رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أندريه شديد.. الأديبة الفرانكفونية العربية



ولدت أندريه شديد فى القاهرة بمصر فى ٢٠ مارس ١٩٢٠- ٦ فبراير عام ٢٠١١. عائلة أبيها من بعبدا فى لبنان، وعائلة أمها من دمشق فى سوريا. عندما كانت فى العاشرة من عمرها تم إرسالها إلى مدرسة داخلية، حيث تعلمت الإنجليزية والفرنسية، وفى الرابعة عشرة من عمرها سافرت إلى أوروبا، ولكنها عادت ثانية إلى القاهرة لتدرس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة.
لا تعرف أندريه شديد الحدود بين البلدان، حيث تقول فى أحد مصنفاتها الشعرية: «إننى أنتمى إلى بلد بلا علم وبلا حبال تربطك»، أقامت أندريه شديد فى باريس منذ عام ١٩٤٦ حين كانت فى السادسة والعشرين من عمرها، وتزوجت من عالم أحياء وبدأت مشوارها الأدبى عام ١٩٤٣ بمجموعة من الأشعار المكتوبة باللغة الإنجليزية، ولكنها سرعان ما تبنت اللغة الفرنسية، وعلى الرغم من الشهرة التى حازتها فى فرنسا، والتى هاجرت إليها لتنضم إلى طائفة من كتاب الفرانكفونية ذوى الأصل المصرى أمثال ألبير قصيرى وروبير سوليه وجيلبرت سينويه، فإنها كانت أقلهم حظًا فيما يخص معرفة الجمهور المصرى بها.
ولم يعرف الجمهور المصرى أندريه، إلا بعد أن قرر المخرج الراحل يوسف شاهين تقديم روايتها «اليوم السادس» فى فيلم سينمائى حمل الاسم نفسه، لعبت بطولته الفنانة داليدا مع محسن محيى الدين.
وعلى الرغم من ابتعادها الطويل عن مصر، فإنها ظلت تكتب عنها وعن تاريخها، واحتفظت فى كتاباتها بمصريتها، على الرغم من أنها أرادت أن يكون لها امتداد عالمى بتعبير الكاتب أنيس منصور، الذى كتب عنها فصلًا بكتابه «فى انتظار المعجزة».
كتبت «شديد» عن ملوك مصر القديمة، وخصت بالمجد إخناتون وكليوباترا، ليس فقط لتثير اهتمام الفرنسيين، وإنما لترتبط بالبلد الذى ولدت فيه، فقد كان قلبها وعيناها وأذناها مع مصر، كما يقول أنيس منصور، الذى أرّخ رحلة خروجها.
ومنذ أن هاجرت أرادت أن تكون مثالًا للمواطنة العالمية التى لا تعرف حدودًا فى الجغرافيا ولا بين الأجناس الأدبية التى كتبت فيها كلها، فقد كتبت الشعر والمسرح والرواية. وانضمت بفضل ما كتبته عن مصر إلى طائفة من الكُتّاب عاشت ما سماه روبير سوليه «الولع بمصر»، حيث تسود الشرق ومصر القديمة وريف مصر الحديث أعمالها القصصية، ومنها: «الرماد المعتق» ١٩٥٢، و«جوناثان» ١٩٥٥، و«اليوم السادس» ١٩٦٠.
وعقب وفاتها نمت حركة ترجمة أعمالها التى صدرت عن المركز القومى للترجمة فى مصر، ودار الهلال وسلسلة إبداعات عالمية بالكويت، وإضافة لأعمالها الشعرية، كانت لها عدة نصوص من بينها «أخوة الكلام» ١٩٦٧. فهذه الأديبة الفرانكفونية العربية الأصل، أحبت فرنسا وكتبت عن باريس: «أحب هذه المدينة، وأجـد فيها من المنشـطات ما يحفز قـواى دومًا، هـذا ما قلـته لنفسى مـنذ طـفولتى».