رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لا تجرب الرب إلهك».. الكنائس تلغي القداسات

جريدة الدستور

وسط إجراءات احترازية تقدمها الدولة المصرية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد والمعروف باسم كوفيد 19؛ ومع مطالبات بإغلاق دور العبادة من الكنائس والمساجد للحد من انتشار فيروس وخاصة عقب إصابة كاهن بالولايات المتحدة الأمريكية؛ بفيروس كورونا المستجد؛ قامت عدد من الكنائس المسيحية بوقف القداسات وخدماتها واقتصاره على الكاهن والشمامسة فيما رأى البعض أن التناول سر مقدس ولايجب التشكيك في الإيمان وترصد "الدستور" موقف الكنائس من إيقاف القداسات بها:



الأرثوذكسية غلق الكنائس وإيقاف القداسات

اجتمعت اللجنة الدائمة للمجمع المقدس برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني صباح اليوم لمناقشة آخر التطورات بشأن موضوع انتشار فيروس كورونا المستجد COVID-19، وأصدرت اللجنة بيانًا، هذا نصه:

"في إطار متابعة الوضع الاستثنائي الذي يمر به العالم هذه الأيام، وكذلك البيانات التي تصدرها تباعًا منظمة الصحة العالمية والتي تظهر الانتشار السريع لفيروس كورونا المستجد COVID-19 في مختلف دول العالم، ومن بينها بلادنا العزيزة مصر، التي يبذل مسؤولوها قصارى جهدهم في سبيل احتواء الوباء، الذي يعد أكبر أزمة صحية خطيرة نواجهها منذ مئات السنين".

ونظرًا لأن التجمعات تمثل الخطر الأكبر الذي يؤدي إلى سرعة انتشار الفيروس، قررت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من منطلق مسؤوليتها الوطنية والكنسية، وحفاظًا على أبناء مصر جميعًا:

- غلق جميع الكنائس وإيقاف الخدمات الطقسية والقداسات والأنشطة.

- غلق قاعات العزاء واقتصار أي جناز على أسرة المتوفي فقط، على أن تقوم كل إيبارشية بتخصيص كنيسة واحدة للجنازات وتمنع الزيارات إلى جميع أديرة الرهبان والراهبات.

- يسري هذا القرار من اليوم السبت 21 مارس ولمدة أسبوعين من تاريخه، ولحين إشعار آخر.

وإذ تُذَكِّر الكنيسة بقول السيد المسيح: "لاَ تُجَرِّب الرَّبَّ إِلهَكَ" (مت ٤: ٧)، تناشد جموع الأقباط في مصر والخارج عدم التهاون إزاء الأزمة الحاضرة، والالتزام بالإجراءات التي تعلنها السلطات المسئولة، للمساهمة بفاعلية في تفادي كارثة تلوح في الأفق، يترجمها تزايد أعداد المصابين بالفيروس والمتوفين في العالم. فليس من الحكمة أو الأمانة أن يكون الإنسان سببًا في إصابة الآخرين أو فقد أحد أحبائه.

وتدعو الكنيسة الجميع إلى رفع صلوات وتضرعات في كل موضع، واثقةً في أن صلواتهم سوف تصل إلى مسامع الرب القدير وأنه سيتحنن علينا ويرفع هذه الضيقة، ويعطي شفاءًا وسلامًا وطمأنينة لكل العالم ويبارك كل الجهود التي تبذل لمواجهة هذا الوباء الذي يهدد العالم كله.

كما نصلي بلا انقطاع لكي ينعم الله على المصابين بهذا الداء بالصحة والعافية وليبارك جهود الأطقم الطبية القائمة على متابعة وعلاج المرضى حتى يتم شفاؤهم.


بولس حليم: اتخذنا الإجراءات القانونية تجاه كنيسة بأمريكا

أكد القس بولس حليم متحدث الكنيسة القبطية الأرثوذكسية أن الكنيسة قامت بتعليق كل أنشطتها وخدماتها التي بها تجمعات.

وأضاف حليم في تصريحات خاصة لـ « الدستور »، أن صلاة القداس الإلهي قامت الكنيسة بعمل أكثر من قداسا على مدار اليوم بحيث يكون اقل عدد متواجد في الصلاة؛ مستكملا: فمع قيام الكنيسة بدورها الصحي والتوعوي بما تتطلبه منظمة الصحة العالمية لمواجهة الوباء.

وعن إصابة كاهن بالولايات المتحدة الأمريكية؛ أكد القس بولس حليم إن القمص يعقوب غالي كاهن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، بالولايات المتحدة الأمريكية؛ مصاب وثبت أن عنده كورونا؛ مضيفا ان هذه هي الحالة الوحيدة وأخذنا الإجراءات القانونية تجاه الكنيسة؛ أما الباقون فلم تثبت أي إصابة بعد وربما تكون أدوار أخرى غير الكورونا.

وكشفت مصادر كنسية مُطلعة في تصريحات خاصة لـ « الدستور »، عن تعافي القمص يعقوب غالى وعودته إلى منزله في الولايات المتحدة الأمريكية.


الأنبا بنيامين: التشكيك في التناول أمر غير مقبول

ومن جهته أكد الأنبا بنيامين مطران المنوفية أن التجمعات غير مستحبة وأن قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، والآباء الأساقفة مجمعين أن خلال الفترة الحالية الكنيسة تبقي على القداسات فقط وأى اجتماعات أو تجمعات غير مطلوبة حاليا.

وأضاف مطران المنوفية خلال فيديو له: إننا نؤمن أن التناول هو جسد المسيح ودمه والمواد نفسها مقدسة ومطهره وغافرة للخطية لذلك التشكيك في طريقة التناول أمر غير مقبول لأننا نتناول جسد قيامة الموت ودم الصليب في الكاس الذي دفع ثمن الخطية بالموت لذلك لايجب التشكيك في سر التناول.
مستكملا: لايجب التشكيك في مادة التناول ولكن نحاول دائما في مثل هذة الظروف فالإيمان رصيد لاينفذ ولابد على الأشخاص تجنب الأشياء الذي تجلب الإصابة مثل عدم استخدام اللفائف وإحضار اللفائف الشخصية.

الكاثوليكية: قداسات بدون شعب

ومن جهته قال الأنبا باخوم النائب البجريريكي لشؤون الإيبارشبة البطريركيّة للأقباط الكاثوليك، إن الكنيسة قررت برئاسة الأنبا إبراهيم اسحق، تعليق الاحتفال مع الشعب في القداسات الإلهية.

وأضاف الأنبا باخوم المتحدث الرسمي للكنيسة القبطية الكاثوليكية في بيان رسمي صدر عن الصفحة الرسمية لمركز الكنيسة الإعلامي على فيس بوك، أن تلك المستجدات مؤقتة لحين إشعار آخر ولن تكون دائمة.

الإنجيلية تبدأ صوم ثلاث أيام

وأما الطائفة الإنجيلية بمصر فأعلنت صوم انقطاعي لمده 3 أيام بدء من غد الأحد وحتى 24 مارس.

وأعلن السينودس الإنجيلى احتياطاته الاحترازيه لمواجهة فيروس كورونا المستجد والمعروف باسم كوفيد 19.

وقال سينودس الإنجيلي في بيانه: "استشعارا للخطر الذي يهدد البلاد وتجاوبا مع الاحتياطات الاحترازية التى تتخذها الدولة وتماشيا مع قرارات رئاسة الطائفة الإنجيلية بمصر، قرر سينودس النيل الإنجيلى المجمع الأعلى للكنيسة المشيخية بمصر من خلال لجنته التنفيذية وقف جميع الاجتماعات العامة بما فيها الأحد والجمعة وجميع الاجتماعات الفرعية والأنشطة واللجان الإدارية لكل الكنائس المحلية على مستوى مجامع السنودس ومؤسسات السنوسية والبنى الإداري السنودس بالأزبكية وتعليق الأعمال الإدارية حتى 31 مارس الجاري.

وأضاف: نهيب بكم جميعا الالتزام بجميع القرارات التى تصدرها الدولة والقيام بالتوعية لسلامة المواطنين، متابعا: "تدعو الشعب الإنجيلي داخل البلاد وخارجها إلى تكريس صوم انقطاع جماعة أيام 22 و23 و24 مارس ورفع الصلوات الشخصية والعائلية من أجل بلادنا وكنائسنا وعائلتنا ونصلي أن يحفظ الرب كل البشرية من هذا الوباء الخطير".



بابا الفاتيكان: الكنيسة تسعى إلى مصالحة الناس مع الله

ألقى قداسة البابا فرنسيس، بابا الفاتيكان عظى، مباشرة عبر الشبكة من القصر الرسولي إلى المؤمنين في ساحة القديس بطرس بالفاتيكان؛ قال فيه: إن الكنيسة تسعى وبشتى الوسائل إلى مصالحة الناس مع الله وهي تضع هذه الإمكانية بتصرف جميع الأشخاص الراغبين بذلك، ومن ينتظرون مغفرته ويحتاجون إلى المحبة والمغفرة؛ وفي هذه الأزمنة الصعبة التي نمر بها نتيجة جائحة كورونا ثمة أشخاص كثيرون، لاسيما المرضى، معزولون عن العالم الخارجي. وإزاء هذا الوضع لا بد أن يدرك المؤمنون مدى غنى التقليد.

وتوجه البابا فرنسيس إلى المؤمنين قائلا إنه يعرف أن كثيرين من بينهم يتوجهون إلى كرسي الاعتراف خصوصا في زمن عيد الفصح، كي يلتقوا بالله؛ وتطرق قداسته الحديث إلى مسألة استحالة توجّه المؤمن للاعتراف في الظروف القاهرة.

وأوضح الأنبا باخوم، نائب بطريرك الإسكندرية للأقباط الكاثوليك، المتحدث الرسمي بأسم الكنيسة بمصر، أن المقصد من رؤية قداسة البابا فرنسيس الثاني، بابا الفاتبكان، من تفسير سر التوبة والاعتراف هي المصالحة أو التوبة، لافتًا إلى أن هذا السر له أركان أساسية وهي فحص الضمير والتوبه والمقصد لها هو أن لا نعود إلى الخطيئة بالإعتراف للكاهن، مؤكدًا أن هذه الأركان هي أساسية فهي الطريقة الطبيعية والوحيدة لسر الاعتراف ولقبول الغُفران.

وأكد « باخوم»، في بيان له، اليوم الجمعة، أن في حالة استحالة وجود الكاهن او الوصول إليه بسبب وباء أو حرب أو غيره؛ يُطبق مبدأ خلاص النفس والذي يتدخل فيه المسيح مباشرةً بدون الكاهن لغفران الخطايا؛ على أن يكون التائب عاقد النية للاعتراف بخطاياه. للكاهن عند زوال سبب الاستحالة.

وأوضح أن هذا استثناء وليست قاعدة لظروف مُعينة؛ مؤكدًا أن المسيح يستخدم سلتطه لغفران الخطايا بطريقة مباشرةً وليس عن طريق الكاهن الذي هو أراده كخادم طبيعي لسر المغفرة، لافتًا إلى أن ما قاله البابا فرنسيس ليست سابقة إنما متواجد في تعليم الكنيسة الكاثوليكية؛ قداسته يُشير اليه مرتين أثناء العظة والذي صُدر عام ١٩٩٧.

الأسقفية: أوقفنا جميع الخدمات بالكنيسة

أما المطران منير حنا مطران الكنيسة الاسقفية بمصر وشمال افريقيا والقرن الافريقي؛ أكد في تصريحات خاصة لـ « الدستور »، أنه تم إلغاء كل خدمات واجتماعات الكنائس الاسقفية الإنجليكانية فى مصر وشمال افريقيا والقرن الافريقى


الأنبا مكاريوس: لايليق أن نستهين بكورونا

أما الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا وأبوقرقاص؛ وجه عدة رسائل للمواطنين بشأن انتشار فيروس كورونا.

وقال الاأنبا مكاريوس عبر صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "فيس بوك"؛ ما زال الحديث يدور حول "وباء كورونا"، ولا يليق بنا أن نهوِّن من حجم الخطر المُحدِق بالعالم؛ فإذا قامت الحروب فلا بد أن نكون مستعدين، وإذا حذّروا من الوباء فلنحذر الوباء، وإذا نبّهوا إلى الزلازل والحريق والبراكين والمجاعات فلنحذر هذه أيضًا، فقد حدثت بالفعل مثل هذه ومات كثيرون، ومنهم قديسون ماتوا بالوباء مثل: القديس باخوميوس أب الشركة، والذي راح يطوف بين المصابين بالطاعون يقدم لهم أنواعًا من العون، مثلما مات "باسيل هانسن" بالجزام وهو يحيا بين المجزومين يعالجهم، وقديسون افترستهم الوحوش، وآخرون ماتوا بطرق مشابهة، ولم ينقص هذا من قداستهم؛ فليس مُهمًّا كيف وأين مات الشخص؟ وكم عاش؟ لكن المهم: كيف عاش ما عاشه من السنين؟.

مستكملًا: اجتمعنا الخميس 19 مارس مع مندوبين عن جميع الكنائس، وشرحنا لهم ما يجب أن يعرفوه عن "كوفيد 19" بالصور والفيديو، من خلال مجموعة من الأطباء والصيادلة والمتخصصين، سواء من جهة نشأته وتطوّره وخطورته، أو كيفية الوقاية من الإصابة به، ثم كيفية التعامل مع الحالات المشكوك فيها، ثم كيف نتابع باستمرار تعليمات وزارة الصحة وتقاريرها وقرارات الحكومة.

مضيفًا: لقد لاحظتُ خلال الأيام القليلة الماضية أنه، بينما ارتعب البعض، وخاف البعض الآخر، وتوجّس البعض الثالث، فإن هناك أشخاصًا لم يهتزّوا ولم يقلقوا، وتعاملوا مع الأمر ببساطة شديدة.. تُرى ما هو السبب في ذلك؟ هل هي عدم المبالاة، أم الإيمان القوي والثقة في الله، أم ماذا؟

واستكمل: عندما تحاورت مع بعضهم حول الأمر قالوا: نحن بنعمة المسيح مستعدون، لسنا قديسين، ولكننا منتبهون أننا قد نموت في أي وقت بأسباب متعدّدة، ومع ذلك فإننا نأخذ احتياطنا، أولًا لأن أجسادنا وزنة يجب أن نحافظ عليها، كما أن إهمالها قد يُحسَب نوعًا من الانتحار، ثم إننا -وإن كُنّا لا نخاف على أنفسنا- لا نريد أيضًا أن نكون سببًا في نقل الفيروس لآخرين.

وأضاف: يمكننا أن نفهم موضوع المرض، والموت، والجوع، والآلام، والظلم، والتجارب، والخسائر، أنها ليست المنتهى، بل هي تزكّينا، فإن الكثير من المؤمنين نالهم الكثير من هذا، بل يعلمنا الكتاب المقدس أنه «بضيقاتٍ كثيرَةٍ يَنبَغي أنْ نَدخُلَ ملكوتَ اللهِ».

وذكر أن: مع ذلك يجب ألّا ننادي ونؤكد في هذه الظروف على أنه موعد مجيء المسيح، فإذا لم يجئ فقد تحدث انتكاسة عند المؤمنين بعد مرور هذه المحنة، مثلما حدث كثيرًا على مدار التاريخ؛ إن التحذير والترهيب وحده قد يقود إلى العناد أو اللا مبالاة، كما أن التهوين والتبسيط في المقابل قد يُفضي إلى التساهل والتراخي، وإنما التعقُّل والتوازن في مثل هذه الظروف هما الاختيار الأمثل.

واختتم الانبا مكاريوس رسائله، بالصلاة قائلًا نسال ونطلب من صلاحك يا محب البشر، بارك بلادنا مصر، واحفظ شعبك من كل سوء، ومن كل شر، وشبه شر. احفظ العالم من الوباء، والغلاء، والفناء، والغريق، والحريق، ومن سبي البربر، ومن قيام الهراطقة. نشكرك لأنك أتيت بنا إلى هذه الساعة سالمين بغير ضرر. اذكر يا رب الجادّين، واذكر كذلك المتهاونين. اذكر الذين أُصيبوا بهذا المرض في أَّي مكان بالعالم، أعطهم شفاءً عاجلًا. واذكر المضطربين والذين فقدوا سلامهم، والذين استخف بهم الشيطان. واذكر من فضلك الذين يوجدون في أماكن خطرة. عُل الكل، واعبر بنا هذه الأيام بسلام؛ فاذكر يا رب رئيسنا وحكومتنا وقراراتهم، وأرشدهم لما فيه خير هذه البلد الطيبة مصر، والتي باركتها، وعنها قلتَ: «مبارك شعبي مصر». بارك جميع العاملين بوزارة الصحة، وجميع الأطباء والمتطوّعين، وكل من له تعب في هذه الأيام، عوِّض الجميع أجرًا سمائيًا واذكر جميع الذين طلبوا منّا أن نذكرهم في صلواتنا. واذكر كنيستك وشعبك، وأعطِ نعمة لأبينا البطريرك البابا تواضروس الثاني، وسائر الآباء.

الأنبا رافائيل ينفي منشورًا نسب إليه

ونشر رواد التواصل الإجتماعي منشورا نسب للأنبا رافائيل أسقف عام كنائس وسط القاهرة، ينادى فيه بعدم الخوف من الفيروس والنزول إلى الشارع وجاء عنوان " تحذير شديد اللهجة من الأنبا رافائيل.. الشيطان غير الطعم وبلعناه" الأمر الذي نفاه الأنبا رافائيل الأسقف العام عبر صفحة كنائس وسط القاهرة، قائلا إنه غير مسئول عن أي كتابات منسوبة إليه إلا ماهو وارد على هذه الصفحة كنائس وسط القاهرة وما يرسله بنفسه على تطبيق اورثوذكسي.

أما الأنبا إسحق أسقف طما؛ أكد في بيان له على تأجيل اجتماعات المجلس الأكليريكي وبث مباشر لخدمة مدارس الأحد وذلك على خلفية الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا.