رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ظل كورونا.. خيام الظلام تطفئ عواصم النور

ظل كورونا
ظل كورونا

فيروس كورونا الجديد، لم يهزم أمام كبرى العواصم والمدن الأوروبية، الفيروس غير المرئي لم تقدر عليه أكبر الاقتصاديات في العالم، ووقف شرسا يهددها.

(كوفيد-19) أو كما يسمى كورونا، أطفأ أضواء مدن السعادة، وأغلق أبواب مزارات الأحلام، وعطل رحلات الطيران إلى عواصم الأناقة، فباتت فارغة وخاوية من معالمها، ولكنها تمتلئ بقلوب ودعوات الحالمين بالعودة إلى شوارعها.

• روما.. عاصمة الحياة تتحول إلى مدينة الأشباح

كانت روما دوما حلما جميلا يراود الجميع للتنزه بشوارعها، والانتشاء من مظاهر الحياة والجمال التي تتميز به العاصمة الإيطالية.

روما المشهورة بمسارحها العريقة ومطاعمها العالمية ودور أزيائها، مما جعلها وفقا للتصنيفات العالمية من أكثر 28 عاصمة هامة حول العالم. هي واحدة من أنجح المدن الأوروبية سواء من حيث السمعة أو الأصول. يقع مركز المدينة التاريخي على قائمة اليونسكو لمواقع التراث العالمي؛ فالجميع يحلم برؤية تلك الزخارف التي تمتد على متحف الفاتيكان والكولوسيوم فهي من بين أكثر 50 وجهة سياحية زيارة في العالم، والتي كانت تستقبل 4.2 مليون سائح 4 ملايين سائح سنويًا، كل ذلك غاب وأغلقت أبوابه بسبب "كورونا" وأحتل السواد مكان الحياة والبهجة بشوارع روما، وأغلقت المتاحف أبوابها في وجه الحالمين بليالي روما.

جاء ذلك عندما أصدر رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، قرارًا بإغلاق "كلّ إيطاليا" لمواجهة فيروس كورونا المستجد، والذي دفعت بسببه إيطاليا آلاف الضحايا. وأغلقت روما جميع محلاتها باستثناء الصيدليات وأسواق المواد الغذائية، كما امتلأت المستشفيات بالمصابين بالفيروس، فصارت أقرب منها إلى مدينة أشباح.

• باريس.. عاصمة العطور تتنفس روائح الموت

من لم يفكر يوما في التقاط صورة إلى جانب برج "إيفيل"، فهي صورة كفيلة أن تبث البهجة في الأرواح بمجرد مشاهدتها، فالعاصمة الفرنسية التي اشتهرت بالموضة والعطور، عاصمة الماركات العالمية، والحصول على أول عرض لخطوط الموضة بشكل حصري، لم تعد كما كانت.

بقيت باريس منطقة فائقة الأهمية للعالم أجمع لما يزيد عن ألفي عام، ومع مطلع القرن الثاني عشر، أصبحت مركزًا أوروبيًا للتمويل والدبلوماسية والتجارة والأزياء والعلوم والفنون وأكبر مدن العالم الغربي حتى أوائل القرن الثامن عشر، فإنها تعد واحدة من أكبر المراكز الاقتصادية والثقافية ذات التأثير الهام في السياسة والعلوم والترفيه والإعلام والأزياء والفنون مما جعلها واحدة من مدن العالم الرئيسية.

تمتلك باريس مجموعة متنوعة من المتاحف والمسارح والمعالم الأثرية التي بنيت على مر القرون، مثل برج إيفل وقوس النصر ومتحف اللوفر وقصر فيرساي.

باريس هي إحدى أكبر مراكز الفن في العالم، باحتوائها على عدد كبير من المتاحف التي تضم لوحات لأبرز الفنانين العالميين.

وفي اليوم الثامن على الحجر الصحي في فرنسا، تبدو شوارع العاصمة باريس الخميس شبه خالية من سكانها، بعدما فرنسا صارت ثالث بلد أوروبي متضرر بعد البلدين الجارين إيطاليا وإسبانيا.

ووفقا لموقع فرانس 24، فإن مترو الأنفاق الذي كان ينقل يوميا ملايين المسافرين على خطوطه المختلفة غاب عنه ركابه في باريس سوى بعض ممن خرج للضرورة التي حددتها السلطات في إجراءاتها الرامية إلى تقييد التنقلات.

تعدى عدد الوفيات جراء فيروس كورونا في فرنسا عتبة الألف حيث أعلنت السلطات مساء الثلاثاء الماضي، وصارت فرنسا خامس دولة في العالم من حيث عدد الوفيات بعد الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا.

• نيويورك

لم يتوقع أحد أن الصرح الاقتصادي الأكبر في العالم، وعاصمة الولايات المتحدة الأمريكية –الاقتصادية- تتحول إلى منطقة كوارث بعد تفشي فيروس كورونا بها.

"نيويورك" هي المدينة الأكثر سكانًا في الولايات المتحدة وتعد المدينة أكبر المدن في الولايات المتحدة الأمريكية، والأكثر تأثيرًا في مجالات التجارة والمال، والإعلام والفن والأزياء، والعلوم والتكنولوجيا والتعليم والترفيه.

وتعتبر مدينة نيويورك أحد أهم مراكز التجارة والمال في العالم، فهي عاصمة اقتصادية للولايات المتحدة لكثرة الشركات والبنوك العالمية فيها، ويوجد بها مقر الأمم المتحدة وسوق الأوراق المالية ومؤشر الداو جونز الصناعي.

لم يستطيع هذا الصرح الوقوف أمام الوحش – غير المرئي- الذي هاجم على البشرية دون هوادة ليقضى على العشب واليابس، وكانت أول ولاية تسقط أمام كورونا من حيث عدد الإصابات وعدد الوفيات.

أعلن حاكم نيويورك، أندريو كوومو، أن عدد الإصابات بفيروس كورونا المستجد في الولاية تجاوز 30 ألف حالة، بينها 285 وفاة، استمرارا لتدهور متسارع للأزمة الناجمة عن الوباء.

وقال "كوومو"، في مؤتمر صحفي، الأربعاء، إن حصيلة الإصابات المسجلة في ولاية نيويورك ارتفعت بواقع 5146، الأربعاء، ووصلت إلى نقطة 30811، علما بأن هذا العدد من المتوقع أن يزداد بشكل ملموس خلال الساعات القريبة.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن مدينة نيويورك منطقة كوارث بسبب كورونا، وذلك خلال مؤتمر صحفى، الجمعة الماضية.

وكانت مجلة "نيوزويك" الأمريكية قالت إن إغلاق حكام نيويورك وإلينوي ولايتيهما لإبطاء انتشار فيروس كورونا، بعد ولاية كاليفورنيا يعنى أن هناك قيود معوقة فرضت على ربع الاقتصاد الأمريكي.