رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«قلبه حجر».. قتل ابنه وبحث عنه مع الجيران.. ثم «عاش حياته»

الجيران
الجيران

واقعة مأساوية عاشها سكان المقطم عندما تجرد أب من مشاعر الإنسانية وقتل ابنه وألقى بجثته بجوار المقابر حتى عُثر عليها وقد تحللت.

انتقلت "الدستور" لحي الأسمرات بمنطقة المقطم لسؤال شهود العيان حول الواقعة.

وقال هشام أحد سكان المنطقة: إن المتهم "سيد" والد الطفل القتيل ادعى أن ابنه كان يلهو في الشارع واختطف وظل يبحث عنه ساعات مع الجيران، وبعد فشلهم في العثور عليه مارس حياته بشكل طبيعي وكف عن البحث عنه ولم يبلغ الشرطة.

وتابع: "جميع أطفال الحي يلعبون بالشارع ولم تحدث واقعة اختفاء أطفال بحى الأسمرات من قبل، وذلك الأمر أثار استغراب الأهالي، والمثير أكثر أن الأب لم يبحث عن نجله سوى ساعات معدودة وتجاوز محنة اختفائه بسرعة".

وروت سماح (من جيران المجني عليه) أن أبو سيف، والد المجني عليه، قام بتطليق والدة الطفل منذ سنوات وقتها كانوا جيرانًا بمنطقة الدويقة قبل انتقالهم إلى حي الأسمرات وبعدها تزوج من سيدة أخرى، وكان يعيش "سيف" الضحية برفقة زوجة والده، وكانت تترك الطفل طوال اليوم يلهو بالشارع وتنادي عليه قبل أن يحضر والده للمنزل بدقائق.

وتابعت: "سيف كان بيلعب مع أولادي طوال اليوم وأحيانًا يدخل مع أولادها لتقدم لهم وجبات الطعام"، قائلة" ده عيل صغير كان بيصعب عليا مرمي في الشارع طول النهار من غير أكل"، واستكملت سماح حديثها لـ"الدستور" قائلة: "كلنا كنا مستغربين برود أبوه ومراته بعد اختفاء سيف، بس ماحدش توقع أنه قتل ابنه ورمى جثته وماعرفناش موضوع القتل غير لما المباحث جت أخدتهم، والست رجعت تاني بعد التحقيقات وقالت إن جوزها هو اللي قتله وهي ماكانتش تعرف حاجة عن الموضوع ده".

وكانت البداية عندما تلقى اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة، بلاغًا من الرائد محمد فتحي، معاون أول مباحث قسم شرطة المقطم، يفيد بأن"س.ع.ع"، 61 سنة، مدير شركة منتجات بدائرة القسم، أثناء قيامه بزيارة مدفن زوجته بمنطقة المقابر الكائنة بدائرة القسم ـ عثر على جثة لطفل "غير معلوم لديه"، بجوار سور المدفن، ونفى علمه بملابسات وفاته، تحرر عن ذلك المحضر اللازم.

وبالانتقال وإجراء المناظرة تبين أن الجثة لطفل ذكر "مجهول الهوية"، يبلغ من العمر 6 سنوات، مُسجاة على ظهرها بمحل البلاغ، ومغطاة بكمية من الهيش "يرتدي ملابسه كاملة"، وفي حالة تعفن رمي متقدم، ولا توجد بها إصابات ظاهرية، تم نقلها لمشرحة النيابة بزينهم.

وبإجراء التحريات وجمع المعلومات لم يُستدل على صحة واقعة غياب الطفل، وتبين عدم صحة رواية والده، وبإعادة مناقشته وتضييق الخناق عليه عدل عن أقواله، وقرر بانفصاله عن زوجته "والدة المجني عليه" منذ حوالي أربع سنوات وزواجه بأخرى، وإقامة المجني عليه صحبته بمحل سكنه، وأقر بأنه بتاريخ الواقعة، قام بنهر المجني عليه لقيامه باللهو داخل الشقة محل سكنهما محدثًا ضوضاء، فطالبه بالتوقف عن اللهو، إلا أنه لم يمتثل فتعدى عليه بالضرب بصفعه على وجهه بدعوى تأديبه، مما أدى إلى سقوطه مغشيًا عليه، وارتطم رأسه بالأرض، وفوجئ بوفاته، فاختمرت في ذهنه فكرة التخلص من جثة نجله، واختلاق واقعة غيابه على النحو المُشار إليه، وفي سبيل ذلك قام بحمل الجثة والتخلص منها بإلقائها بمحل البلاغ، وتوجه للقسم للإبلاغ بغيابه على خلاف الحقيقة، وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وتولت النيابة التحقيقات.