى) فى فيلم "البحث عن فضيحة"، لاحظ قدراته الحركية رغم بدانته فى فيلم "الزواج على الطريقة الحديثة"، دوره القصير اللطيف فى "أونكل زيزو حبيبى"ـ المعلق الكروى كابتن ظريف الذى ينتقل من حكاية إلى أخرى بلا أى رابط، دوره الإنسانى المختلف فى "قاع المدينة"، ودور لاعب الكرة المعتزل على صاروخ فى حلقات "أيام الضحك والدموع" التليفزيونية، ودور الصعيدى صميدة عبد الصمد فى فيلم "كرامة زوجتى"، ودور النصاب فى "غريب فى بيتى"، ودوره الأشهر فى "الشقة من حق الزوجة" لعمر عبد العزيز، كلها صور فى الذاكرة لا تنمحى، مجرد ظهور هذا الكلبوظ الموهوب ولو فى مشهد واحد كما فى نهاية " أخطر رجل فى العالم" كان يملؤنى بهجة وسعادة، جورج سيدهم ابتسامة لا تنسى أبدا..
ربنا يرحمه ويقدس روحه بقدر ما أسعدنا، وبقدر ما تحمل من معاناة المرض الطويل، هذه بطولة خاصة وكبرى لا يدانيه فيها أحد.. بطولة الحياة بعد بطولة الفن.