رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حمدى عبدالتواب يكتب: الله عليك يا كابتن مجدى

حمدى عبدالتواب
حمدى عبدالتواب

أجهش بالبكاء، واكتست ملامحه بالحزن فور دخوله سرادق العزاء.. بدا فى حالة تأثر عظيمة أجبرت ابن الفقيد على لعب دور المواسى، لتصبح الصورة بطل الحدث بين رواد مواقع السوشيال ميديا، الذين سرعان ما أصابتهم الدهشة حينما طالعوا صورته والفرحة تغمر وجهه فى حفل زفاف نجلة الإعلامى مدحت شلبى فى اليوم نفسه.

موقف غريب أثار اهتمام وتساؤلات الجميع إلّا بطله الكابتن مجدى عبدالغنى، الذى اعتاد ركوب التريند، وأجاد لعبة خطف الأضواء، وكان تفسيره للأمر بسيطًا للغاية حينما قال (جاملت هنا وهنا)، مفسرًا الأمر بأنه أدى واجبًا فى المناسبتين، متهمًا من اهتم بالأمر بأنهم (تافهين.. وناس فاضية لدرجة الاستخفاف بالمشاعر).

فى الواقع، أتفهم جيدًا منطق الكابتن مجدى الذى تربطنى به علاقة قوية، رغم عدم التقائى به سوى مرات معدودة ولا تربطنى به أى صلة، إلا أننى حريص على متابعته بشكل كامل، ودون أن أحمّل تصرفاته وتصريحاته أى تفسير أو تعليق.

وسر ارتباطى القوى بالكابتن مجدى يعود إلى الإعجاب بشخصيته إن جاز التعبير، فهو يحمل جينات الشخصية المصرية الأصيلة بكل مكوناتها، وإن كان الأمر المؤسف أنه فى الغالب لا يظهر إلا السيئ منها، فهو يمتاز بخفة الدم وسرعة البديهة التى تغلف كل تصرفاته السيئة، فضلًا عن الفهلوة التى باتت عيبًا مدمرًا فى شخصية المصريين.

الكابتن مجدى، الذى اكتسب شهرته من لعب كرة القدم، استطاع أن يستخدم كل ما منّ الله به عليه من نعم فى تحقيق أهدافه، فبقى لسنوات يُذكر المصريين بفضله فى كأس العالم، وذهب لتأسيس سبوبة (جمعية اللاعبين المحترفين) بوصفه واحدًا من رواد الاحتراف فى أوروبا، وبقى لسنوات قابعًا فى عضوية اتحاد الكرة بوصفه أحد عناصر الجيل الذهبى، ومنه تغلغلت علاقته برموز الدولة ومسئوليها، حتى وصل إلى رأسها ممثلًا فى الرئيس الأسبق ونجليه اللذين بكى بين أيديهما محنة فراق (مبارك) رمز أيامه الجميلة.

لم يختلف مجدى عبدالغنى عن كل من ذهبوا إلى عزاء الرئيس الأسبق إلّا فى صدق تجسيد اللحظة، فكل من شاهد العزاء وبرقيات المواساة عجز عن إجابة سؤال: مَن الذى ثار على مبارك؟ ولن يستطيع أحد الإجابة، بالرغم من أن الكابتن مجدى نفسه كان إجابة اللغز.

فالكابتن مجدى، الذى عاش سنوات فى رعاية مبارك، استطاع بعده أن يجارى الأحداث ويتفاعل مع التغيرات، فى كل وأصعب المواقف، وحينما حتمت عليه المصلحة الانقلاب على رفيق دربه محمود الخطيب فعل، وحين جاء وقت الواجب كان حاضرًا بكل مشاعره الفياضة تجاه الراحل وأسرته.

أستغرب حقًا مَن هاجموه، فكلنا مثله، نحمل نفس الجينات ولكن لم تأتنا الفرصة للتعبير عن أنفسنا، فكلنا يدعى المثالية وفى الحقيقة أن داء الفهلوة أكل كل ما تبقى بداخلنا من فضيلة، لكننا جميعًا ندارى فشلنا إلا ما ندر من أمثال الكابتن مجدى.