رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أصغر مبدع بشهادة فيسبوك: علمّت نفسي بنفسي وحلمي التمثيل في مسرح مصر

أصغر مبدع
أصغر مبدع

مِن رحم المحن تُولد المِنح، ففي الوقت الذي خضع فيه الطفل الصغير فارس شادي لجراحة شديدة الصعوبة لتمديد ساقيه بضع سنتيمترات، زفّت إليه إدارة يوتيوب خبر اقتناصه للدّرع الذهبي الذي يُمنح عند الوصول لمليون مشترك.

واستطاع الطفل الذي أتمّ بالكاد عقده الأول، حين بدأ بقدراته ومواهبه أن يستحوذ على إعجاب مليون و187 ألف متابع وحقق المحتوى الذي ينشره على قناته (فارس شادي) 292 مليون مشاهدة.

ليس ذلك فحسب، بل اختارت إدارة فيسبوك ابن مركز منيا القمح بالشرقية ضمن 70 شخصًا كأصغر مبدع فيديو في الشرق الأوسط وكرّمته تكريمًا يليق به في حفل داخل أحد أشهر فنادق وسط القاهرة.

البداية كانت منذ 4 سنوات، حين كان يقضى فارس مثل كل الصغار وقتًا طويلًا في مشاهدة فيديوهات يوتيوب، وتدريجيًا بدأ يقلّد ما يراه؛ حتى قرر أن يستخدم هاتفه بإمكانياته المحدودة في تصوير نفسه وهو يقلد أحد المقاطع لـ«يوتيوبر شهير»، كان الأمر مجرد لعب بالموبايل لم يكن يتخيل أنه يستطيع، لكنه استطاع وكان هذا الفيديو هو نقطة الانطلاق والتحول في حياة الطفل الصغير.

حين رأى الوالد صغيره يرتقي سُلّم النجاح، شجّعه بنشره له على قناة جديدة على «يوتيوب» تحمل اسمه وكانت المفاجأة في اليوم الثاني، حقق الفيديو نصف مليون مشاهدة ووصل عدد مشتركي القناة 15 ألف.

ربما كان هذا النجاح المفاجئ تحفيز لفارس لاكتشاف نفسه من جديد، فبدأ دون توجيه من أحد رحلة التعلم الذاتي على (يوتيوب) بمشاهدة فيديوهات لتعليم المونتاج وتقطيع الفيديوهات والتصميم.

وبالتوازي مع ذلك، بدأ فارس تأليف اسكتشات كوميدية يقوم هو بتَمثيل كل الأدوار فيها الأم والأب والجدة والطفل، حققت هذه الاسكتشات نجاحات هائلة، خاصة مع نضوب المَواد الموجّهة للطفل المصري.

يقول فارس 13 عامًا، لـ"الدستور": لا أقدم فيديوهات خاصة للطفل فقط، لكن فيديوهاتي موجهة للأسرة المصرية بشكل عام، موضّحًا أن هناك فيديوهات لم يتوقع أنها تحقق مشاهدة عالية مثل فيديو "المانجا"، لكنها خالفت توقعاته وكانت الأعلي مشاهدة حيث تعدت الـ27 مليون مشاهدة حتى الآن.

لم ينكر فارس في حديثه الدور الذي يقوم به والداه والمَجهود الذي يَبذلانه معه: "ماما بتَساعدني بأفكار للفيديوهات وبتساعدني في التصوير وبتوفّر لي الإمكانيات وبابا بيدير القناة وبيرتّب لي كل حاجة".

«سحورة»، كانت شخصية من الشخصيات التي جسّدها فارس في فِيديوهاته حققت نجاحًا كبيرًا، لذلك قرر استثمار نجاحها وعمل قناة منفصلة اسماها "سحورة فى المطبخ " نجحت هي، أيضًا، وحصل بها على الدرع الفضي من يوتيوب، ووصل عدد المشتركين 187 ألف وحققت 22 مليون مشاهدة حتى الآن.

تعرض فارس كونه من قصار القامة لمواقف سيئة كثيرة منها في مدرسته بمنيا القمح التي يدرس بها حتي وصل للصف الأول الإعدادي ومنها ما هو إلكتروني تعليقا على فيديوهَاته في البداية، لكنه دائما يجيد الرد في هذه المواقف مؤمنا بأن كل خلق الله جميل ومن يتنمّر عليه فهو يتنمّر على خلق الله أولًا.

عمليتان جراحيتان لتمَديد الساق خضع لهما فارس لزيادة طُوله بضع سنتيمترات، في الأولى ورغم تعطل القناة وعدم تحديثه لها بفيديوهات جديدة حصل على الدرع الفضّي وفي العملية الثانية حصل على الدّرع الذهبي.

يعبر فارس عن رغبته الشديدة في أن يكون مبرمج حين يكبر، حيث إنه توّج بالمركز الثاني في البرمجة في مسابقة أطلقتها شبكة قنوات كرتون نتورك بالعربية لبرمجة أحد ألعاب الأطفال: «نفسي كمان اطلع ممثل لأني بحب التمثيل ونِفسي أمثل في مسرح مصر أمام أشرف عبد الباقي".