رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبير سوري لـ«الدستور»: الجماعات الإرهابية قد تزيد من تفشي كورونا (حوار)

الدكتور كمال الجفا
الدكتور كمال الجفا

كشف الخبير العسكري والاستراتيجي السوري، العضو المراقب بغرفة عمليات حلب الدكتور كمال الجفا، أن الوضع في مناطق سيطرة الجماعات المسلحة والجماعات الموالية لتركيا تشهد تدهورا حادا ما ينذر بوقوع كارثة طبية إذا ثبت وجود فيروس كورونا في هذه المناطق، بعد إعلان دمشق اليوم تسجيل ثلاث حالات جديدة مصابة بفيروس كورونا المستجد.

وأوضح الجفا في حوار خاص لـ"الدستور"، أن الحكومة السورية اتخذت إجراءات قوية لمنع تفشي فيروس كورونا وإلى نص الحوار:

• كيف ستتعامل الحكومة السورية مع فيروس كورونا بعد تسجيل 4 حالات مصابة بالمرض؟

- قبل بداية ظهور أية حالة إيجابية بدأت الحكومية السورية عبر مجموعات عمل ضخمة تم تشكيلها يقودها الفريق الحكومي المصغر برئاسة رئيس الوزراء أولها تأمين المستلزمات الطبية وتجهيز واستنفار المستشفيات السورية وإقامة أجنحة عناية مشددة والبدء التدريجي بوقف شركات الطيران وإغلاق الحدود وثم وقف النقل الجماعي وتعطيل المدارس والجامعات المؤسسات العلمية والخاصة تبعها وقف النقل العام بين المحافظات واقفال الجوامع ودور العبادة كل النشاطات الرياضية والثقافية والحفلات وإقفال المطاعم وحتى إلغاء الأعراس والاحتفالات والاجتماعات الحزبية وتقليص دوام المؤسسات الخدمية.

ترافق مع هذه الإجراءات البدء بتجهيز مراكز عزل خاصة وبدء إعداد كوادر خدمات طوارىء وثم بدء اليوم تطبيق حجز طوعي من السادسة مساء حتى السادسة صباحا.

كل هذه الإجراءات كانت قبل ظهور الحالات الأربعة الإجمالية التي تم تسجيلها رسميا في سوريا بالتالي هي ضمن إجراءات وتعليمات منظمة الصحة العالمية وإجراءات قامت بها معظم دول العالم وخاصة الصين والتي نقلت إلى الجانب السوري عبر سفيرها بدمشق التجربة الصينية التي شهد بها كل العالم
والإجراءات السورية مستمرة، وقد يتم تشديد الإجراءات وتصعيدها وقد يتم الاكتفاء بالإجراءات الحالية حسب سير الخط البياني لانتشار المرض في سوريا والدول المحيطة بها خاصة أن جميع الإصابات حتى الآن من هي وافدة وليست محلية.

• هل تؤثر الميلشيات والجماعات الإرهابية على زيادة تفشي فيروس كورونا في المناطق الموجودة بها؟

- الوضع في مناطق سيطرة الجماعات المسلحة تشهد تسيبا بكل نواحي الحياة فلا مظاهر مؤسسات ولا خدمات ولا منظومة إدارة محلية أو طبية قادرة على إدارة أي كارثة طبية تتعرض لها هذه المناطق لأسباب عديدة أهمها سيطرة جبهة النصرة الإرهابية على كل مفاصل الحياة في إدلب عبر واجهة سياسية فقط وهي حكومة الإنقاذ لكن القرار للأمراء والشرعيين ومعظمهم غير سوريين.

أما في مناطق درع الفرات أو غصن الزيتون فتتحكم بها عشرات الفصائل المتصارعة وهي نتاج مجموعات مرحله من كل الجغرافيا السورية الرافضين للتسويات والمصالحات التي جرت في معظم المحافظات السورية.

• هل يزداد تفشي الوباء في المناطق الحدودية مع تركيا التي يتفشى فيها الوباء ولديها ميليشيات تابعة لها في هذه المنطقة؟

- حتى الآن هناك تعتيم كبير عما يجري في هذه المناطق والمشافي المتواجد في هذه المناطق معظمها ميداني حربي يخدم الأولوية والفصائل العسكرية وهي غير مؤهلة لاستقبال أو معالجة هكذا حالات أن تفشى المرض، وهذه الفرضية واردة بسبب تواجد أعداد كبيرة من المقاتلين الأجانب وعائلاتهم عدا عن انتشار المخيمات بشكل كبير جدا في معظم المناطق الحدودية مع تركيا.

كما نشرت بعض المواقع المعارضة معلومات عن عدة وفيات من أعمار مختلفة تنطبق عليها مواصفات كورونا لكن لا أعتقد أن أي مركز صحي يملك قدرات فحص خاصة بهذه الأعراض ولا يوجد مخابر قادرة على تشخيص الحالة بدقة.

• ما هي أبرز الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة السورية لمواجهة كورونا؟ وهل تتخذ المزيد من الإجراءات الاضافية بعد تسجيل حالات مصابة بالمرض؟

- لازالت الحكومة السورية كما أسلفت سابقا تتخذ يوميا مجموعة من الإجراءات المتشددة التي تحد من انتشار المرض وخاصة البدء بحملات تعقيم مكثفة في مؤسسات القطاع العام والخاص والشوارع ووضع برامج توعية.

• هل يؤثر تسجيل حالات مصابة بكورونا على عمليات الجيش العربي السوري لتحرير باقي المناطق من الجماعات الإرهابية؟

- تم اتخاذ إجراءات مباشرة معمقة ومعقدة تخص المؤسسة الأمنية والعسكرية وتم تأمين ما يلزم لحماية عناصر الجيش والقوات المسلحة وتدعيم الوحدات العسكرية بالمواد المعقمة ومستلزمات النظافة والعناية اليومية والتعقيم.

كما تواجد معظم القطاعات القتالية في جبهات إدلب في مناطق مفتوحة وريفية وغير مأهولة من السكان وبالتالي لا يوجد اختلاط أو تجمعات مع عناصر غريبة ولا يوجد تنقل واختلاط إلا بين الوحدات المتجانسة والمتواجدة في مناطق عملياتها، ومن الممكن أن تبقى الوحدات العسكرية بعيدة عن أي إصابات وبالتالي لن يؤثر ذلك على عمل أو أداء القطعات العسكرية وخططها القتالية فيما لو تم اتخاذ قرار باستئناف العمليات العسكرية بعد جملة الخروقات اليومية التي تقوم بها المجموعات الجهادية ضد مواقع الجيش السوري في أرياف إدلب.