رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

داء بلا دواء.. ولكن


جاء فى اليوم السابع بتاريخ الأول من أبريل عام ٢٠١٨- «ولم تكن كذبة أبريل»- إشارة إلى ما ذكرته الدكتورة منال أبوشادى، أستاذ السكر والغدد بكلية الطب جامعة عين شمس، أن الولايات المتحدة الأمريكية تنفق أربعة وخمسين بليون دولار لعلاج مرضى السكر، وأشارت الدكتورة أيضًا إلى أن مرضى السكر فى مصر وصل عددهم إلى تسعة وثلاثين مليون مصاب بداء السكرى من النوع الثانى، والمتوقع أن يبلغ هذا العدد اثنين وثمانين مليونًا، أى بزيادة مائة وعشرة فى المائة، وأربعة إلى خمسة ملايين حالة وفاة بسبب هذا المرض عالميًا تحت عمر الستين عامًا، وأن فى كل ست ثوانٍ يموت مريض بسبب السكر وفقًا لما ذكره اتحاد السكر الفيدرالى العالمى.
كما أضافت الدكتورة منال أن اتحاد السكر الفيدرالى أشار إلى أن مصر ضمن أعلى عشر دول على مستوى العالم فى نسب تعداد المصابين بالسكر، وترتيبها هو الثامن تحديدًا فى العالم، وتنفق مليار دولار سنويًا فى علاج السكر، ويبلغ عدد الأطفال المصابين بالنوع الأول حوالى مائة وخمسة وسبعين ألف طفل، وأسباب الإصابة بمرض السكر من هذا النوع تسعون بالمائة منها أسباب مناعية، والنوع الثانى يصيب الأطفال والكبار، وأسبابه الشائعة ضعف إفراز الأنسولين الذى يسبب زيادة الوزن. كما أن سكر الحمل الذى تتعرض له بعض السيدات خلال فترة الحمل هو نتيجة استعداد الجسم للإصابة بالسكر.
ومن هذا المنطلق قررت أن أسهم ببعض ما ورد من مصادر أمريكية حول هذا المرض، وكيفية التعامل معه بأسلوب آمن وفعال، بدءًًا من ضرورة إنقاص وزن الجسم كما تقول النصيحة «خذ جرعة طعام صغيرة تصبيرة»، ولكن لا تترك الجوع يستبد بك حتى لا يهبط مستوى السكر اللازم للجسم، ثم ضع لنفسك أهدافًا صحية من شأنها أن تنقص وزنك تدريجيًا.
صحيح أن البعض حاول ضبط الوزن ولكن لم يكملوا، فزاد وزنهم، حيث إن الأمر يحتاج إلى ضبط النفس وإعمال الإرادة، فالحاجة إلى التنظيم والضبط والاستمرار دون تراجع مع مراعاة تجنب الجوع مع ثقة فى النفس، والاستمرار فى العملية التنظيمية للأكل نوعًا ووزنًا، مع المتابعة الطبية وممارسة النشاط، وأهمه المشى على الأقل نصف ساعة يوميًا، ولما كانت الصحة العامة مهمة لكل إنسان، لذا يقتضى الأمر المتابعة والممارسة بالنسبة للتنظيم الغذائى حتى تحقق المحافظة على الصحة العامة.
وقد يتساءل مريض السكر: لماذا كل هذا الوجع؟ وما العلاقة بين المرض وتنظيم وجبات الطعام؟ والمرض لا يكاد يخلو منه بيت حتى يطلقوا عليه «الحلو»، ربما لخطورة الحلويات، كما يشير الخبراء إلى أن السكر فى الدم يرتبط كثيرًا بضغط الدم، وهذا أيضًا يحتاج إلى خفض الوزن وضبط نسبة السكر فى الدم، ومن المفيد عدم الإفراط فى تناول السكريات تجنبًا لأمراض أخرى أيضًا كمرض السرطان مثلًا، بالإضافة إلى أمراض أخرى، مع تحقيق نجاح فى زيادة النشاط، والحصول على قسط من النوم أكثر راحة، وتجنب آلام الركب. كما ينصح خبراء السكر بأنه من فوائد خفض الوزن يتم ضبط نسبة السكر فى الدم، وكذلك ضغط الدم، وينصحون أيضًا بمتابعة الوزن، مع اختبار الميزان للتأكد من دقة قراءاته، حيث نكرر قياس الوزن عليه أكثر من مرة بين كل مرة ومرة دقيقة واحدة، فإن اختلفت النتائج التى يعطيها اختلافًا بيّنًا فالعيب فى الميزان، ويفضل أخذ القراءة الأولى على ميزان طبيبك، ومن ثم تغيير ميزانك إذا لم تكن قراءاته بنفس الدقة.
وبداية ينصح فى نظام تناول الطعام بثلاث خطوات، هى أولًا اختيار الطعام المناسب، ثم تناوله بكميات قليلة عن الماضى وعلى عدد مرات أكثر، ثم الأمر الثانى الاهتمام بالرياضة، ومنها المشى اليومى لنحو نصف ساعة فى كل مرة.
هذا المقال هو فاتحة لمقالات أهم، نتناول فيها برنامجًا يغطى عددًا من الأسابيع نتناول فيها العديد من البرامج، ومنها أهم أنواع الأطعمة الصحية وكيفية تقدير الفوائد الناتجة عن التغذية المناسبة والأنشطة المصاحبة، فإلى اللقاء مع أهم الخطوات الأساسية التى يبدأ بها مرضى السكر، وهى تقدير السعرات الحرارية وقواعد فائدتها، ونظام تعاطى الأطعمة، ومقدار سعرات كل صنف كمًا وكيفًا، فإلى لقاء قريب إن شاء المولى عز وجل.