رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» تحقق في اختفاء أدوية المناعة بسبب كورونا

اختفاء أدوية المناعة
اختفاء أدوية المناعة

حالات الأمراض المناعية: الدواء اختفى في يوم وليلة.. والناس لم تشعر بنا
الصيدليات: بعدما انتشرت أخبار استخدامه لـ"كورونا" سُحب من السوق بكميات
طبيب أمراض الدم: استخدام الدواء دون إشراف طبيب يحمل خطورة كبيرة
الغرف التجارية: تحذر من تناول دواء الملاريا كعلاج
وزارة الصحة: حالة كورونا تخضع لبروتوكول علاجي شامل وليس دواءً واحدًا

حصد وباء كورونا العالمي الآلاف من الأرواح على مستوى العالم، في الوقت الذي تتسابق دول عملاقة على إيجاد حل جذري لهذا الوباء، لتصب كل إمكانياتها من مختبرات وأطباء وباحثين في إيجاد دواء للفيروس المستجد، وعلى رأس هذه الدول الولايات المتحدة والصين وألمانيا وفرنسا.

فيما صرحت بعض شركات الأدوية العالمية، بأن عددًا من الأدوية المستخدمة في علاج أمراض وفيروسات مشابهة للكورونا، مثل "كلوركين" تعطى نتائج إيجابية في علاج الحالات المصابة بالفيروس.

بعدما تناقلت الصحف الأخبار بشأن إمكانية علاج فيروس كورونا بالعقاقير التي تعالج الملاريا كعقار الهيدروكين والبلاكوينيل، لما يحتويه من مادة فعالة تدعى "خيدروكسي كلوروكوين"، والتي يتم إنتاجها في مصر لعلاج الملاريا والروماتويد والذئبة الحمراء والأمراض المناعية، اختفت تلك الأدوية من الأسواق المصرية، نتيجة سحبها بكميات كبيرة من المواطنين، معتقدين أنهم بهذا الدواء في مأمن الإصابة بكورونا.

ورصدت "الدستور" في هذا التحقيق اختفاء دواء "بلايكونيل" وبديله "هيدروكين"، اللذان يستخدمان لعلاج الملاريا والأمراض المناعية مثل مرض الذئبة الحمراء، وتستخدمه أيضًا حالات الروماتويد، ومؤخرًا تم استخدامه ضمن مجموعة من الأدوية لعلاج فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، وذلك من خلال جولة على عدد من الصيدليات في مناطق مختلفة لتوثيق اختفائه من السوق.


صيدليات: "بلايكونيل" وبديله "هيدروكين" غير متوفرين في السوق كله

البداية كانت في إحدى الصيدليات الكبرى في منطقتي فيصل والمريوطية، أكد لنا مسئول عملية البيع أن الدواء غير متوفر منذ بضعة أيام، بعدما زاد الطلب عليه بشكل كبير من قبل الأشخاص التي تتردد على الصيدلية.

واشترك الطبيب الصيدلي في الحديث عندما سمع سؤالنا عن دواء "بلايكونيل" قائلًا: "الدواء غير متوفر في صيدليات عديدة، وتم سحبه بكميات ضخمة من السوق، من الآخر متتعبيش نفسك وتدوري عليه مش هتلاقيه".

انتقلا محررا "الدستور" بعدها لمنطقة المهندسين، ولكن تلك المرة توجهنا إلى نوعين من الصيدليات واحدة ضمن كبرى السلاسل الشهيرة، والأخرى صيدلية متواضعة وبسيطة في إحدى الشوارع الجانبية من المنطقة.

الصيدلية التابعة لإحدى السلاسل الشهيرة، رد الدكتور مقتضبًا دواء "بلايكونيل" غير متوفر، وعند سؤاله عن بديله، جاء رده كالآتي: "بديله دواء هيدروكين ومش موجود اتباع كله؛ بسبب أزمة كورونا واللي حصل، وفي أدوية تانية ناقصة كمان".

على بعد مسافة ليست بطويلة وصلنا إلى الصيدلية الأخرى المتواضعة، وهناك وجدنا علبة واحدة من دواء "هيدروكين"، وأكد لنا الصيدلي أنها الأخيرة بعدما كانت لديه في الصيدلية كمية مناسبة من هذا الدواء، معلقًا: "انتي عندك روماتويد ولا خايفة كورونا، أصل دلوقتي بقى كله بيسأل على الدواء دا، والناس عمالة بتشتريه فاكرة إن دا هو اللي هينقذها من الفيروس".

وتابع الصيدلي حديثه: "إذا كنتي فعلًا عندك مرض مناعي الحقي خديها، بس لو عشان كورونا حرام سيبيها لغيرك؛ لأن المرضى الحقيقين اللي محتاجين الدواء فعلًا عشان حياتهم مش لاقيينه نهائي".

منطقة الدقي كانت وجهتنا الأخيرة، قصدنا إحدى صيدليات المنطقة ولكن دون جدوى في إيجاد الدواء، حتى أنه رد الصيدلي علينا قبل الانتهاء من السؤال قائلًا: "بلايكونيل وهيدروكين مش موجودين، أنا هحط يافطة برة على الصيدلية بأن الأدوية دي خلصانة، عشان أوفر على الناس السؤال".

حالات الأمراض المناعية: لو مموتناش من كورونا هنموت من الجهل وعدم الوعي

بعد التأكد من اختفاء الدواء من الأسواق، تواصل "محررا الدستور" مع عدد من حالات الأمراض المناعية المزمنة، الذين يتناولون هذا الدواء لضمان بقائهم على قيد الحياة؛ لرصد رحلة بحثهم عن الدواء الذي تم اختفاءه من الأسواق بين يوم وليلة.

رانية: احنا بناخد الدواء عشان نوقف هجمات المرض بدل ما تأكل في جسمنا

"احنا لو مامتناش من كورونا هنموت من الجهل"، هكذا بدأت رانية علي، من أبناء محافظة أسيوط، حديثها عن معاناتها في رحلة البحث عن دواء "بلاكوينيل" أو بديله "هيدروكين"، وهو دواء أقراص تتناوله "مروة" ومنتظمة عليه منذ فترة كبيرة من الزمن وفق تعليمات الطبيب الخاص بها.

قبل سنوات من الآن شُخصت رانية على أنها مريضة ذئبة حمراء، وهو إحدى الأمراض المزمنة التي تهاجم الجهاز المناعي للإنسان أو الأنسجة والأعضاء السليمة، ويبدأ المرض تآكل الأعضاء والخلايا بل وتدميرها شيئًا فشئ، تقول مروة: "المانع الوحيد لعدم حدوث السيناريو السيئ لهذا المرض هو تناول دواء بلاكوينيل أو الهيدروكين، هذا هو السبيل الوحيد لعدم تفاقم الأزمة أو تدهور حالتي".

تقول "رانية": "بين يوم وليلة اختفى الدواء، وذلك منذ الإعلان عنه علاجًا لفيروس كورونا وأنا لم أجده في جميع الصيدليات، بحثت في كل الصدليات في المنطقة التي أقطن بها، وبحثت أيضًا في مناطق أخرى، وطلبت من أصدقائي وجيراني وجميع من يعرفوني أن يسألوا أي صيدليات في نطاق عملهم ومنزلهم، ولكن جميع تلك المحاولات باءت بالفشل، وصلت لمرحلة متأخرة صحيًا وأصبحت أتمنى فقط شريط واحد وليس علبة حتى لا تنهش هجمات المرض في جسمي أكثر من ذلك". 

تواصل حديثها بأن هذا الدوء يأخذه أصحاب الأمراض المناعية مثل مرض الروماتيد أو الذئبة الحمراء، وهو دواء لا يمكن الاستغناء عنه وتناوله ليس رفاهية على الإطلاق، مؤكدة أنها تناوله تحت إشراف طبيبها الخاص وبجرعات محددة يقوم هو بتحديدها؛ لأن هذا الدواء يحمل معه أعراض جانبية خطيرة، قد تصل إلى حد تدمير الحواس وأجهزة الإنسان المختلفة".

سليمان: قد تموت زوجتي إن لم نجد الدواء لها 

في البداية قال محمد سليمان الذي تعاني زوجته من مرض الذئبة الحمراء إنه بحث عن العلاج في عدة صيدليات، ولم يستطع إيجاد الدواء ما جعل زوجته في حالة خطرة نتيجة عدم حصولها على علاجها الذي يمنع الذئبة من محاربة مناعتها وصحتها، وبعد بحث مكثف في أماكن وصيدليات عدة استطاع إيجاد علبة من البلاكوينيل.

أصحاب الأمراض المناعية كلهم في خطر، يقولها سليمان مستطردًا أن الوضع خرج عن السيطرة من الناس وأنه لا يعلم سبب شراء الناس لهذا الدواء وهم غير مصابين بأي امراض متسببين في مخاطر صحية لمن يتعالجون به.

وتابع قائلا: "لقد بحثت في كل مكان ولا أعلم بعد انتهاء الشريط الذي استطعت إيجاده ماذا سأفعل لأحصل على الدواء لزوجتي، وعبر بتخوف عن قلقه على حياتها مؤكدا أن مرض الذئبة الحمراء يهاجم المريض وقد يؤدي إلى وفاته إذا لم يتلق العلاج الذي يحافظ عليه.

يضيف: "أشعر بالخوف أن لا أجد العلاج رغم أنه حتى الآن لا علاقة له بعلاج فيروس كورونا وحتى إن أصبح لاحقا علاجا لذلك ماذا سيحدث لمن يتعالجون به هل سيجدونه أم سيصبح الأمر كما هو الآن لا أثر له في أي صيدلية".

طالب "سليمان" الجهات المعنية، بأن يتم صرف هذا الدواء او أي دواء للأمراض المزمنة بالوصفات الطبية فقط، حتى لا يتم شراءها من قبل أي شخص ليس بحاجة إليها، وحتى لا يتعرض أصحاب الأمراض المناعية والروماتويد وغيرهم من الأمراض المزمنة إلى مخاطر قد تصل إلى الوفاة.

بسنت: قد تتعرض حياتي للخطر إذا لم أجد الـ "بلاكوينيل" 

تعاني بسنت أشرف، 37 عامًا وتعمل في إحدى الشركات الخاصة، من مرض التهاب المفاصل أي مرض الروماتويد، وعلى إثره تتلقى علاج "البلاكوينيل" الذي وصفه لها طبيبها؛ من أجل الحد من أعراض الالتهاب نتيجة إصابتها بهذا المرض المناعي.

تقول: لقد بحثت كثيرا عن العلاج ولا أستطيع إيجاده في أي مكان حتى أنني دخلت على "جروبات فيس بوك" أناشد الناس والصيدليات لمساعدتي في الحصول عليه أو حتى على بديل له يحتوي نفس المادة الفعالة ولكن لم أحصل على الدواء. 

"لا زلت على قيد الحياة حتى الآن؛ لأنني أمتلك أربع حبات من الـ "بلاكوينيل"، فهو بمثابة الذهب في ذلك الوقت الذي نعيشه، هذه الحبات متبقية من آخر شريط اشتريته قبل أن تحدث الأزمة ويدخل وباء كورونا مصر، أعتقد أنني إذا مت فسيكون بسبب الروماتيد لا كورونا، أو ربما بسبب الاثنين، فهذا الفيروس هو السبب في اختفاء دوائي".

اختتمت "بسنت" قائلة: " فوضت أمري لله، الناس ليسوا بحاجة للدواء ولا يعانون من أي أمراض أو أزمات صحية ومع ذلك لم يفكروا بالمرضى الذين يتعالجون بهذا الدواء، مطالبة وزارة الصحة أن يكون لها دور في تلك الأزمة مثلما يحدث مع الوباء العالمي، لو تتخذ وزارة الصحة أو نقابة الصيادلة والأطباء أي إجراءات لحمايتنا من فقدان علاجهم وعدم قدرتهم على الحصول عليه".

صيدلي: أتوقع أن تخزينه من قبل الشركات لرفع سعره 

وفي جولتنا على إحدى صيدليات منطقة المهندسين التقينا الدكتور محمد المغازي، صيدلي، الذي أكد أنه منذ إعلان أسماء تلك الأدوية علاجًا لحالات فيروس كورونا والطلب عليها ازداد بشكل مضاعف، موضحًا أنه كان لديه الكمية الطبيعية الذي يستخدمها في الصيدلية حسب طاقتها ومدى السحب على العلاج، مؤكدًا أنه في خلال ساعات تم سحب جميع الكمية من دواء بلاكوينيل وهيدروكين من الصيدلية.

أرجع "المغازي" سبب نقص هذه الأدوية من الصيدليات إلى اعتقاد المواطنين أنهم بتناولهم جرعة من دواء "بلايكونيل" فذلك سيحميهم من الإصابة بفيروس الكورونا، فضلًا عن إيمانهم أيضًا بأن هذا الدواء سيمنحهم مناعة ضد الفيروس، وكل هذه معتقدات خاطئة قد تكلف هؤلاء لأشخاص خسارة صحتهم؛ بسبب ما تتضمنه المادة الفعالة للدواء من آثار جانبية قد تودي بحياة الأشخاصة وتكلفهم الكثير.

يتوقع الدكتور محمد المغازي، أن يكون هناك سيناريوهين لاختفاء دواء "بلايكونيل" وبديله "هيدروكين" من الأسواق، الأول هو أن عددا كبيرا من الأشخاص سحبت كميات كبيرة منه كي تخزنه وقت الاحتياج له مثلما يحدث مع بقية العلاجات الأخرى ولكن الأزمة حدثت مع هذا الدواء بالتحديد بسبب الوباء العالمي، أما السيناريو الآخر الأرجح هو قيام الشركت الكبرى المصنعة للدواء وأيضًا شركات التسويق بـ "تعطيش" السوق من هذا الدواء؛ وذلك من أجل رفع سعره ليصل إلى 300 أو 400 جنيه بدلًا من 90 جنيها كما هو سعره الحالي.

طبيب أمراض الدم: تناول الدواء لغير المصابين قد يسبب فشل في الأجهزة وتصل الحالة إلى الموت 

قال الدكتور أحمد حماد، طبيب أمراض دم ومناعه أن التعامل مع العلاج باستهتار أمر خطير جدا وحصول البعض على دواء الكلوروكين والهيدروكسي كلوروكين بلاكونيل بلا إشراف وتصريح طبي أمر في غاية الخطورة قد يتسبب في فشل في قاع العين أو القرنية ومشاكل في الدم والمناعة ويجب عدم استخدامه من تلقاء الشخص مع نفسه نهائيًا.


وأكد أن هذا الدواء تم علاج مرض الملاريا به ولكنه أيضا يعالج الذئبة الحمراء ونقص المناعة وغيرها من الأمراض المناعية التي تؤثر على حياة الإنسان، ويجب أن يكون هناك مسئولية مجتمعة.

الغرف التجارية: الأزمة عامة مع الأدوية والمستلزمات الطبية

في هذا الصدد أكد حاتم البدوي، الأمين العام لشعبة أصحاب الصيدليات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الأزمة عامة على غالبية الأدوية والمستلزمات العامة؛ بسبب عدم وعي الناس ولجوئهم لسحب كميات كبيرة من الأدوية، وضاربين بكل معاني الإنسانية عرض الحائط، غير مبالين تمامًا بالمرضى الذين قد يفقدون حياتهم؛ بسبب عدم توفر جرعة من دواء أو تأخر ميعادها.

ويضيف "البدوي" أن هذا هو ما حدث بالضبط مع دواء "بلاكوينيل" ودواء هيدروكين"، إذ تم سحبه بكميات من الأسواق من قبل المواطنين، ما أدى إلى اختفاء الدواء وفشل أصحاب الأمراض المناعية في الحصول عليه، نتيجة تخوفات الناس من تفشي الأوبئة والأمراض.

فيما أوضح الأمين العام لشعبة أصحاب الصيدليات بالاتحاد العام للغرف التجارية، أن الغرف التجارية تتابع هذا الأمر مع الجهات المعنية؛ من أجل توفير المستلزمات العلاجية بكميات للمواطنين، فضلًا عن اتخاذ وقفة مع من يستغلون الأزمات من بعض التجار أو الصيدليات أو الافراد، ويجب عدم الحصول على الدواء بدون وصفات طبيه مرخصة.

الصحة: بلايكونيل ليس علاجًا لكورونا.. وتخضع الحالة لبروتوكول شامل من العلاج

أعلنت وزارة الصحة والسكان، أن عقار "بلايكونيل" لا يستخدم في علاج الحالات الإيجابية لفيروس كورونا، وإنما المريض يخضع لبرتوكول علاجي شامل يعتمد على أسانيد علمية محددة، وأن هذ العقار مكون من جزيئات "هيدروكسي كلوروكين"، ويستخدم منذ عقود في معالجة الملاريا، وأمراض المناعة الذاتية مثل الذئبة الحمراء والتهابات الروماتويد أو المفاصل.

كما أوضحت وزارة الصحة والسكان في بيان رسمي صادر عنها، أن العقار مسجل كدواء على قاعدة بيانات الوزارة، وهو دواء بشري فعال، يستخدم في علاج التهاب المفاصل الروماتويدى والتهاب المفاصل مجهول السبب والذئبة الحمامية القرصية، وهو مرض يصيب الجلد والأعضاء الداخلية ومشكلات الجلد التي يكون فيها الجلد حساسًا لأشعة الشمس، والذي يُؤخذ تحت إشراف طبيب لما له من آثار جانبية خطيرة.

وكالة الأدوية الأوروبية: العلاج قد يكون جاهزًا خلال شهر.. واللقاح خلال عام

أعلنت وكالة الأدوية الأوروبية، الائتلاف الدولي الذي يضم 17 هيئة تنظيمية للأدوية، أن هدف الوكالة الآن هو اكتشاف العلاج الفوري لفيروس "كوفيد 19"، من خلال إجراء الدراسات على الدواء المخصص لالتهابات الروماتويد، مشيرة إلى أنه سيعطي في شهر واحد بيانات موثوقة حول فاعليته فى علاج مصاب فيروس كورونا من عدمه، وفي الوقت نفسه تواصل الوكالة العمل على لقاح.

وتابعت الوكالة الأوروبية للأدوية، أن الحصول على لقاح لفيروس كورونا في هذا التوقيت صعب للغاية؛ لأنه أمر يحتاج أولًا إلى بيانات مطمئنة لاستخدام العلاج أو الدوء، فيما تعمل الوكالة الآن على تقييم مضادات الفيروسات المحتملة والأدوية الجديدة المحتملة، الحصول على أوسع التجارب السريرية الممكنة والمتجانسة للاتحاد الأوروبي بأكمله.