رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أحمد القرملاوي: «السيد من حقل السبانخ» عزلتني عن «كورونا»

أحمد القرملاوي
أحمد القرملاوي

استغل الكاتب الشاب أحمد القرملاوي في أيام العزلة الإجبارية التي فرضتها الدولة؛ منعًا لتفشي فيروس كورونا المستجد وشرع في قراءة رواية السيد من حقل السبانخ للروائي الكبير صبري موسى، واختياره راجع إلى كون الرواية ضمن لون الفانتازيا، متصوّرًا أن بإمكانها عزله ولو نسبيًّا عما يجرى حوله، لكنْ إذ بها وعلى العكس من تصوُّراته المتسرعة، تغمسه في المزيد من القلق والتخوُّف.

وعن الرواية؛ قال القرملاوي لـ«الدستور» إنها تدور في المستقبل؛ عالم ما بعد الحرب الإلكترونية، التي أفنَت خلالها المجتمعات البشرية المتقدِّمة بعضها البعض سعيًا وراء السيطرة والاستحواذ، تاركةً عالمًا خرِبًا لا يصلح لحياة البشر، ما جعل الناجين من هذه الكارثة يعزلون أنفسهم بداخل قبة زجاجية هائلة الحجم، ويوظِّفون العلم والتكنولوجيا في إقامة مجتمع بشري يعتمد تمامًا على العلم والعقل، ويوفِّر لمواطنيه المتساوين جميع سبل الرفاهة التي يسمح بها التقدم العلمي، بحيث لا يعود هناك داعٍ للتنافس أو للرغبة في الاستحواذ على المزيد، لكنه في نفس الوقت يحرمهم من حرية الاختيار أو التصرف العفوي، فيما تأخذ البطل رغبة مفاجئة في الخروج عن الروتين المرسوم لحياته، فتنطلق الأحداث متلاحقة ومشوِّقة.

ويتابع "ترسم الرواية أحد السيناريوهات المخيفة التي قد يكون العالم مقبلًا عليها لو استمرت القوى العظمى في حرب التسليح البيولوجي والإنهاك الاقتصادي، فالبشرية قد تُفني نفسها بنفسها لو مضَت أبعد من ذلك في طريق التنافس السياسي والاقتصادي، دون النظر للكرة الأرضية كبيت كبير نتشارك فيه جميعًا وتتوجَّب علينا حمايته.

يضيف: "الرواية قد تبدو للوهلة الأولى فانتازيا خفيفة مشوِّقة، مع ذلك يمكن قراءتها على مستويات أعمق من ذلك كثيرًا، ففيها من الأطروحات الفلسفية المباشرة وغير المباشرة الكثير، ما يجعلها مثيرة للتساؤلات ومحفزة على التفكير، لذا أنصح تمامًا بقراءتها حتى في أوقات العزل".

يختتم حديثه قائلًا: "أرجو من الجميع ألا يغادروا منازلهم لغير الضرورة القصوى، وأسأل الله أن ينحسر الوباء وينزاح القلق عما قريب".