رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«باغت رجال الدين والسياسة».. كورونا يخترق الدروع وأسوار القصور

كورونا
كورونا

لا حواجز تمنع فيروس «كورونا» حقيقة أدركها سكان العالم وتسببت في حالة من الفزع مع تفشي الفيروس في كل دول العالم تقريبًا، خاصة مع إصابات شخصيات شهيرة يراها العامة أبعد ما يكون عن الإصابة بسبب حساسية مناصبهم التي توفر لهم الحماية وعدم الاختلاط سواء كانت تلك المناصب دينية أو سياسية أو حتى عسكرية.

الفيروس القاتل لم يمنعه حراس ولا إجراءات، ونجح في إصابة مشاهير حول العالم، وتسبب في وضع قادة وروؤساء ورجال دين ورجال أعمال ورياضيين وفنانين داخل أماكن للعزل بعد الاشتباه في إصابتهم فمنهم من أثبتت التحاليل إصابته ومنهم من أعطى نتيجة سلبية.


كورنا يباغت رجال الدين

في "الفاتيكان" أصيب أسقف يقيم في مقر سكن "بابا الفاتيكان" بالفيروس القاتل، وأكدت وسائل إعلام إيطالية أن الأسقف يعمل في أمانة سر دولة الفاتيكان ومن أقرب معاوني بابا الفاتيكان ويقيم منذ سنوات في بيت "القديسة مارثا" وهو بيت ضيافة فيه شقة صغيرة يستخدمها البابا فرنسيس لتناول طعامه وعقد اجتماعاته الخاصة، الأسقف تم نقله الى المستشفى وعزل المخالطين له وتطهير مكان إقامته وإجراء تحاليل لجميع من تردد على مسكن البابا فرانسيس.

ومنذ إصابة بابا الفاتيكان بنزلة برد الشهر الماضي ويضرب حوله طوق منع العدوى بشكل شديد الصرامة، حيث يتناول الطعام وحيدا في غرفته منذ بعض الوقت على سبيل احترازي، ويمضي الكثير من وقته في شقته وعندما يتنقل داخل مقره يبقي على المسافة الآمنة الضرورية.

وحسب صحيفة «لا ستامبا» الإيطالية أكد مجلس الأساقفة الإيطاليين «أفينيري» الأربعاء أن 67 كاهنا إيطاليا توفوا بالوباء منذ بدء انتشار الفيروس المستجد في ايطاليا.

ونشرت الصحيفة أسماء الكهنة وغالبيتهم متقدمون بالسن، وكتبت الصحيفة أن الكهنة يمرضون ويموتون مثل الآخرين، وربما أكثر من الآخرين.

قصور عاجية اخترقها «كورونا»

ذكرت وسائل إعلام بريطانية، أن أمير ويلز «تشارلز» تأكدت إصابته بفيروس كورونا المستجد الذي أصاب آلاف الأشخاص في بريطانيا.

وأوردت صحيفة «صن» نقلا عن بيان صادر عن إقامة «كلارنس هاوس» الملكية، أن الأمير ظهرت عليه أعراض بسيطة للفيروس، وهو بصحة جيدة واضطر إلى مواصلة العمل من البيت ريثما يتعافى.

ولم يشر البيان الصادر عن مكتب ولي عهد بريطانيا لكيفية إصابته بالمرض، نظرا للعدد الكبير من المشاركات التي قام بها خلال الأسابيع الأخيرة الماضية.

وأعلن في ماليزيا عن دخول ملك البلاد في حجر صحي بعد إصابة 7 عاملين في القصر بفيروس كورونا، ليكون بذلك أحدث زعماء العالم التحاقا بقائمة القادة الذين تحوم حولهم شبهة الإصابة بهذا الفيروس.

وقال مشرف القصر الوطني في ماليزيا أحمد فاضل شمس الدين اليوم إن الملك والملكة قد خضعا لفحص طبي واختبار تشخيصي للفيروس، ويخضعان حاليا للحجر الصحي في القصر، ولن يقبلا أي زيارة أو مقابلة رسمية إلى أن تنتهي فترة الحجر الصحي التي بدأت أمس ومن المقرر أن تستمر لمدة 14 يوما.

كما أعلن في ألمانيا عن الاشتباه في إصابة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بفيروس، وخضوعها لحجر منزلي رغم أن نتائج الفحوص التي أجرتها كانت سلبية، ومع ذلك قررت الخضوع للحجر الصحي والبقاء في المنزل.

وأعلنت إمارة موناكو أن الأمير ألبير الثاني أمير موناكو ثبتت إصابته بفيروس كورونا المستجد، وقال القصر إن الأمير بمقدوره مواصلة العمل من مقرّه الخاص، وأن "وضعه الصحي لا يثير أي قلق، وأوضح البيان الصادر من قصر موناكو أن الأمير خضع للفحوص في بداية الأسبوع، وجاءت النتيجة إيجابية، وكان قبل إعلان إصابة أمير موناكو بأيام أعلن عن إصابة وزير الدولة – يعادل رئيس الوزراء – سيرج تيل بالفيروس.

وكانت معظم دول العالم أعلنت عن إصابة مسئولين بارزين، ففي فرنسا أعلن عن إصابة وزير الثقافة فرانك ريستر بفيروس كورونا، حيث زار – ريستر- البرلمان في الآونة الأخيرة، واكتشف أنه خالط أشخاصا مصابين أثناء وجوده، هناك الأمر الذي دفعه للخضوع لفحوص طبية أكدت إصابته بالفيروس المميت.

وقالت دوائر رئيس الوزراء لوكالة الصحافة الفرنسية إن "القواعد السارية على الوزراء هي نفسها التي تسري على جميع الفرنسيين"، مضيفة أن "قواعد الحذر تطبّق بالنسبة إلى الحكومة".

أيضا، أصيب خمسة نواب واثنان من موظفي الجمعية الوطنية (البرلمان) بكورونا، بينهم نائبتان شاركتا في اجتماعات لجنة الشؤون الثقافية.

وانتقالا من فرنسا إلى البرتغال، فقد أعلن الرئيس مارسيلو ريبيلو دي سوزا فرض حجر صحي طوعي على نفسه من باب الوقاية، معلقا أي نشاط عام له في البرتغال والخارج لأسبوعين.

وعزا دي سوزا قراره إلى احتكاكه بتلاميذ مدرسة في شمال البرتغال، أغلقت لاحقا بعدما ظهرت فيها إصابة بفيروس كورونا المستجد.

وفى بريطانيا أعلنت وزيرة الصحة البريطانية نادين دوريس إصابتها المؤكدة بفيروس كورونا، فيما كانت قد قابلت المئات من الناس في البرلمان الأسبوع الماضي، وحضرت حفل استقبال مع رئيس الوزراء بوريس جونسون.

وفي كندا قال متحدث باسم رئيس الوزراء جاستن ترودو إن الفحوص أكدت إصابة زوجته صوفى بفيروس كورونا، مؤكدًا أن رئيس الوزراء بصحة جيدة ولم تظهر عليه أعراض الإصابة، وأضاف البيان أن زوجة ترودو ستخضع للعزل الصحى فى الوقت الحالى بينما سيبقى رئيس الوزراء فى عزل ذاتى لمدة 14 يوما.

ومن غرب الأرض لمشرقها، مسؤول حكومى بارز في إندونسيا إن بودى كاريا سومادى وزير النقل دخل إلى المستشفى فى العاصمة جاكرتا بعد أن أصيب بعدوى فيروس كورونا.

وقال المسؤول الرفيع المعنى بالدعم الإدارى لمكتب الرئيس إن عائلة سومادى وافقت على إعلان نبأ إصابته مشيرا إلى أن الوزير كان "فى طليعة جهود احتواء تبعات الفيروس القاتل وعنصرا مهما فيها، كما أعلن وزير الداخلية الأسترالي بيتر داتون، إصابته بفيروس كورونا المستجد، وخضوعه للحجر الصحي في المستشفى، بعد عودته من واشنطن حيث التقى ابنة الرئيس الأمريكي ومستشارته إيفانكا ترامب ووزير العدل وليم بار.

وقال وزير داخلية أستراليا، في بيان نشره على تويتر، إنه خضع للحجر الصحي بعد ظهور أعراض الإصابة بالمرض والتأكد من إصابته به، مشيرًا إلى أن حالته الطبية مستقرة.

وفي أكثر الدول الإفريقية تضررًا وصل خطر الإصابة بكورونا الى مرحلة شل الحكومة بالكامل في دولة بوركينا فاسو إذ أصاب عددا من وزرائها بشكل متزامن.

وأوضحت صحيفة لوموند الفرنسية إن بوركينا فاسو هي البلد الأكثر تضررا بوباء كورونا حتى الآن في غربي أفريقيا، حيث توفيت النائبة الثانية لرئيس البرلمان وأصيب خمسة وزراء، إلى جانب الحديث عن إصابة كل من السفير الإيطالي والأميركي، مما أثار غضبا على شبكات التواصل الاجتماعي بسبب ما اعتبر "تراخي" الحكومة في إدارة الوباء.

وكذلك إيران التي تعتبر أكثر دولًا العالم في إصابة مسؤوليها، حيث انتشر الفيروس فيها بشكل هائل، وأصاب عدد كبير من المسئولين في كافة قطاعات الدولة، وأدى في بداية الشهر الجاري إلى وفاة عضو مجلس تشخيص مصلحة النظام محمد مير محمدي، كما أصيب بالوباء علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الإيراني، ومعصومة ابتكار نائبة الرئيس الإيراني لشؤون المرأة، وإيرج حريرجي نائب وزير الصحة الإيراني.

قادة الجيوش.. المدرعات والجنود لا تصد خطر «كورونا»

ومن كبار المسئولين والسياسيين البارزين، الى القادة العسكريين الذين سقطوا في فخ الإصابة بكورونا رغم الحذر الدائم بسبب الطبيعة العسكرية، فأصيب قائد الجيش الأمريكي في أوروبا -إلى جانب عدد من الموظفين- بفيروس كورونا خلال مؤتمر عقد في الآونة الأخيرة.

وقال الجيش -في بيان- إن الجنرال كريستوفر كافولي "يراقب حالته" ويعمل عن بعد في الوقت الراهن.

وقال مسؤول أمريكي إن المؤتمر شمل قادة للقوات البرية، وعقد في مدينة فيسبادن في ألمانيا الأسبوع الماضي. وأضاف المسؤول أنه تم التأكد من إصابة أحد المشاركين الأجانب بالفيروس.

كما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أن الوزير مارك إسبر ونائبه وضعا في الحجر الصحي، بعد تأكيد إصابة 37 من طاقم الوزارة بفيروس كورونا المستجد، وأوضحت الوزارة أن من المصابين بالفيروس 18 عسكريا، وسط مخاوف من تفشي الفيروس في صفوف الجيش الأميركي، وأعلنت وزارة الدفاع أن مختبراتها أجرت آلاف التحليلات خلال الأيام الأخيرة لمعرفة مدى تفشي الوباء في صفوف الجيش الأمريكي.

وفي إيطاليا التي شهدت أعلى نسبة في حالات الوفاة حول العالم، أعلنت وزارة الدفاع إصابة رئيس أركان الجيش في البلاد بفيروس كورونا، بالإضافة الى عدد من الضباط وكبار قادة الجيش الذين تم عزلهم على الفور وإجراء تحاليل بشكل عاجل لكل من خالطهم خلال فترة حضانة الفيروس.

وفي ألمانيا، وضع مفتش القوات البرية في ألمانيا "رئيس الأركان" الفونس مايس، في الحجر بعد أن شارك في مؤتمر عسكري في مدينة فيسبادن الألمانية، ثبت فيه ظهور حالة إصابة.

وأوضح الجيش الألماني، في بيان له، أن هذه الخطوة جاءت بناء على توجيه طبي، وقال مايس: "حالتي جيدة وسأقوم الآن بالعمل من المنزل بدلا من زيارة القوات والارتباطات في برلين".

وكذلك النرويج التي أعلنت وزارة الدفاع فيها، عبر موقعها الإلكتروني، إلغاء وزير الدفاع فرانك باك، لعدد من اللقاءات والاجتماعات المقررة، بعد شكوك في إصابته بفيروس كورونا، ونقلت وكالة بلومبرغ للأنباء عن الوزارة أن "الوضع لايزال غامضًا".

وأضافت الوزارة أنها ستتخذ إجراءات وقائية لمنع انتشار الفيروس حتى التوصل إلى مزيد من المعلومات، وأن وزير الدفاع سيتم وضعه في الحجر الصحي حتى التأكد من إيجابية إصابته أو سلبيتها.

وأعلنت وزارة الدفاع البولندية، إصابة قائد القوات المسلحة الوطنية، الجنرال ياروسلاف ميكا، بفيروس كورونا، وقالت الوزارة في تغريدات على حسابها بموقع "تويتر" إن إصابة قائد الجيش تم تأكيدها بعد عودته من اجتماع لمجلس عسكري عقد في ألمانيا.

وأضاف البيان أن حالة ميكا مستقرة وأن جميع الأشخاص الذين كانوا برفقته في رحلته جرى عزلهم في الحجر الصحي.