رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنائس العالمي والمنظمات المسكونية تدعو لمواجهة كورونا في العالم

كورونا
كورونا

دعا ممثلي المنظّمات المسكونيّة الإقليميّة ومجلس الكنائس العالميّ، لمواجهة التحدّيات التي تواجهها المجتمعات حول العالم بسبب جائحة فيروس كورونا المستجدّ (COVID-19).

و لذلك تدعو العالم أجمع إلى إعطاء الأولويّة القصوى لمعالجة هذا الوضع المستجّد، والمساعدة بكل الطرق الممكنة، وتوحيد الجهود لحماية البشريّة والحفاظ عليها، طيلة هذه الفترة.

وقال البيان الصادر لهم: " نحن مدعوون إلى لمس قلوب بعضنا البعض، بما نقوله ونتشاركه، ونفعله – بل وما نعجز عن فعله أيضًا - لحماية الحياة البشريّة، التي خلقها الله بدافع حبّه اللّامتناهي.

وتكريمًا لهذا الحب، من الملّح أن نعمل على تكييّف طرق العبادة والصلاة والشراكة في هذه الظروف الاستثنائيّة الناتجة عن انتشار الوباء، تجنبًا لخطر أن نصبح نحن أيضًا، أدوات لنقل الفيروس بدلًا من نقل النعمة".

وأضاف البيان: يحثّنا إيماننا بإله الحياة أن نبذل قصارى جهدنا لحماية الحياة ولا سيّما من خلال تجنّب نقل الفيروس. فلنشهد لمحبّة اللّه غير المشروطة عبر وسائل صلاة آمنة وعمليّة بغية حماية الحياة البشريّة، وتخفيف المعاناة، وتجنّب أن تصبح كنائسنا واحتفالاتنا الليتورجيّة مراكز لانتقال الفيروس.

وتابع: إنّ الحَجْرَ والانعزال الاجتماعي لا يعني أبدًا الانعزال الروحيّ، هذا هو الوقت المناسب لكي تُعيد الكنائس حول العالم تقييم دورها في المجتمع من خلال تكريس جهودها لخدمة الفقير والمريض والمهمّش والمسنّ – والأكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا.

واستكمل: جائحة فيروس كورونا المستجدّ أصابت عدواها بقاع الأرض كافة، فعمّ الخوف والهلع والألم والمعاناة، ومعها الشكّ والتضليل حول الفيروس وحول ردود فعلنا نحن كمسيحيّين، على الرغم من ذلك، وبفعل أنّنا جماعة إيمان عالميّة نحن نؤكّد أنّه عندما نكون في أقصى درجات ضعفنا نؤمن أيضًا أنّ إلهنا هو مصدر كلّ عزاء ورجاء، وما يعزّينا أيضًا أنه وفي خضّم المعاناة والقصص المأساوية حولنا، تبرز قصص حبّ وعطاء استثنائية، قصص تضامن تبعث الأمل والسلام بيننا بطرق مبتكرة ومفاجئة.

إنّ هذه الفترة الصعبة هي فرصة للتأمّل والتعمّق بمبادئ الخير العام والحوكمة الرشيدة والقيم الأخلاقيّة المتأصّلة في تقاليدنا.

في خضم هذه الأزمة الخطيرة، نرفع صلواتنا على نيّة المسؤولين والقادة والحكومات في جميع أنحاء العالم، ونحثّهم على إعطاء الأولوية للفقراء والمهمّشين واللاجئين الذين يعيشون بيننا.

ومن موقعنا كمسؤولين دينيّين، نرفع الصوت مناشدين ضرورة إيلاء أهميّة أكبر لحاجات المشرّدين والسجناء والمسنّين ومن يعانون من العزل الاجتماعيّ، لاسيّما النساء والأطفال، الذين يتعرضّون للإساءة والعنف، والذين لا يعيشون بأمان في منازلهم، فقد يسوء وضعهم ويعانون المزيد من الإساءات والعنف نتيجة تصاعد حدّة التوتر.

ختامًا، فلنواصل الصلاة من أجل المصابين بفيروس كورونا وعائلاتهم، ومن أجل الطواقم الطبيّة والعاملين في قطاع الصّحة الذين يخاطرون بصحتهم وحياتهم من أجل توفير العلاج والوقاية للناس جميعًا. ودعونا نصليّ أيضًا على نيّة مسؤولي الصحّة العامة آملين أن يتمّكنوا، بعون اللّه وبفضل تعاوننا معهم، أن يحتوي هذا الفيروس ويسيطروا على انتشاره، وأن يعالجوا التداعيات الاجتماعيّة والاقتصاديّة والبيئيّة الحادّة المتوقعة.