أنشودة العام الجديد

شبح يلف اللحن يخنق
الأصوات يخترق الوتين
شبح يلملمُ أذرعَ الشمسِ التى
كانت تغطى.. كل أطواقِ الأنين
نثرَ من الريحِ العبوسِ ملامحًا
فى كلِ وجهٍ تستكينْ
الأرضُ تسكبُ فى
سُباتِ الليلِ أحلامًا
بلا صورٍ.. بلا وطنٍ.. لها لحن حزينْ
وأنا ووحدى غائبان
معى حكايا المتعبين
ومعى عصاىّ..
أهشُ بها على صمتى
خوفَ انحدارِ العمرِ فى تيه السنين
كل المآربِ غادرتنى فى سراديبِ الأنين
ما عادت الأيام تصْدقنى.. ما عادت الذكرى تلاحقنى
أنثى على أعتابِ صحوتها تمزقنى..
وتنثرنى شظايا.. فى عيونِ الراحلينْ
أنا فى بلاد الله سواح قديم
خبزى ترانيم الثكالى
ودموع الناسكين..
قلبى كما الصوفى
يجتزأ الزمان فى
رعشة الروح التى
فى نور خالقها تهيم
ومدامعى فى حجرِ أمى
رغم انشطارى عنها
تعتنقُ الحنين
فى حضرة الطوفان.. فى وجهِ المرافِئ
تطلق الآهات والآنات
تنتحر السنين
وسفينتى غرقى هناك
تستصرخ الأمل المخبأ
للنجاة.. دون جدوى
تستكين..
وحدى على الجودىّ
أُنْشد النورَ الإلهى المبين
يا كل أشباح الليالى
.. يا كل أجناد
الجراح تباعدوا
يا ليل كف حديثك عنى
غطى قيودك.. وارتحلْ..
فأنا بحكم الله أحيا..
قلبى يملؤه اليقينْ.