«اختبار الموت».. متطوعون ماتوا بعد اختبار أدوية جديدة

بدأت، أمس الاثنين، أولى الاختبارات السريرية لتقييم لقاح صمّم خصّيصًا لعلاج فيروس «كورونا» على متطوعين (غير مرضى)، حيث بدأت الولايات المتحدة أولى هذه الاختبارات لتقييم المصل الجديد.

من ناحيتها، أقرّت الصين الثلاثاء، إجراء التجارب السريرية على أول لقاح يتم تطويره لمكافحة فيروس كورونا الجديد بعد أقل من 24 ساعة على تجارب مماثلة في واشنطن.

◘ في هذا التقرير نرصد أبرز التجارب السابقة لأدوية تم تجريبها على البشر ونجحت وكذلك أهم الحالات التي فشلت ومات أصحابها:

أبرز التجارب السابقة لأدوية جربت على البشر ونجحت:

• تجربة جيمس ليند الذي وجد الدليل سنة 1747 على أن عصير القوارص يشفي من مرض الأسكربوط، فقد جرب هذا الطبيب على مجموعات من الملاحين المصابين بهذا الداء عددًا من المواد الحامضة انطلاقا من الخل حتى عصير التفاح، وتبين له في النهاية أن المجموعة التي تناولت عَصيري الليمون والبرتقال قد تعافى أفرادها من هذا المرض بعد ستة أيام فقط من بداية العلاج.

- في أواخر القرن الثامن عشر، قام إدوارد جينر بملاحظة ودراسة ساره نيلمس حلابة البقر التي أصيبت بالجدري سابقا ووجدت بعد ذلك محصّنة ضد المرض؛ لأنها كانت قد أصيبت بحمى جدري البقر (cowpox)، فاستنتج جينر أن أخذ مواد من جلد المصابة وحقنها بشخص آخر لإصابته بنفس المرض سيولد مناعة مستقبلية ضد مرض الجدري وذلك لأن هذا المرض هو مشابه للجدري، لكنه أقل خطورة.

طوّر جينر اللقاح الأول مستند على هذه النتائج بعد جهد طويل، قام بحملة تطعيم استمرت إلى أن أعلنت منظمة الصحة العالمية استئصال الجدري من العالم في 1980.

◘ أبرز التجارب التي فشلت ومات أصاحبها:

-جامعة مينيسوتا وتجربة عقار الـSeroquel:
في 2003 أجرت جامعة مينيسوتا تجربةٍ سريرية على دان ماركينجسون حيث كان يعاني من الأوهام، وتم تشخيص حالته على أنها فصام (سكيزوفرينيا)، وتم إدراجه في تجارب سريرية لاختبار 3 أنواع من أدوية السكيزوفرينيا وهي (السيروكويل والريسبريدال والزيبريكسيا).

لكن أخْذه جرعة (800 ملغ) من السيروكويل زاد من حدة الأوهام التي يعاني منها بشكل سريع، واستجابةً لذلك حاولت والدته أن تخرجه من البرنامج ولكن تمَّ رفض طلبها من قبل إدارة الجامعة، لم تدرِ والدته ما سبب الرفض في البداية ولكنها أدركت أخيرًا أن مشاركة ابنها في الدراسة تكلف 1500 دولار.

ساءت أوهام ماركينجسون طوال فترة الدراسة إلى أن انتحر في النهاية، وكتب في مذكرة انتحاره لقد "كنت مبتسمًا وأنا أخوض هذه التجربة".

◘ مأساة تجربة فرنسا الحيوية:
في يناير 2016، طلبت شركة فرنسية 128 متطوعًا سليمًا لتجربة عقارٍ جديد يعالج القلق الناتج عن السرطان والشلل الرعاش (مرض باركنسون) لم تحدث أي أعراض جانبية في الجرعات الصغيرة، لكن بعد زيادة الجرعات في الأسبوع الثاني، تم إرسال 6 من المشاركين إلى الطوارئ.

وبالرغم من أن 5 من ضمن الـ6 استقرت حالتهم، إلا أن الأطباء توقعوا أن يُصاب البقية بتلفٍ في الدماغ وإعاقات ذهنية، فقد مات واحدٌ منهم بالفعل.

◘ تجربة عقار CAR-T لعلاج (اللوكيميا):

كان من المقرر أن يقوم العقار بمهاجمة الخلايا الخبيثة حتى يقضي عليها، كما كان من المتوقع لآلية عمل العقار أن تنجح، حتى أنَّ العلماء علَّقوا عليها آمالًا للقضاء على اللوكيميا، لكن الآمال تحطمت بعد وفاة ثلاثة مرضى بالغين باللوكيميا، وكان ذلك بعد تجربة العقار عليهم جراء تورم في الدماغ في يوليو 2016، واعترف ممثلو الشركة المصنعة للدواء أن العقار يسبب تسمُّمًا للأعصاب ويؤثر على جهاز المناعة.