رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ترجمة رواية «حزن غير محتمل» للكاتب بيتر هاندكه

حزن غير محتمل
حزن غير محتمل

صدرت عن دار العربي ترجمة رواية "حزن غير محتمل" للكاتب النمساوي بيتر هاندكه، الحاصل على جائزة نوبل في الأدب العام 2019، وقد ترجمتها من الألمانية إلى العربية هبة شريف، وصمم الغلاف عصام أمين.

ويتصدر الترجمة تقديم للدكتور عبد الغفار مكاوي جاء فيه: "يندر أن نجد أديبا من أدباء الغرب المعاصرين تراوحت آراء النقاد ومواقفهم منه بين الهجوم الضاري إلى حد القسوة والعدوان، والثناء والإطراء إلى حد التمجيد والإشادة بالتفرد والعبقرية، كما حدث ويحدث مع الأديب النمساوي بيتر هاندكه".

وصدرت رواية "حزن غي محتمل" للمرة الأولى عام 1972، وكما يقول عبد الغفار مكاوي فإن الكاتب حرص فيها على البعد بقدر استطاعته عن ذاته وعن مشكلاته الخاصة، وإن كان لم ينجح في ذلك كل النجاح، إذ نجد على الدوام في شخصية أمه البائسة وتجارب حياتها القاسية آثارا لا يستهان بها في سيرة حياته الشخصية.

في هذه الرواية تراود هاندكه مع السطور الأولى الهواجس اللغوية التي دارت حولها مسرحيته "كاسبار" عن علاقة التطابق المزعومة بين اللغة وبين الواقع الظاهر والباطن، والغريب – كما يقول مكاوي- فإن هذه الهواجس تستغرقه طوال الثلث الأول من الرواية بحثا عن أنسب لغة يمكن أن تملأ الفجوة الفظيعة بين اللغة والواقع.

هذا العمل يتابع أحوال أم الراوي في مراحل حياتها ومرضها المختلفة في عبارات شاعرية مكثفة تتوالى بغير ترتيب أو نظام، إذ كان الوصف بالنسبة إليه مجرد عملية تذكر، وتسجيل هذه العملية من خلال الاقتراب من الصيغ اللغوية المناسبة استطاع أن يكسبه نوعا من الشعور بالرضا عن حالات الخوف التي انتابته بحيث نتج عن متعة الفزع متعة التذكر.

وهذه الرواية هي نعي طويل لوالدة المؤلف، وفيها يبدأ هاندكه حكاية قصتها منذ البداية، منذ أن كانت طفلة صغيرة تعيش في الريف تحت سيطرة أبيها، إلى امرأة ناضجة هاجرت إلى المدينة لتنطلق وتعيش حرية جديدة عليها، امرأة قوية الشخصية لكنها مع نهاية أيامها تبدأ بالانهيار وتكتب إلى ابنها محاولة أن تجد طريقة للعودة إلى ما كانت عليه.. فهل تنجح في هذا؟

ولد بيتر هاندكه عام 1942 وحصل على العديد من الجوائز الأدبية: جائزة جيرهارت هاوبتمان 1972، الجائزة الدبية من ولاية شتايرمارك 1973، وجائزة شيلر من مدينة مانهايم 1973، وجائزة أمريكا في الآداب 2002، وجائزة زيجفريد أونسلد في العام 2004، وجائزة فرانتس كافكا 2009، وجائزة جورج بوشنر 2019، وصدرت الترجمة الأولى من رواية "حزن غير محتمل" عام 2003 في سلسلة آفاق الترجم- الهيئة العامة لقصور الثقافة، أما ترجمة دار العربي فهي محررة ومعدلة.