رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«متبعش الميه في حارة السقايين».. مفردات الحارة المصرية

الحارة المصرية
الحارة المصرية

على مين على مين على مين، على مين يا سيد العارفين، متروحش تبيع الميه فى حارة السقايين، كلنا يعرف هذه الأغنية، التى كتبها حسين السيد ولحنها منير مراد، وغنتها شريفه فاضل، وهى أغنية مشتقة من المثل الشعبي، انت جاى تبيع الميه فى حارة السقايين ؟ والذى يأتى دوما من قبيل التهكم من الشخص الأحمق، الذى يدعى الفهم وهو جاهل معتقدا أن من أمامه أغبياء، وأحيانا يقال هذا المثل لشخص مشهود له بالمكر والخداع، إلا أن صاحب المثل يعلم خباياه ونواياه، أو ربما يكون أكثر منه مكرا وخداعا، لذا يبتسم فى وجهه ويقول: متبيعش الميه فى حارة السقايين. ويقال هذا المثل أيضا لشخص غريب جاء ببضاعة ليبيعها فى منطقة تصنع المنتج ذاته، فيعتبره الناس غبيا، فيتنهدون ويقولون هذا المثل تعبيرا عن تهكمهم من حماقته، وحارة السقايين التى انبثق عنها المثل كانت فى منطقة عابدين بالقاهرة.

أما فى الصعيد فكانوا يسمون أصحاب هذه المهنه بالسقاقوة، وتسمى منطقتهم بدرب السقاقوة، جدير بالذكر أن الأدب وإن لم يهتم بشخصية السقا كثيرا إلا أنه لم يهملها تماما، بل كان السقا بطلا فى رواية السقا مات للأديب الراحل يوسف السباعي، والتى عبر فيها عن شخصية السقا وغاص فى أبعاده النفسية والاجتماعية، من خلال نظرته لمن حوله ونظرتهم له، وكما أن حسين السيد بذكاء بفطرى أدخل هذا المثل الشعبى فى أغنيته لكى تبقى وكان له ما أراد، هكذا فعل يوسف السباعى حين جعل عنوان روايته السقا مات مشتق من المثل الشعبى أبوك السقا مات. وهى عبارة شهيرة تتبادر إلى الذهن تلقائيا حين نرى الببغاء. وفى الحقيقه أنا لا اعرف سر هذه العادة من قبل المصريين،لماذا نقول للبغاء أبوك السقا مات، أو جوزها السقا وتبات عطشانه، وقد يستغرب البعض من ضيق الببغاء من هاتين العبارتين، وفى ظنى أن سبب ضيقه يكمن فى تكرار العبارتين على مسامعه مما يصيبه بالملل وكأنه يقول فى نفسه هم البشر ميعرفوش غير الجملتين دول ولا إيه ؟