رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الصحة أم الأمن".. كيف سيوثر "فيروس كورونا" على خطط الجيش الإسرائيلى؟

الجيش الإسرائيلي
الجيش الإسرائيلي

لا يسمح دخول أي جندي في الاحتياط أو أي إسرائيلي إلى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية سواء مكاتب كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي أو غرف العمليات أو وحدات خاصة، إلا بعد التأكد أنه لم يكن خارج إسرائيل في الأسابيع الأخيرة، وليس لديه ارتفاع في درجة الحرارة، ولم يختلط مع مريض خلال الفترة الأخيرة.

حالة الطوارئ التي تعيشها إسرائيل بشكل عام في كافة نواحي الحياة؛ بسبب فيروس كورونا تتضاعف داخل المؤسسة العسكرية، من حيث التشديد في الإجراءات على الضباط والجنود.

كان قد دخل جميع الجنود العائدين من الخارج، حتى من الدول غير الموجودة على قائمة الدول التي تعاني جرّاء انتشار فيروس الكورونا، في الحجز المنزلي لمدة أسبوعين، وذكر مصدر عسكري في تل أبيب أن قيادة الجيش الإسرائيلي قررت إنشاء مراكز طبية داخلية عسكرية قادرة على استقبال عشرات الجنود في حال انتشار فيروس الكورونا داخل الجيش بصورة واسعة، كما تقررت إعادة تنظيم التدريبات في سلاح الاحتياط وكذلك أعمال الصيانة، وتم إلغاء مناورة مع الجيش الأمريكي.

من ناحية أخرى، فإن الخطة متعدد السنوات المعروفة باسم "تنوفا" التي وضعها رئيس الأركان أفيف كوخافي، والتي تم تأجيلها ثلاث مرات بسبب الجولات الانتخابية، يبدو أنها تواجه الآن أزمة كبيرة في تنفيذها، وهي الخطة التي وضعها "كوخافي" لتطوير أداء الجيش الإسرائيلي عن طريق إلغاء بعض الألوية "أغلبها برية" واستحداث ألوية أخرى "أغلبها تكنولوجية واستخباراتية"، والهدف منها تحويل الجيش الإسرائيلي إلى جيش "ذكي" أي منظومة بجنود أقل وتقنية أكبر.

فمن ناحية هناك أزمة اقتصادية سببها فيروس "كورونا"، والتي بطبيعة الحال ستنعكس على تمويل الخطة متعددة السنوات، وكان الجيش الإسرائيلي قد نجح في الدفع قدماً بعدد من المشاريع بواسطة زيادة ملياري شيكل مرة واحدة وافقت عليها الحكومة الانتقالية. لكن الآن، وبعد ظهور "كوفيد 19" الذي يتطلب ميزانية كبيرة للقطاع الطبي بيبدوا أن الجيش الإسرائيلي سيواجه أزمة في تنفيذ خطته حالياً، على الرغم من أن للأمن أولوية خاصة لدى إسرائيل التي تنفق 70 مليار شيكل كميزانية له في السنوات الأخيرة.

ومن المتوقع أن يستمر "كوخافي" في الدفاع عن خطته الطموحة، ولكن بشكل عام كما يبدو أن الاحتكاكات العسكرية في العالم كله تراجعت في ضوء التهديد من "كورونا"، وبات العالم وإسرائيل يولي الصحة الآن الأولوية.