رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«للساسة رأي آخر».. خبراء يكشفون كواليس ما بعد انتهاء كورونا

جريدة الدستور

أكد خبراء وسياسيون عرب، أن تأثير فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19" سيمتد لفترة طويلة حتى إن تم التغلب عليه صحيا.

ودعا مجموعة من الخبراء والسياسيين العرب في تصريحات خاصة لـ"الدستور" إلى ضرورة وضع دول المنطقة خططًا واضحة لمجابهة هذا الأمر، وإلى نص حديثنا معهم في هذا الشأن.
- ليبيا.. المكافحة لمنع تفشي الوباء
قال الأكاديمي الليبي باهر العوكلي، إن العالم سيختلف بعد جائحة كورونا، مشيرًا إلى أن ليبيا تتمتع بإمكانيات عديدة منها المساحات الواسعة والامكانيات المتمثلة في النفط والمعادن الثمينة والآثار والثروات البحرية التى لم تستغل حتى الآن.

ويرى الأكاديمي الليبي أن بلاده بعد انتهاء هذه المحنة ستكون أقوى وأشد قربًا من توحيد مواقفها خصوصًا أن الوضع الصحى والوضع الاقتصادي الذي انعكس سلبًا على المواطن البسيط.

وأشار العوكلي إلى أن الدور الأكبر في هذا الأزمة تقوم به المسلحة العربية الليبية وقوات الأمن المتمثلة فى وزارة الداخلية وتأكيد له دور كبير في مجابهة الوضع الحالي المتمثل في حظر التجوال ومراقبة الأسواق ومحاولة ضبط الحدود والتماسك بالإجراءات الصحية التى من شأنها أن تتجاوز ليبيا هذا الجائحة.

وأكد الأكاديمي، أن دول العالم أجمع تسعى الاستفادة من كافة الأسواق الواعدة وتأتي ليبيا في مقدمة هذه الدول باعتبار أنه من السهل جدًا أن تتحول ليبيا لمصدر غير عادي للاستثمار وإعادة البناء وستكون محل إهتمام الدول العظمى وستكون بديل استراتيجي لبعض الدول التى يتوقع ألا تتعافى بسرعه من جائحة انتشار فيروس كورونا مثل إيران وغيرها ستكون بديل جاهز لضخ النفط التي هى قادرة تكون بديل واقعى وعملى فى للمصافي في أوروبا وغيرها من الدول المتقدمة كبديل نتيجة للوقود الناتج من إيران.
- سوريا.. التحسب لمواجهة كارثة جديدة
أكد النائب السوري، الدكتور زاهر اليوسفي، لـ"الدستور"، أن بلاده فيروس كورونا المستجد "كوفيد -19" حجر عثرة في طريق مستقبلها، مشيرا إلى أن مؤسسات الدولة قامت بكل ما يلزم للوقاية منه والتقليل من آثاره وتحضرت بشكل جيد لكل الاحتمالات مستندة إلى إمكاناتها المتاحة وإلى وعي شعبها الصامد.

وشدد اليوسفي على أن سوريا ستتغلب على الوباء مثلما تغلبت على الأعداء وسيكون المستقبل مليئا بالتقدم والتطور بفضل الامكانات الذاتية وعون الأصدقاء الذين لم يقصروا معها، وسيكون الحل السياسي الذي يقرره السوريون أنفسهم نموذجا يحتذى به ويتعافى الاقتصاد حتما بعد طرد الغزاة وسيصبح الجيش العربي السوري مدرسة تتعلم منها كل جيوش العالم.
- أوروبا ما بعد كورونا
من جانبه، أكد الدكتور الفرنسي أنطوان شاربنتييه، الباحث في الشؤون الأوروبية، أن مستقبل فرنسا بعد انتهاء جائحة كورونا لا نستطيع تقييمه لكن التركيز اليوم على محاربة جائحة كورونا.

وأشار إلى أنه سيكون هناك أزمة سياسية في فرنسا وهذا الأزمة كانت موجودة قبل فيروس كورونا ولكنها ستتفاقم أكثر ما بين الطبقة الحاكمة ومعارضين هذا الطبقة أن كانوا من اليمن أو اليمن المتطرف أو من اليسار المتطرف واليوم سيكون هناك جدل كبير سيتغير الأداء السياسي في فرنسا كما فى أوروبا، واليوم الأزمة السياسية ستكون عميقة جدا وتؤدي إلى تداعيات سلبية ممكن تغير الأداء السياسي في الاتحاد الأوروبي.

واقتصاديًا، أوضح الخبير الفرنسي أن الأزمة ستكون بنفس مستوى الأزمة السياسية، مؤكدًا أن الأزمة السياسية والاقتصادية ستكون أصعب من جائحة كورونا أو بنفس الصعوبة على المستوى المعونات، جائحة كورونا أوقفت كل تبادل العمليات التجارية وكان الاقتصاد الأوروبي ضعيف بعض الشئ وجائحه فيروس كورونا وضعته فى حالة جحود عميقة جدا وثقيلة وقد لا تتحملها دول الاتحاد بهذا الشكل.

وأضاف:"نري الان نقص كبير في التضامن بين دول الاتحاد الأوروبي سياسيًا واقتصاديًا واجتماعيًا وحتى معنويًا، رأينا كيف إيطاليا تركت لوحدها وإسبانيا تركت لوحدها واليوم هذا سيخلق مشاكل كبيرة وخصوصًا أن هذا الاقتصاد كان ضعيف ولا يستطيع الانفتاح على بعضه البعض وكل دول الاتحاد ضعيفة فى هذا التوقيت ولا يوجد للاتحاد الأوروبي إلا الخروج نحو الشرق والانفتاح على دول مثل الصين وغرب آسيا وروسيا التي هي اليوم في حالة اقتصادية احسن وافضل من أوروبا.

وعسكريًا، وفقا للخبير السياسي فهو يتبع السياق السياسي والاقتصادي إذا كان الاقتصاد ضعيفًا فإنه يضيف كل شىء وستكون القوي العسكرية ضعيفة بعض الشيء.
-العراق ما بعد كورونا
أكد الدكتور علي التميمي المحلل السياسي العراقي، أن مستقبل العراق بعد زوال جائحة فيروس كورونا، سوف يتأثر سلبيا لأن العراق بلد يعتمد على النفط ولا توجد موارد أخري والنتيجة متوقع أنه يغرق في الديون خصوصًا بعد التقارير الاقتصادية التى تؤكد أن العراق فى السنتين القادمتين لن يستطيع حتى أن يسدد الفوائد لصندوق النقد الدولي والديون الأخرى التي أغرق نفسه بها، مضيفا أن العراق مقبل على ظرف اقتصادي صعب جدا.

وأوضح المحلل السياسي، على المستوى السياسي لن يكون هناك رئيس وزراء قادم بسبب الانقسامات السياسية، وسيبقى عادل عبد المهدي يدير البلاد لفترة عامين

وأكد التميمي أن العراق بعد جائحة فيروس كورونا سوف يشهد تحولات اجتماعية كبيرة تشمل توحد المجتمع وجعله أكثر ترابط وأكثر انسجاما مما كان عليه قبل الأزمة، وبوادر ذلك نشاهده اليوم من التكافل الإجتماعي خصوصًا المساعدات الغذائية والاجتماعية وبناء المستشفيات، جائحة فيروس كورونا أخرجت الشعب العراقي من الطائفية الانقسامات والعراق سيعود إلى المحيط العربي وسيكون جزء من المنظومة العربية.
-لبنان يواجه الأزمة؟
قال الدكتور وفيق إبراهيم، الكاتب والمحلل السياسي اللبناني إن لبنان بعد جائحة كورونا ستبقى أثره الجائحة على لبنان فى الاقتصاد وستغلق داخليًا، وأن لبنان قبل فيروس كورونا كانت فى قلب انهيار اقتصادي ولم يعالج هذا الانهيار.

وأوضح إبراهيم أنه إذا انتهت جائحة فيروس كورونا ستعود بيروت إلى دائرة الانهيار الاقتصادي لان لبنان بلد مديون بأكثر من مائة مليار دولار وكل شيء سيفضل مقفل حتى السياحة ستفضل مقفلة لا أحد يأتي إلى لبنان مرة أخرى.

وسياسيًا، ستبقى الانقسامات السياسية على حالها، وهي انقسامات فيها بعد طائفى داخلي، وأن الصراع الأمريكي الإيراني سيزيد من حدة الانقسامات مما يؤدي إلى عرقلة الحكومة الموجودة الحالية، ولم يكون لبنان القدرة على الدين من الخارج لان لا احد يثق به ولم يعد هناك أموال فائضة لدي الدول الخارجية بسبب أزمة فيروس كورونا.

وأشار السياسي اللبناني إلى أن الحل هو فتح لبنان على سوريا لكي ينفتح لبنان على الأردن والعراق وأن تنتهى الخلافات الطائفية لكي لا تنفجر لبنان داخليًا.
- اليمن محاولات لتجنب الكارثة

أوضح الدكتور الباحث والكاتب السياسي اليمني الدكتور فارس البيل، أن في حال تخلصت اليمن من كورونا، فإن المستقبل السياسي والاقتصادي والعسكري سيكون على سيناريوهين:
الأول أن تسهم هذه الجائحة في تخفيض حدة الصراع وممكنات القوة إلى درجة كبيرة بفعل الخسائر الاقتصادية والمادية وربما البشرية التي ستؤثر على مشاريع الأطراف السياسية وتغير موازين القوى.

السيناريو الثاني: ان يكون تأثير كورونا محدودا وبالتالي تستمر حالة الصراع لكن تدخل الحرب مرحلة الضياع واللاعودة نتيجة انشغال العالم والتحالف والأطراف الدولية بالأزمة الصحية العالمية.. ثم تفرز الحرب قوى متناسلة من أطراف الصراع نفعية تؤدي الى صراعات أصغر وبالتالي تدخل اليمن في دوامة التمزق والانهيار المتوالي للأسف مع فقدان الاهتمام الدولي والتحكم في توجهات الصراع.
- سلطنة عمان.. إجراءات قوية لمنع تفاقم المرض

أوضح الباحث في الشؤون السياسية والعلاقات الدولية العماني الدكتور محمد الفطيسي، أن سلطنة عمان بعد انتهاء جائحة فيروس كورونا فى الجانب السياسي والاقتصادي من المؤكد حالها مثل كثير من الدول ستجد بعض الدول التى وقفت معها فى الأزمة بعض الدول كانت صديقة لسلطنه عمان وقت الرخاء والشدة تخليت عنها.

وأشار الفطيسي إلى أن عمان ستغير نظرتها نحو الدول الأخرى وعلاقتها الدولية مع تلك الدول، على المستوى السياسي النظام الدولي بشكل عام سيتغير نحو اتجاه بعض القوى الدولية على سبيل المثال الصين إذا تمكنت من الخروج من هذا الأزمة ببعض النتائج الإيجابية ستتغير النظام الدولي والعلاقات الدولية، انما على مستوى سلطنة عمان ربما ستظهر لسلطنة عمان من هي الدول التي وقفت معها خلال الأزمة وتعاونت معها والتبادل فى العلاقات معها أثناء الأزمة بما يعنى أنها دعمها ومساعدتها.

وأضاف "من الناحية الاقتصادية افترض أن سلطنة عمان لابد أن تستفيد من هذه الأزمة بنتائج وأوراق رابحة وهى ستغير العديد من توجهاتها الاقتصادية وايضًا نظراتها إلى الاقتصاد الداخلي وجانب إدارة مواردها الاقتصادية".

أما على المستوى السياسي قال الفطيسي إن النتائج ستكون بسيطة جدا ولم يكون هناك تغيير على مستوى الدول بين سلطنة عمان والدول الأخرى حول العالم التغير يكون بسيط جدًا وهو الاستفادة الإيجابية مع العلاقات السياسية.