رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المتحدث باسم الجيش الليبى: 4 كيلومترات فقط تفصل قواتنا عن دخول طرابلس (حوار)

المسماري
المسماري

أشاد المتحدث الرسمى باسم القيادة العامة للجيش الوطنى الليبى، اللواء أحمد المسمارى، بجهود مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى فى حل الأزمة الليبية وشرح طبيعة المعركة التى يخوضها الجيش ضد الإرهاب أمام المحافل الدولية.
وقال «المسمارى»، فى حواره مع «الدستور»، إن الهدنة الحالية مع ما تسمى «حكومة الوفاق» هشة وتعانى منذ يومها الأول، بسبب إدراك المجموعات الإرهابية أن أى اتفاق سيحدث سيسفر عن إنهاء وجودها، وبالتالى فإنها لا تسمح باستمرار أى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضاف أن تركيا تواصل إدخال المرتزقة والمعدات العسكرية إلى البلاد، عبر رحلات مدنية، ٢٠٪ من حمولاتها ركاب عاديون مدنيون، والـ٨٠٪ المتبقية مرتزقة وأسلحة، كما تستغل الهدنة فى إدخال بواخر إلى موانئ فى غرب ليبيا محملة بالمستلزمات العسكرية أيضًا.

■ بداية.. فى ظل الاشتباكات التى زادت حدتها فى مناطق بطرابلس.. هل يمكن أن نقول إن الهدنة قد انتهت؟
- الهدنة منذ يومها الأول تعانى، فهى هشة جدًا، بسبب المجموعات الإرهابية التى تدرك أن أى اتفاق سيفضى إلى إنهاء وجودها، وبالتالى لا تريدها، ولن تسمح بأى اتفاق لوقف إطلاق النار، وإن وافقت فهى توافق بشكل ظاهرى لتسعى من وراء ذلك لكسب مزيد من الوقت لنقل مزيد من الأتراك والسوريين والمرتزقة إلى البلاد.
ونحن يوميًا نتعرض لضربات وقصف بالمدفعية والطيران المسير، ولكن الخميس الماضى كان الأمر مختلفًا تمامًا، حيث وقعت اشتباكات فى كل محاور العاصمة طرابلس، وفى منطقة بوقرين شرقى مصراتة، ودمرنا ٨ أهداف تركية مهمة، منها محطتا رادار فى مصراتة ومحطة دفاع جوى، وكذلك مجموعة من العربات والمدرعات المسلحة. ومن جهتنا لا نستطيع أن نقول إنه لا توجد هدنة، لأننا ما زلنا نأمل فى تحقيق شىء عن طريقها.
■ لماذا تأخر حسم معركة طرابلس رغم وجود أحاديث كثيرة على مدار الشهور الماضية عن قرب دخول العاصمة من قبل قوات الجيش الوطنى؟
- أولًا: لأن معركة طرابلس تختلف، فهى معركة غير تقليدية، لا نستطيع استخدام التكتيكات العسكرية فيها، من التمهيد المدفعى والتمهيد بالطيران وقصف الأهداف المختارة، فهى مدينة كبيرة جدًا، سواء من ناحية المساحة أو من ناحية الكثافة السكانية، لذا نستخدم الجنود بشكل فردى للدخول.
ثانيًا: التدخل التركى له آثار سلبية على سير المعركة والقوات المسلحة، بدعم الطرف الآخر بالقناصات والمدرعات والطائرات المسيرة والمقاتلين والخبراء والمستشارين وآلاف الإرهابيين، وبالتالى المعركة مكتوب لها أن تطول بالتأكيد. ولكن هناك نقطة مهمة يجب ذكرها وهى تقييم ما تم إنجازه خلال عام فى معركة طرابلس مقارنة بمعركة بنغازى، التى حررناها فى ٤ سنوات أو درنة التى حررناها فى ٣٣ يومًا أو سرت، التى استغرقت ٣ ساعات، أو الهلال النفطى الذى استغرق ٦ ساعات أو الجنوب الغربى الذى استغرق أسبوعين، ما تحقق حتى الآن إنجاز كبير، فنحن دخلنا العاصمة ويبقى مركزها.
■ هل هناك سقف زمنى تضعه القيادة العامة للقوات المسلحة الليبية لاقتحام مركز طرابلس؟
- لا، الأمر يختلف كليًا عن المعارك التقليدية، ولهذا لا نستطيع وضع فترة زمنية، كنا فى البداية نحاول التقدم مع المحافظة على أرواح المدنيين وممتلكاتهم والبنية التحتية، وهذا الأمر كان خطيرًا جدًا، فقد كلفنا وقتًا وخسائر كثيرة فى الأرواح وفى جنودنا، لأننا لا نستخدم أسلحة ثقيلة فى التمهيد مثلما يفعل الطرف الآخر، الذى يستخدم القناصات والتقنيات العسكرية الحديثة التركية.
■ لكن هناك من يقول إن التأخر فى دخول قلب العاصمة يصعب حسم المعركة؟
- الليبيون لا يريدون الهدنة واعتبروها خطأ، ونحن لدينا معركة سياسية أخرى، بجانب مهمتنا العسكرية، وبالتالى وجب علينا الاستماع لكل الأصدقاء والأشقاء، فذهبنا إلى الهدنة، وحسم معركة طرابلس مسألة وقت، لأننا نتحدث عن قلب العاصمة، فنحن على بعد نحو ٤ إلى ٥ كيلومترات من مركز العاصمة، وهذه المسافة تحت نيراننا.
■ كيف تواصل تركيا جلب الإرهابيين متعددى الجنسيات والمعدات والذخائر والخبراء لصالح ما تسمى «حكومة الوفاق» فى ظل الحظر الجوى؟
- كل المرتزقة وأغلب المعدات يتم إدخالها عن طريق رحلات مدنية تتبع شركات أجنبية وليبية وإفريقية، وتضم هذه الرحلات ٢٠٪ ركابًا عاديين مدنيين و٨٠٪ مرتزقة، وبعضها يحمل السلاح، ومن الصعب استهداف طائرات مدنية، كما أن الأتراك استغلوا الهدنة فى إدخال بواخر إلى موانئ فى غرب ليبيا، محملة بالأسلحة، لكنها أسلحة غير متطورة أو ذات كفاءة عالية مقارنة بالأسلحة المتطورة الأخرى فى العالم، وعندما رصدناها فى ميناء طرابلس خلال إنزال ذخيرة قصفناها، وكذلك عندما تم تركيب معدات عسكرية فى مطار معيتيقة دمرناها، وكذلك الأمر فى مطار مصراتة. فالأمور تسير بشكل جيد، ونحن ننتظر فى أى لحظة الإعلان رسميًا عن انتهاء الهدنة، وبعد ذلك سيكون الحسم قريبًا.
■ ما رأيك فى اختيار ستيفانى ويليامز مبعوثًا مؤقتًا للأمم المتحدة خلفًا لغسان سلامة؟
- ليست لنا علاقة بالأمر، وإذا صارت البعثة على أسلوب سابقيها من المبعوثين فالنهاية معروفة، وهى الاعتذار كما فعل «سلامة» الذى دخل من الباب الخطأ.
■ ماذا عن الدبلوماسى الجزائرى رمضان لعمامرة الذى تدرس الأمم المتحدة ترشيحه؟
- نحن نتمنى فى القيادة العامة أن يكون المبعوث إفريقيًا، وليس من دول الجوار، حتى لا يحسب على أى طرف من الأطراف فى ليبيا، نحن نعلم أن ليبيا تعانى أزمة كبيرة جدًا، ففى طرابلس يتحدثون عن التدخل المصرى، وإذا تم تكليف مبعوث مصرى سيرفض الطرف الآخر أى نتائج، وكذلك المنطقة الشرقية لا تريد مبعوثًا من تونس أو الجزائر وستكون هناك مشكلة كبرى، وبالتالى كلما كان المبعوث من دولة إفريقية أخرى غير دول الجوار سيكون أفضل، وحتى لو تم اختيار مبعوث من تشاد أو النيجر أو السودان سيحسب على طرف ما، وستكون هناك ذريعة، وهو ما يؤدى فى نهاية المطاف لإطالة أمد الأزمة، وستكون النتائج صفرية بجانب خلق شماعة لتعليق الأخطاء عليها.
■ ما رؤيتك للمسار العسكرى؟
- المسار العسكرى أهم من المسارين الآخرين الاقتصادى والسياسى، ونحن قدمنا شروطنا فى المباحثات السابقة ٥+٥، على رأسها انسحاب المرتزقة السوريين والأتراك من ليبيا بشكل كامل وحل الميليشيات، وننتظر رد البعثة الأممية عليها، والحرب على الإرهاب وتنظيمى داعش والقاعدة منفصلة تمامًا عن هذا المسار أو أى اتفاق أمنى أو سياسى.
■ هناك من ينتقد جلوس الجيش الليبى للتفاوض مع ميليشيات طرابلس فى جنيف؟
- أولًا: نحن لم نجلس مع ميليشيات فى جنيف، ومن حضر من جانب فايز السراج، رئيس حكومة الوفاق غير المعترف بها، هم بعض الضباط الذين لا يتبعون وحدات الميليشيات، وهو اجتماع يشبه ما حدث فى محادثات القاهرة لتوحيد المؤسسة العسكرية، إذ كان حوارًا ممتازًا جدًا، والأشقاء المصريون بذلوا جهودًا جبارة، وأنا كنت عضوًا فى هذه المحادثات ووصلنا إلى توحيد المؤسسة، وكل ما توصلنا إليه تم تسجيله، وحين وصلنا إلى نقطة الميليشيات والقائد الأعلى للجيش حدث خلاف، هم متمسكون بأنهم ليسوا ميليشيات وأنهم عبارة عن مجموعات مسلحة رغم أنهم فى حقيقة الأمر مجموعات خطيرة، ولا يوجد مسمى آخر لهم فى التعريف العسكرى سوى ميليشيات مسلحة، وفايز السراج حاول شرعنتها وأعطاها رتبًا عسكرية، وهناك كثير من المتطرفين فى المنطقة الغربية التحقوا بها، وكذلك الذين لديهم ميول لفكر تنظيم الإخوان الإرهابى.
كما أننا لم نجلس معهم على طاولة واحدة، بل جلسنا مع الأمم المتحدة، ممثلة فى مبعوثها السابق غسان سلامة، على حدة. وأعطيناه شروطنا بالكامل وقلنا له: «إذا وافقتم عليها سنذهب إلى وقف إطلاق نار، وإذا لم توافقوا عليها سنعلن بدء إطلاق النار».
■ ماذا كان الرد؟
- لا إجابة حتى اللحظة، إذ طلب «سلامة» من كل فريق الرجوع إلى قاعدته للتشاور فى شروط كل طرف، كما أنه طلب من الوفدين الجلوس معًا، ووافق وفد القيادة العامة فى حين رفض الطرف الآخر.
■ هل توافقون على بدء المسار السياسى بشكل فعلى بالتوازى مع باقى المسارات الأخرى؟
- لدينا إيمان بأنه لا يمكن نجاح أى حوار فى المسار السياسى أو الاقتصادى قبل حل الأزمة الأمنية، لأن التوصيف الصحيح لأزمة ليبيا أنها أمنية نتجت عنها أزمات أخرى كثيرة، إضافة إلى أن الحل السياسى يحتاج للذهاب إلى دستور وانتخابات، فكيف يمكن الذهاب إليهما فى ظل وجود جماعات إرهابية وبندقية مرفوعة بصفة غير شرعية؟
■ هل الأزمة الأمنية تنتهى مع حسم معركة طرابلس؟
- لا، الأزمة الأمنية تنتهى بالقضاء على الإرهاب بكل أنواعه وأشكاله وحل الميليشيات وجمع السلاح، والإرهاب موجود بالفعل فى طرابلس ومصراتة وأيضًا فى مدن أخرى مثل الزاوية وغريان وزوارة، فكلها مدن تخضع لسيطرة ميليشيات ومجموعات إرهابية وإجرامية، إضافة لتنظيمات متطرفة مثل القاعدة وداعش تتمركز فى مصراتة وطرابلس والزاوية، فضلًا عن بقايا تنظيم داعش الهاربين من بنغازى ودرنة وأجدابيا ويقاتلون فى العاصمة بجانب قوات السراج، وكل هذه التنظيمات والمتطرفين المختلفين فى رؤاهم وعقائدهم اتفقوا على شىء واحد وهو محاربة الجيش الوطنى.
وليبيا بها أكثر من ٢١ مليون قطعة سلاح، يمتلك النسبة الأكبر منها هؤلاء الإرهابيون، وهى بين المتوسطة والخفيفة ووسائل التفجير والتفخيخ، وقد ارتكبوا بها جرائم كبيرة لا تعد ولا تحصى بحق الليبيين.
■ قيل إن ميليشيات الوفاق تحشد من أجل إعادة سيطرتها على سرت.. ما وضع الجيش فى هذه المدينة الاستراتيجية؟
- صحيح، وقواتنا تسيطر على ١٢٠ كم غرب سرت، و١٣٠ كم شرق مصراتة وتوجد بين المسافتين منطقة بوقرين المعروفة بـ«الهيشة» و«وادى زمزم»، اللتان شهدتا مؤخرًا اشتباكات عنيفة استطعنا خلالها تدمير كل أهدافها من محطات رادار تركية وغيرها.
أما الجنوب الليبى، فكله تحت سيطرة الجيش الليبى، لكن هناك خلايا متحركة لبقايا تنظيم داعش التى تعرف الآن بـ«سرايا الصحراء» وقائدها محمود البرغثى، الذى يقال إنه قُتل، ومعظمها تم القضاء عليه من قبل ضرباتنا، لكن تم إمدادها بنحو ٣٥٠ إرهابيًا من تركيا.
■ الميليشيات تشيع أن الجيش يستعين بمرتزقة من روسيا والسودان فى غرف عملياته.. ما ردكم على ذلك؟
- جيشنا قوته تتكون من أكثر من ٨٥ ألف مقاتل ليبى وقوات دفاع جوى قوية جدًا وقوات بحرية جيدة للغاية، ولا نحتاج لمقاتلين أجانب، وكل ما نحتاجه هو السلاح والتقنيات ورفع حظر السلاح من أجل محاربة الإرهاب.
نحن لدينا أسرى من الطرف الآخر من جنسيات مختلفة، سوريين وتشاديون وتونسيون وجنسيات أخرى، وكان لدينا طيار أمريكى أسير تم إطلاق سراحه وتسليمه لبلاده، وننشر بعض التحقيقات التى تتضمن اعترافاتهم.
دعوا الطرف الآخر يكشف عن أسراه من الجيش الوطنى وهم حوالى ١٢٠ جنديًا وأتحدى أن يثبتوا أن جنديًا واحدًا يحمل جنسية أخرى.
■ ما طبيعة التحالفات الدولية الجديدة التى أبدت استعدادها لدعم الجيش؟
- لا توجد تحالفات جديدة، لدينا فقط موقف مصر ورئيسها عبدالفتاح السيسى الذى يدعم دائمًا الجيش الليبى فى المحافل الدولية، ويوضح أن الجيش يحارب الإرهاب وأن أزمة بلادنا أزمة أمنية وليست اقتصادية أو سياسية، وهذا كان دائمًا محل تقدير لدى الليبيين، وكذلك الموقف الروسى وتأكيد الرئيس فلاديمير بوتين أن تركيا تنقل الإرهابيين والمرتزقة إلى البلاد، وهذا دليل آخر نعتز به، ولدينا أصدقاء وأشقاء عرب ونتواصل معهم، لأن المعركة واحدة وجميعنا فى خندق واحد على المستوى السياسى بشكل جيد، ولكن من ناحية المد اللوجستى والسلاح فكلاهما محكوم بقرار مجلس الأمن الخاص بحظر توريد السلاح للبلاد.
وأشكر على وجه الخصوص مصر ومندوبها الدائم لدى الأمم المتحدة السفير محمد إدريس، الذى تحدث فى جلسة مجلس الأمن، الخميس الماضى، عن تطور تهديدات الإرهاب فى القارة الإفريقية، وتوصيفه للحالة الليبية بدقة وتأثيرها على دول الجوار.
■ ماذا عن فرنسا؟
- نعتبر تصريح الرئيس إيمانويل ماكرون بأن الجيش الليبى يقاتل جماعات إرهابية نجاحًا لنا، على اعتبار أن رئيس دولة عظمى اقتنع فعليًا بأن الجيش يحارب عصابات تكفيرية، خصوصا أنه ترجم ذلك فى دعوة قائد الجيش، المشير خليفة حفتر، واستقباله رسميًا فى بلاده، ويعكس لنا ذلك أن هناك دولًا عظمى ومجتمعًا دوليًا يقتنع بشكل تام بأن الجيش الليبى يحارب الإرهاب والمجموعات المتطرفة، والعالم أجمع بات يعلم هذه الحقائق، ويعلم أن «السراج» مجرد واجهة سياسية معترف بها دوليًا وتستغلها جماعة الإخوان الإرهابية فى تنفيذ مشروعها للاستيلاء على السلطة ومقدرات الشعب الليبى.
■ ما طبيعة الدور الروسى فى ليبيا.. وهل يصطدم بالدور التركى؟
- ارتباطات روسيا بليبيا من الناحية العسكرية تعود إلى السبعينيات عندما اتجهت ليبيا إلى موسكو لمدها بالسلاح، فكل السلاح الليبى ومعداته روسية وحتى المناهج التعبوية روسية، وأنا شخصيًا درست فى موسكو إبان الاتحاد السوفيتى، وما زال التعاون العسكرى بين موسكو وليبيا مستمرًا حتى الساعة ولا نستطيع تغييره، لأن التغيير يحتاج إلى وقت وتدريب وإعداد.
وبالتأكيد الدور الروسى يصطدم بالدور التركى، وهو ما عبر عنه الرئيس بوتين عندما قال إن تركيا تنقل إرهابيين إلى ليبيا، وانعكس ذلك أيضًا فى موقف المبعوث الروسى الخاص إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوجدانوف، ووزير الخارجية الروسى، سيرجى لافروف، اللذين تحدثا أكثر من مرة عن التدخل التركى فى ليبيا.
وعلى الناحية الأخرى تركيا ترد، وفى النهاية هذا كله يقع فى إطار صراع دولى على خيرات ليبيا، وتركيا تريد الاستفراد بليبيا ولا تريد شريكًا آخر فيها، والنقطة المهمة جدًا أن «أردوغان» دائما يحاول الزج بروسيا فى الأزمة الليبية ويقول: «نحن ذهبنا هناك لقتال الروس» كحجة، فكل المرتزقة السوريين الذين قبضنا عليهم يعترفون فى التحقيقات معهم بأنهم أتوا إلى ليبيا لمحاربة الروس، كما قالت لهم تركيا.
■ ماذا عن العملية الأوروبية الجديدة فى «المتوسط» لمراقبة حظر السلاح على ليبيا؟
- هذه العملية ليست لحماية ليبيا بل لحماية أوروبا من عدم وصول إرهابيين إليها، وإفشال اتفاقية ترسيم الحدود التى وقعها «أردوغان» و«السراج» وأضرت اليونان ومصر، وإذا طلبت منا التنسيق سوف ننسق معها.

ما حدود الدعم الأوروبى للجيش الوطنى الليبى؟
- أوروبا اهتمت بالملف الليبى من الناحية الأمنية، على اعتبار أن الأمن الليبى مرتبط بالأمن الأوروبى، فـ ٢٠٠٠ كم على ساحل جنوب أوروبا مسألة خطيرة جدًا، وعندما يسيطر عليها «أردوغان» بالميليشيات الإرهابية والمرتزقة سيتم نقل هؤلاء بسهولة إلى أوروبا، وبالفعل تم نقل ٢٠٠ عنصر سورى إلى هناك.

■ هل حدث تغيير فى العلاقات مع الولايات المتحدة؟
- هى علاقات محدودة جدًا، ولا يوجد بها جديد سوى اتصال الرئيس ترامب بالقائد العام، وزيارة وفود أمريكية القيادة العامة من حين لآخر، وتظل الحوارات سياسية وهناك تواصل من أجل مكافحة الإرهاب فقط.