رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المشاركون في الفعالية يتحدثون لـ«الدستور»: نفضح التعنت الإثيوبي

الفعالية
الفعالية

نظمت الجالية المصرية بالولايات المتحدة الأمريكية، وقفة أمام البيت الأبيض، لحث الإدارة الأمريكية على بذل المزيد من الجهود لدعم مفاوضات سد النهضة، وإجبار إثيوبيا على التوقيع على اتفاق ملء وتشغيل السد.
وأطلقت الجالية المصرية بالولايات المتحدة، مؤخرًا، حملة إلكترونية للتوقيع على مذكرة وتوجيه رسالة مفتوحة إلى الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، لحثه على تفعيل مفاوضات السد بين مصر وإثيوبيا والسودان، لضمان الحقوق المشروعة لمصر فى نهر النيل ومنع أى أضرار محتملة للسد يمكن أن تؤثر فى حياة ووجود أكثر من ١٠٠ مليون مواطن مصرى، يعيشون على طول الشريط الضيق لوادى النيل والدلتا فى ظل أن مناخ مصر شديد الجفاف «٩٥٪ منها صحراء»، وتستمد ٩٧٪ من مياهها من نهر النيل، وليست لديها أى مصادر أخرى للمياه.
وشهدت مفاوضات سد النهضة بواشنطن تعثرًا فى اللحظات الأخيرة، بعد إعلان إثيوبيا عن تغيبها عن الجولة الأخيرة التى كان مقررًا لها يومى ٢٧ و٢٨ فبراير الماضى.
«الدستور» التقت عددًا من المشاركين فى الوقفة، للحديث عن أهدافهم، وخططهم المقبلة، ورؤيتهم للتعنت الإثيوبى فى ملف سد النهضة.

شيرين النجار: سنضغط على أعضاء الكونجرس لإجبار إثيوبيا على توقيع الاتفاق

قالت شيرين النجار، متخصصة فى المناهج التعليمية والتعليم العالى بالولايات المتحدة الأمريكية، إن المصريين فى أمريكا يشعرون بحالة من التوتر إزاء «الأزمة الوجودية لبلدنا الأم مصر»، مشيرة إلى أن المفاوضات استمرت نحو ٦ سنوات بين إثيوبيا ومصر دون نتيجة، وزادت سوءًا بعد رفض الجانب الإثيوبى التوقيع على اتفاق سد النهضة الذى وضعته الإدارة الأمريكية.

وأضافت أن تلك الأزمة أمن قومى بالنسبة للمصريين يهدد وجودهم ومستقبلهم وحياتهم، خاصة أن النيل يعد شريان الحياة لمصر والمصريين و«لبلدنا حقوق أزلية ومشروعة فى النهر»، مشددة على أن الشعب المصرى أكثر المتضررين من السد، وأكثر من السودان الشقيق.

ولفتت «شيرين» إلى أن الجالية المصرية تثق فى تأييد الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، حقوق مصر فى النيل، خاصة مع إعلان إثيوبيا عن رفض بيان وزارة الخزانة الأمريكية، الأسبوع الماضى، بشأن السد المزمع انتهاء بنائه وتشغيل المرحلة التجريبية منه خلال الفترة المُقبلة، مشيرة إلى العلاقة الوطيدة بين القاهرة والإدارة الأمريكية.
واستنكرت الرفض غير المبرر من الإدارة الإثيوبية توقيع اتفاق سد النهضة، مشددة على أن الإدارة المصرية يجب أن تستفيد من هروب إثيوبيا من المفاوضات لتقوى مركزها مع الجانب الأمريكى على أن يكون الهدف إجبار أديس أبابا على عدم البدء فى عملية ملء السد قبل الوصول إلى اتفاق مرضٍ لكل الأطراف.
وقالت شيرين: «نحن المصريين حاملى الجنسية الأمريكية لنا دور أساسى فى الضغط على دوائر صناعة القرار فى الولايات المتحدة، والإعراب عن استيائنا من الجانب الإثيوبى، ومن هنا كان لا بد من التجمع والتكاتف مع وطننا الأم للتعبير عن رفضنا القاطع مواقف أديس أبابا، وتأكيدنا أهمية الدور الأمريكى فى حل المشكلة والوصول إلى حل مُرضٍ يراعى مصلحة المواطن المصرى، وحقه التاريخى فى مياه النيل».

وأضافت: «فوجئنا بعد الإعلان عن الوقفة الاحتجاجية بتوافد المصريين من كل الولايات المتحدة من خلال وسائل النقل الممكنة من رحلات طيران وباصات وسيارات و(أوبر) ليظهروا معدنهم الحقيقى، ويأتوا ضاربين عرض الحائط بالتحذيرات من التجمعات خوفًا من فيروس كورونا المتفشى، مؤكدين أهمية المصالح الوطنية المصرية التى لها أولوية قصوى فى ظل تنصل إثيوبيا من التزاماتها».
ولفتت إلى عدم التزام إثيوبيا بوعودها بعدم الإضرار بمصالح الدول الأخرى فى عملية بناء وملء السد، منوهة بتصريح وزير الخارجية الأمريكى، مايك بومبيو، الذى أعرب فيه عن خيبة أمله من مقاطعة الجانب الإثيوبى جلسة المفاوضات الأخيرة، مؤكدة أن واشنطن تشاطر الجانب المصرى فى وجهة النظر.
وقالت: «لا يوجد خيار أمامنا كمواطنين أمريكيين من أصول مصرية سوى الضغط على أعضاء الكونجرس الأمريكى واستغلال علاقاتنا الطيبة مع أصدقاء مصر فى الإدارة الأمريكية للوصول لاتفاق عادل، خاصة أننا فى أمريكا قوة لا يستهان بها فى العمل العام بالمجتمع، ولنا قدرة على التأثير بشكل قوى لمساندة وطننا الأم، وقررنا الاتحاد من كل الولايات الأمريكية شرقًا وغربًا للإعراب عن رفضنا الموقف الإثيوبى وتأييد موقف مصر من المفاوضات ولحث الإدارة الأمريكية على الإسراع فى حل أزمة سد النهضة قبل ملء السد».

نشأت زنفل: الدور القوى لأبناء الجالية يظهر دائمًا فى اللحظات الصعبة

توقع نشأت زنفل، عضو الاتحاد العالمى للمواطن المصرى بالخارج بالولايات المتحدة الأمريكية، أن تأتى مثل تلك الوقفات بالنتائج التى ينتظرها الشعب المصرى، حيث إن الإدارة الأمريكية ستستمر فى الضغط على إثيوبيا لتوقيع الاتفاق الذى كانت قد صاغته واشنطن.
وقال إن المصريين بالخارج عامة وبالولايات المتحدة على وجه الخصوص لهم دور بارز فى مساندة الدولة المصرية فى كل القضايا، مشيرًا إلى أن هذا الدور القوى لأبناء الجالية المصرية بالولايات المتحدة يظهر دائمًا فى اللحظات الصعبة والمواقف الحاسمة.
وأضاف: «لعل وقوف أبناء مصر فى الخارج كظهير للدولة المصرية اتضح بشكل كبير فى دعمهم الرئيس عبدالفتاح السيسى فى زياراته الخارجية، حيث كانت الوقفات رسالة واضحة تؤكد أمام العالم الخارجى الدعم الهائل للرئيس».
وواصل: «اليوم يضرب أبناء الجالية المصرية بأمريكا مثلًا جديدًا فى دعم قضايا وطنهم الأم مصر، وذلك فى الحفاظ على حصتها من الماء».
وتابع: «مشاركتنا فى الوقفة، للتنديد بالموقف الإثيوبى الرافض الاتفاق الأمريكى لتشغيل وملء خزان السد، تأتى استمرارًا لدورنا الثابت المدافع عن حقوق الشعب المصرى وأجياله المتعاقبة، وتأكيدًا لأهمية دور المصريين فى الخارج».

هابى هلال: المصريون توافدوا من شتى الأنحاء لدعم الوطن الأم
شدد ‏المهندس هابى هلال فهمى، رئيس مجلس إدارة شركة سياحة فى نيويورك، على أن الشعب المصرى فى الوطن الأم يعتبر نهر النيل مسألة وجودية لأكثر من ١٠٠ مليون شخص متمركزين على طول الشريط الضيق لوادى النيل والدلتا الذى لا يتعدى أكثر من ٧٪ من مساحة مصر الكلية معتمدين بشكل كامل على مياه النيل فى حياتهم.
وقال إن المصريين بالولايات المتحدة الأمريكية توافدوا من كل الجهات لأماكن التجمع المحددة للانتقال عبر الأتوبيسات وتجميع أكبر عدد ممكن للوصول إلى مكان التجمع أمام البيت الأبيض، محاربين الذعر من انتشار فيروس كورونا فى كل دول العالم، وإعلان حالة الطوارئ الأمريكية، وذلك لمساندة وطنهم الأم فى أزمته، ومدافعين عن حقوق مصر التاريخية فى مياه النيل، إيمانًا منهم بأهمية مؤازرة الموقف السياسى المصرى فى المفاوضات بين أطراف القضية والضغط على الإدارة الأمريكية للإسراع فى حل الأزمة.
وأشار إلى وعد الرئيس الأمريكى، فى مكالمته الأخيرة مع الرئيس السيسى، بشأن استمرار الدور الأمريكى الفعال فى الوساطة وإقناع الجانب الإثيوبى بحقوق مصر الشرعية فى نهر النيل والالتزام بالمواثيق الدولية، مشددًا على أن ذلك «خطوة مهمة يجب الاعتماد والبناء عليها فى الفترة الراهنة».
أمجد مكي: مظاهرة أخرى أمام البنك الدولى خلال الأسبوع الجارى

قال أمجد مكي، أحد أعضاء الجالية المصرية فى واشنطن، إن المصريين فى الولايات المتحدة احتشدوا للوقوف بجانب وطنهم الأم، متمنين أن تقوم الإدارة الأمريكية بالإسراع فى حل الأزمة قبل ملء سد النهضة. 

وأضاف أن الجالية المصرية قررت تنظيم وقفتين خلال الأسبوع الجارى، أولاهما أمام البيت الأبيض لحث الرئيس الأمريكى ترامب، كصانع قرار، على الإسراع فى الضغط على الجانب الإثيوبى لعدم التنصل من المفاوضات، والثانية أمام مقر البنك الدولى الذى يُعدّ أحد الشركاء التنفيذيين فى برنامج بناء سد النهضة، لافتًا إلى أن تلك الوقفات رمزية، وتعبر عن موقفنا من هذه القضية التى ستؤثر فى مستقبل المياه فى الوطن الأم.
وأشار إلى أن الجالية المصرية فى أمريكا تقدر بنحو مليون مصرى، وتمثل ١٠٪ من إجمالى الجاليات المصرية بكل دول العالم، «ومن هنا يجب أن نستفيد من عددنا واتحادنا لمؤازرة حقوق وطننا الأم ومساعدته فى حل الأزمة، خاصة أننا نمثل جزءًا كبيرًا من منظمات المجتمع المدنى بالولايات المتحدة الأمريكية ونعمل بمناصب جيدة تمس دوائر صنع القرار الأمريكى». 
ولفت إلى أن الإدارة الأمريكية والبنك الدولى كان موقفهما داعمًا بشكل كبير لمصر فى الاجتماعات الأخيرة التى اعتذرت إثيوبيا عن عدم حضورها، مشيرًا إلى أن «الوقفات توجه نوعًا من التقدير والاحترام للإدارة الأمريكية والبنك الدولى وتؤكد أيضًا دور مصر التاريخى والسياسى والاقتصادى فى قلب القارة السمراء، وتعبر عن استيائنا الشديد من وصول علاقة بلدين بإفريقيا لنوع من الجفاء بعد كل تلك السنوات التى قامت فيها مصر بمساعدة كل الشعوب الإفريقية فى نيل حريتها».


علاء سرحان: وجهنا رسالة للرأى العام الأمريكى حول تعنت أديس أبابا

ذكر الدكتور علاء سرحان، أحد أعضاء الجالية المصرية فى الولايات المتحدة الأمريكية، أن الوقفة أمام البيت الأبيض تدل على أن المصريين سواء فى الداخل أو فى الخارج يقفون يدًا واحدة فى قضية مياه نهر النيل المصيرية للشعب المصرى، لافتًا إلى أن «الهدف والرسالة من الوقفة أن نوضح للإدارة الأمريكية أن تلك القضية مصيرية للشعب المصرى، وكذلك نحاول إيصال رسالة شكر للإدارة الأمريكية على تدخلها والقيام بدور الوساطة بالاشتراك مع البنك الدولى للوصول إلى حل عادل يرضى كل الأطراف، بجانب توصيل رسالة للرأى العام الأمريكى بحقيقة التعنت الإثيوبى فى عدم إكمال المباحثات».
وقال «سرحان» إن الوقفة عرضت الحقائق والأمور الفنية المتعلقة بتسلسل الأحداث فى تلك القضية، حيث طالب المشاركون الإدارة الأمريكية والبنك الدولى باستكمال الدور المحورى المنوط بهم فى الوساطة، خاصة أن «قضية نهر النيل قضية شعب وأمة ووطن وليست فقط قضية الحكومة والقيادة السياسية».
وشدد على أن الجالية المصرية تساند الإدارة السياسية المصرية وتدعم الحكومة، لافتًا إلى دورها فى التحرك لمساندة الشعب المصرى المهدد من التعنت الإثيوبى.
ورأى أن الجالية المصرية بأمريكا تستطيع القيام بدور مهم جدًا فى حث الولايات المتحدة على استكمال الوساطة فى قضية مياه النيل، خاصة أن الجانب الأمريكى شريك مهم جدًا للقاهرة.
وذكر أن القيادة السياسية المصرية قامت بدور كبير جدًا فى المباحثات والمفاوضات بشأن قضية النيل، ثم جاء دور الوساطة قبل أن يتنصل الجانب الإثيوبى من التزاماته فى النهاية.
ورأى «سرحان» أنه حان الوقت لظهور دور «الدبلوماسية الشعبية» الذى يؤكد أن الشعب المصرى سواء داخل القطر المصرى أو خارجه له وزن كبير جدًا فى حل القضية، وإيضاح ملابساتها للعالم، وذلك لإيجاد حل عادل، خاصة مع المساندة العربية والدولية لحق مصر التاريخى فى مياه النيل.