رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الحوار لحقوق الإنسان» يحذر من استخدام كورونا سياسيا بدول الصراع

حقوق الإنسان
حقوق الإنسان

حذرت مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان، في تقريره بعنوان "كورونا في ‏دول الصراع "، صدر اليوم الإثنين، من تدهور حالة الحق في ‏الصحة بدول ‏الصراع (اليمن وسوريا وليبيا) واللاجئين الذين قامت الدولة ‏التركية بطردهم على ‏الحدود اليونانية خلال مرحلة تحول فيروس كورونا ‏المستجد (كوفيد-19) إلى وباءً ‏عالمي، وتصاعد احتمالات تفشي الوباء في مناطق الصراع، بسبب ضعف أجهزة ‏الدولة عن تقديم الرعاية الصحية الواجبة خلال انتشار الوباء.‏

ورصد التقرير تحذيرات منظمة الصحة الدولية من توقعها "انفجارًا في الحالات‏‎"‎‏ بهذه ‏الدول خلال الفترة القادمة ودعوتها إلى الاهتمام بالإجراءات الاحترازية بتلك الدول.

وأشار التقرير إلى خطورة أوضاع اللاجئين السوريين بعد قيام النظام التركي ‏بغبعادهم إلى الحدود اليونانية، خاصة واأنهم بلا أي رعاية طبية في مناطق ‏إيوائهم ‏الجديدة، وهو ما يعزز المخاوف من تفشي المرض القاتل مع ‏ظهور حالة إصابات ‏بينهم ويحولهم إلى قنبلة موقوتة تهدد كل دول الجوار، ‏وأشار التقرير إلى وجود أكثر ‏من 40 ألفا من طالبي اللجوء يعيشون في مخيمات على جزر شرقي ‏بحر "إيجه" ‏الخمس، التي وفقا للسلطات اليونانية، تخطت طاقتها ‏الاستيعابية بكثير‎، و‏طالبت منظمة "أطباء بلا حدود" المعنية بتقديم المساعدات الطبية للمهاجرين ‏‏وطالبي اللجوء السلطات اليونانية بإجلاء فوري ‏للمهاجرين من المخيمات على ‏جزرها، نتيجة تصاعد خطر جائحة فيروس ‏كورونا السمتجد، مؤكده أنه سيكون من المستحيل ‏احتواء ‏تفشي الفيروس في مخيمات تشهد أوضاعا كهذه. ‏

فيما أكد المرصد السوري لحقوق الإنسان نقلا عن مصادر ‏طبية في كل ‏من دمشق ‏وحمص واللاذقية وطرطوس، ارتفاع الإصابات ‏التي تم حجرها ‏صحيًا نتيجة تفشي ‏فيروس‎ (COVID-19) ‎إلى 128 ‏حالة، 56 جرى ‏إخراجهم بعد أن كانت نتيجة ‏التحاليل سلبية، فيما لا يزال ‏‏72 في الحجر ‏بانتظار نتائج التحاليل‎، وبينما لم يسجل في اليمن حاليًا أي حالات لوباء كورونا، ‏إلا أن أطراف الصراع ‏في اليمن وخاصة جماعة الحوثي تحاول استغلال ‏انتشار الوباء وتوظيفه سياسيًا، ‏حيث رصد الملتقى قيام مليشيات الحوثي ‏إلى استخدام المساجد لحث الناس على ‏القتال معها والذهاب للموت في ‏الجبهات بدلًا من الموت في البيوت بسبب فيروس ‏كورونا.‏

وخاطبت المليشيات سكانَ المناطق التي تحت سيطرتها، بأن كورونا المستجد ‏مؤامرة أمريكية ‏ضد إيران واليمن، وهذا ورد على لسان وزير إعلام ‏المليشيات الحوثية ضيف الله ‏الشامي، في توجه المليشيات المدعومة من ‏إيران التي تقود اليمن إلى الغرق في ‏مخاطر كورونا من خلال الإجراءات ‏التي تتبعها، وأنشأت مليشيات الحوثي ما أسمته محجرًا صحيًّا في محافظة البيضاء، ‏حشرت ‏فيه نحو 10 آلاف شخص، ويعتبر المكان الذي جمعت فيه ‏المليشيات هذا العدد ‏الكبير من الناس؛ ليس للعزل وللحفاظ على صحة ‏الناس؛ ولكن أيضًا لتجنيد ‏اليمنيين والزج بهم في جبهات القتال.‏

ورصد التقرير محاولات الجيش الوطني السيطرة على الأوضاع وحماية ليبيا من ‏تسلسل الفيروس وموافقته على الهدنة الإنسانية التي دعت لها الأمم المتحدة، إلا أن الشكوك ‏والهواجس تحيط بالعناصر المسلحة التي تقوم تركيا بإرسالها لدعم ‏حكومة ‏الوفاق بعد ظهور مئات الحالات المصابة في تركيا.‏

وانتهى التقرير إلى جملة من التوصيات لمواجهة انتشار فيروس كورونا في دول ‏الصراع وهي:‏
‏‏1- يدعو ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الإنسان الحكومات والمسؤولين ‏في دول ‏الصراع (اليمن - سوريا -ليبيا) إلى التوقف عن ‏الصراعات البينية، والتحلي ‏بالشفافية التامة في الإعلان عن ‏الإصابات بالمرض، واتخاذ التدابير الاحترازية ‏للسيطرة على ‏المرض قبل مرحلة التفشي.‏
‏2- العمل على نشر سبل الوقاية من المرض على أوسع نطاق ‏والتوقف فورا عن ‏خطاب المؤامرة أو محاولة التشكيك في جدية ‏المرض أو استخدامه في الصراع ‏السياسي بدول الصراع. ‏
‏3-‏ دعم جهود منظمة الصحة العالمية في التعريف بأساليب الوقاية ‏الشخصية من ‏المرض وطلب مساعدتها في علاج الحالات.‏
‏4-‏ تسهيل عمل المنظمات والهيئات المعنية بمساعدة اللاجئين وإيصال إجراءات ‏الوقاية ومهمات العلاج بشكل فوري لمخيماتهم.‏
‏5- الاتفاق بين أطراف الصراع في "إدلب" من أجل تسهيل دخول ‏المنظمات ‏الدولية وتقديم المساعدة الطبية والإنسانية لأهالي ‏المدينة.‏
‏6-‏ توفير التمويل اللازم للمنظمات الدولية المعنية باللاجئين حتى ‏تتمكن من ‏توفير المساعدة الطبية لهم لاسيما وأنهم في حاجة ‏شديدة لمستشفيات ميدانية تقدم ‏لهم الرعاية الطبية اللازمة عقب ‏ظهور إصابات بفيروس كورونا المستجد. ‏